top of page
Crystal Salt

فيلم Thalaiviiالسينما والسياسة في إقليم التاميل

صورة الكاتب: djameleddine bouzianedjameleddine bouziane


بقلم: جمال الدين بوزيان

عندما تتحدث بوليوود عن علاقة السينما والفن بالسياسية في إقليم التاميل الهندي، ربما يمكن أن يكون هذا هو عنوان ثان للمقال، فهو يسلط الضوء على قصة حقيقية، ويسرد سيرة ذاتية للممثلة والسياسية الهندية التاميلية Jayaram Jayalalithaa المعروفة بإسم جايا فنيا، وسياسيا بإسم الأم أو Amma.

تلعب دور البطولة في هذا الفيلم المنتج سنة 2021، نجمة بوليوود المتمردة كانغانا راينوت، والتي أراها الأنسب لتأدية دور شخصية جايا، التي مرت بمراحل وتغيرات كثيرة في حياتها، من فتاة جميلة تحلم بالنجاح الفني، إلى ناشطة سياسية تحلم بأن تكون وزيرة أولى لإقليم تاميل نادو، ووسط كل هذا، التحدي الأكبر، هو التحول من إمرأة يحدد لها الآخرون ماذا تفعل وكيف يجب أن تحلم، إلى وزيرة أولى للتاميل، تسن القوانين وتملك سلطة القرار في إقليم كامل.

المعروف عن كانغانا راينوت، أنها من بين أفضل الممثلات اللواتي يستطعن لعب الأدوار المركبة، أوالشخصيات التي تمر بعدة مستويات متناقضة ومختلفة، من بداية الفيلم لنهايته.

يشاركها البطولة أرفـيـنـد سـوامــي، ممثل سينمائي تاميلي، لديه مشاركات قليلة في التلفزيون كمقدم برامج، ممثل، عارض أزياء، وكمخرج، كما شارك في بعض أداء بعض أغاني الأفلام.

نال أرفيند عن هذا الفيلم، جائزة فيلم فير كأحسن ممثل، وجائزة أخرى من مهرجان سينمائي تاميلي، كأحسن دور مساعد، ولكن الفيلم ككل، فشل في شباك التذاكر، رغم تقييمه الفني الجيد من طرف الصحافة الفنية الهندية والنقاد الهنود، لكن الجمهور المحلي للسينما الهندية له معايير مختلفة عن التي يتبعها النقاد والصحفيون.

أغلب شخصيات الفيلم رجالية، فالأحداث تطرح مشكل كواليس السياسة والأحزاب الهندية وصراعاتها، ومن الأدوار النسائية اللافتة في الفيلم، دور والدة البطلة، الممثلة باجياشري، والممثلة فلورا جاكوب، في دور رئيسة الوزارء الهندية الراحلة أنديرا غاندي.

الجدير بالذكر، أن هذا العام، كانغانا راينوت، في انتظار صدور فيلمها الجديد Emergency وهو سيرة ذاتية أيضاً، لكن عن أنديرا غاندي نفسها، يتناول فترة حكمها عبر تفاصيل سياسية وشخصية، يتوقع أن تكون مزعجة ومثيرة لاحتجاجات البعض، وهو ليس بالأمر الجديد بالنسبة لممثلة مثل كانغانا، حيث أن فيلمها موضوع هذا المقال، Thalaivii أيضاً تعرض لبعض التحفظات على القصة والسيناريو، لكنها لم تكن لافتة، خاصة أن الفيلم لم ينجح جماهيرياً.

لم يخلو الفيلم من الكثير من الأغاني، كلها كانت في سياق درامي منطقي له علاقة مباشرة بقصة الفيلم، ظهرت كل الأغاني والاستعراضات ضمن الأفلام التي مثلتها البطلة قبل دخولها عالم السياسة، بإستثناء أغنيتين، الأولى استخدمت كخلفية موسيقية لمشهد إطعام البطلة لتلاميذ المدارس الجياع، والثانية كانت عبارة عن رقصة مباشرة على المسرح أمام حشد كبير، من بينهم حبيبها السابق، رئيس وزراء إقليم تاميل نادو (بطل الفيلم)، لأنه من غير المقبول أن نرى فيلماً جاداً مثل هذا يقحم الاستعراضات والأغاني بالطريقة الهندية النمطية، وغالباً، هذا ما أصبح ينتبه له صناع السينما الهنود، طبيعة الفيلم هي من تحدد كيفية ظهور الأغاني والاستعراضات.

مثلاً في أفلام سلمان خان لا يزال الرقص والغناء يعرض وسط أحداث الفيلم بالطريقة النمطية، والجمهور متقبل جدا لهذا الأمر، وأفلامه تنجح في الغالب، لأنها أفلام أكشن محافظة على أغلب توابل بوليوود، من رومانسية ومبالغة في كل شيء، بينما أفلام السيرة الذاتية لا تتحمل كل ذلك الحشو للتوابل الهندية النمطية، التي قد تؤثر على الفيلم فنياً ونقدياً.

للأسف، ميزانية الفيلم كانت معتبرة، لكنه فشل مادياً، ربما عزاء المخرج التاميلي فيجاي، كان في بعض الجوائز التي نالها الفيلم بالمهرجانات السينمائية الهندية، أوتم الترشح لها، وكذلك هو بمثابة خطوته البوليوودية الثانية، التي قد تلفت له أنظار صناع السينما في مومباي.


المقال نشر من قبل بجريدة الدستور العراقية.
















١٢٧ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentarios