ثلاثية ABCD ثالوث الرقص و الدين و الإنسانية
تاريخ التحديث: ١٤ يناير ٢٠٢٣
هي ثلاثة أفلام بوليودية منفصلة في أحداثها و شخصياتها، و متصلة في فكرتها الرئيسية، و بعض تفاصيلها.
عنوان الثلاثية هو اختصار لـ: Anybody Can Dance، بمعنى: أي شخص يستطيع الرقص.
رغم عدم نجاح الأفلام الثلاثة من حيث الإيرادات في صالات العرض، إلا أنها أفلام راقصة بإمتياز، فيها من الرقص العصري المحترف ما لا يوجد في كل أفلام السينما الهندية منذ ظهورها، الرقص العصري الذي يكون خليطا بين الهيب هوب ورقص الشوارع و الراب و البوب........
أفلام بوليود و كل سينمات الهند الأخرى متخمة بالرقص التقليدي أو حتى العصري، لكن ليس كما هو في هذه الثلاثية.
سلسلة أفلام ABCD تشبه أفلاما في هوليود و أوروبا مثل : Step Up ، StreetDance، Dance Academy، Honey، Save the Last Dance.
و الرقص فيها شبيه كثيرا بالرقص الموجود في تلك الأفلام الغربية، لكنه مطعم بقليل من الحركات الهندية، كما أن الأغاني أيضا خليط بين الغربي و الهندي، لكن الهندي كثير منه أغاني ذات محتوى ديني هندوسي إنساني، و هو القاسم المشترك بين الأفلام الثلاثة، البعد الديني و الإنساني للرقص، هذه هي الفكرة الرئيسية للثلاثية.
قاسم آخر مشترك بين الأجزاء الثلاثة، هو النجم المخضرم، المعروف في كل سينمات الجنوب الهندي و في بوليود: Prabhu Deva البالغ من العمر 58 سنة، المسمى مايكل جاكسون الهند، و لا تزال ليقاته البدنية أفضل من الكثير من الممثلين الشباب.
الجزء الأول و الثاني يحملان نفس العنوان، ABCD 1 المنتج سنة 2013، ABCD 2 المنتج سنة 2015، بينما الجزء الثالث المنتج سنة 2020 كان عنوانه Street Dancer، و أبطاله تقريبا هم نفس أبطال الجزء الثاني لكن بشخصيات مختلفة تماما، مع إضافة بطلة مساعدة أخرى هي الراقصة المغربية نورا فتحي، حيث يعتبر أول أفلامها كممثلة و ليس كراقصة فقط، ربما سيكون حظها مثل حظ الجزائرية صوفيا بوتلة، التي بدأت راقصة و وصل بها المشوار بطلة في أفلام هوليود.
و كانت نورا إضافة جيدة للجزء الثالث، و هي المعروفة بإتقانها الجيد لأغلب أنواع الرقص العصري، و للرقص الشرقي، و الهندي قليلا، في النوع الهندي التقليدي لا تزال مادهوري ديكسيت هي المسيطرة.
سابقا، في النوع العصري، كانت كاريسما كابور، و بعدها كاترينا كييف، حاليا نورا فتحي و شرادها كابور (بطلة الجزء الثاني والثالث)، تعدان من أفضل راقصات هذا النوع في بوليود حاليا.
كل أبطال الأجزاء الثلاثة هم من الممثلين الممتازين في الرقص، أو راقصين تم استدعاؤهم للتمثيل، لذلك كان التركيز في التصوير على الممثلين أكثر خلال مشاهد الحوار الخالية من الرقص، بينما لا يمكن تذكر ملامح الكثير من الراقصين، لأن أدوارهم لم تكن تتطلب الكثير من الكلام و التعبير بملامح الوجه بقدر ما كان المطلوب منهم الحضور كراقصين.
الجزء الأول من الثلاثية كان عن الصداقة، و خيانة مدرب محترف لزميله و صديقه المدرب أيضا، بينما الجزء الثاني كان حول وفاء المدرب البطل نفسه لمصلحة الفريق و أولويتها على منفعته الشخصية، أما الجزء الثالث فكانت فكرته إنسانية بإمتياز، عن التعايش السلمي بين الجالية الهندية و الباكستانية في لندن، و اتحادهما للفوز بمسابقة الرقص لأجل مساعدة المشردين و المهاجرين غير الشرعيين الآسيويين على العودة لبلدانهم.
القاسم المشترك الثالث بين هذه الأفلام كذلك، هو مخرج الثلاثية: Remo D'Souza الذي كتب قصص أفلامه بنفسه، و رغم الجهد الكبير المبذول في أفلامه الثلاثة، و رغم أنها صدرت بأجمل حلة لم نرها في بوليود من قبل أبدا فيما يخص الرقص العصري و رقص الشوارع الغربي، إلا أنه لم يحقق ماديا ما كان منتظرا منه.
لذلك، معادلة النجاح الجماهيري و المادي في السينما، لا يمكن التكهن بها أو توقعها، مهما كان الفيلم منجزا بإتقان و احترافية حالية، و مهما خصصت له ميزانية كبيرة، و مدحته الصحافة و النقاد.
بقلم: جمال الدين بوزيان
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5124
Comments