جوائز فيلم فير Filmfare Awards 2024 للسينما الجنوبية الهندية
نجح المخرج روهيت شيتي، في صنع خماسية (إن صح التعبير) سينمائية، نمطية وبوليوودية بامتياز، سلسلة أفلام بوليسية، فيها من بهارات الماسلا السينمائية الهندية الشيء الكثير.
بدأها سنة 2011 مع فيلم سينغام، بطولة أجاي ديفغان، ثم سنة 2014 الجزء الثاني من سينغام، مع نفس البطل، وفي سنة 2018، أخرج فيلم سيمبــا، بطولة رانفير سينغ، مع مشاركة شرفية لنجم الفلمين السابقين، أجاي ديفغان، لأن القصص كلها مرتبطة ببعضها البعض، لغاية الفيلم الخامس.
ثم قام بإخراج فيلم Sooryavanshi سنة 2021، بطولة أكشاي كومار، رفقة كاترينا كييف والبطلين السابقين: أجاي ورانفير.
أما الفيلم الخامس والأخير، فيتم التحضير له لإطلاقه من طرف نفس المخرج سنة 2023، بعنوان: سينغام 3، مع الأبطال الثلاثة، رفقة كارينا كابور، ويتم في نفس الوقت التحضير لمسلسل عن نفس الخماسية، يحمل عنوان: Indian Police Force، و سيتم عرضه على منصة أمازون، و تم تغيير الأبطال في هذا العمل التلفزيوني، لتنتقل البطولة لـ سيدهارت مالهوترا، شيلبا شيتي، وفيفيك أوبروي، بينما المخرج بقي نفسه.
أما إنتاج الأفلام الخمسة، فبدأ مع شركة Reliance Entertainment، في الجزء الأول، وهي شركة رائدة في إنتاج الأعمال السينمائية بكل الأقاليم الهندية، وفي إنتاج الأعمال التلفزيونية أحيانا وحتى الألعاب الإلكترونية.
الجزء الثاني من سينغام، كان من إنتاج نفس الشركة بتعاون مع المخرج روهيت شيتي، وبطل العمل أجاي ديفغان.
أنا الجزء الثالث والذي كان بعنوان سيمبا، فقد تم إنتاجه من طرف مجموعة منتجين من بينهم السينمائي المعروف كاران جوهر ووالدته هيرو جوهر، وقد ظهر كاران كضيف شرف في إحدى استعراضات الفيلم، وشاركه في الإنتاج أيضا المخرج نفسه، ومنتج آخر هو الملياردير الهندي الكندي Apoorva Mehta.
الجزء الرابع، والذي كان بعنوان Sooryavanshi أنتجه نفس فريق الجزء الثالث، إضافة لمنتجة أخرى هي Aruna Bhatia والدة الممثل أكشاي كومار.
أما الجزء الخامس، الذي لا يزال قيد الإنجاز، يبدو أنه سيكون مع نفس فريق الإنتاج تقريبا، مع تغيير في بعض الأسماء.
يبدو أن سلسلة الأفلام هذه، والمتعارف عليها بإسم Cop Universe، هي الإوزة التي تبيض ذهبا، حيث في كل مرة يزداد عدد شركاء الإنتاج، كما يبدو أن تطوير كل جزء يحتاج للمزيد من الدعم المادي، لكي يخرج العمل بوليووديا متكاملا، نمطي بامتياز، فيه من القيم والمعايير الهندية المشبعة بحب الوطن وتقديس الأم، والدفاع عن المرأة وعن حقوق الإنسان، وقصص الحب، والغناء والاستعراضات، والبطل طبعا قوي وشجاع، لا يطير مثل سوبرمان، لكنه أقوى من الجميع.
شئنا أم أبينا، هذه النوعية من الأفلام، لا يزال لها جمهورها في كل العالم، خاصة في الهند وجنوب شرق آسيا، و الدول الآسيوية عموما.
وهي أفلام ناجحة جماهيريا وماديا، وحتى فنيا في المهرجانات الهندية المحلية، تنال الجوائز، لكنها ليست النوعية التي ترشح للعرض في أوروربا أو المشاركة في المهرجانات الأجنبية، أو الاقتراح في القائمة الطويلة لأوسكار أحسن فيلم أجنبي.
القاسم المشترك بين هذه الأفلام الأربعة، وأكيد الجزء الخامس أيضا سيكون مثلهم، هو ضرورة تطبيق العدالة وحماية الضعفاء، بغض النظر عن القوانين المكتوبة والمعتمدة من طرف الجهات الرسمية، الفكرة الرئيسية لكل هذه الأفلام، هي لا مزيد من الضحايا، بأي ثمن، حتى لو بخرق القانون، المهم لا يجب أن يبقى المجرم طليقا، بينما تبقى الضحية خائفة طيلة سنوات، وهي تنتظر عدالة قد لا تأتي أبدا.
لذلك، أبطال كل هذه الأفلام، هم شرطيون صالحون، يستعملون طرقهم الخاصة، لتطبيق العدالة، دون ترك أثر، ودون الإخلال بالنظام العام، أو إلحاق الضرر بأي شخص آخر باستثناء المجرم.
أربعة أفلام ناجحة، والجزء الخامس قيد الإنجاز، حافظت على تقاليد وتوابل بوليوود، التي ميزتها طيلة مسيرتها منذ قرابة 100سنة، هي بهارات بقيت لصيقة بالسينما الهندية عامة، ولكنها ليست مفروضة، وإنما في كل مرة، تثبت عدم انتهاء مدة صلاحيتها، لذلك هذا النوع من الأفلام لا يزال مستمرا.
بقلم: جمال الدين بوزيان
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ عدد 18 أغطسطس 2022
Comments