جوائز فيلم فير Filmfare Awards 2024 للسينما الجنوبية الهندية
بقلم: جمال الدين بوزيان
ثوابت بوليوود التي لا تتغير إلا نادراً، معروفة لدى المتابعين، و هي عناصر بديهية في الفيلم الهندي، قد عرضتها في مقال قديم لي، مثل الهندوسية، الوطن، الأم، الزوجة، أو رابطة الزواج نفسها.
لكن ما أتحدث عنه هنا، ليس ثوابتاَ، حيث يمكن تغييرها وحذفها من الأفلام دون أي مشكل، ودون إثارة أي جدل لدى الرأي العام أو الصحافة الهندية، لكنها ظاهرة نجدها فقط في السينما الهندية (بوليوود خاصة)، تميزت بها عن غيرها من السينمات الأخرى.
الكل يعلم أن السينما الهندية مرادف للغناء والرقص والاستعراض، وهي النظرة النمطية التي يرفض البعض تغييرها ليومنا هذا، وهي نظرة لم تأتي من فراغ، فبوليوود رغم تنوع طبيعة أفلامها حالياً، إلا أنها لازالت وفية لنوعية الأفلام الإستعراضية، ويعد تعلم الرقص واجب على كل ممثل وممثلة يريد لعب دور البطولة.
السينما الغنائية الاستعراضية التي اختفت من سينمات العالم بعد فترة الأبيض والأسود, واستمرت في الهند ليومنا هذا، يمكن اعتبارها ظاهرة خاصة بالهند وحدها، ومثلها حاولت محاكاتها بعض سينمات القارة الآسيوية، مثل لوليوود (سينما باكستان)، وسينما البشتون المعروفة بـ Pollywood (الجانب الباكستاني للبشتون)، وسينما بنغلاداش (Dhallywood).
لكن، ما يعتبر ظاهرة خاصة فقط ببوليود، هو أنه يمكن استقدام ممثلة كبيرة ونجمة مسيطرة كضيفة شرف في الفيلم فقط للرقص في استعراض واحد.
من النادر أن تتحول الراقصة في بوليود إلى ممثلة، بل من المستحيلات، لكن من المعتاد أن تستخدم الممثلة النجمة كراقصة في استعراض في فيلم هندي.
وهو ليس بالأمر المهين للنجمة، بل يعتبر من الأمور العادية في بوليود، وأحياناً من العوامل المساعدة في نجاح تلك النجمة، حيث يمكن أن نجد فيلماً هندياً عادياً لم يحقق النجاح المطلوب، لكن أحد استعراضاته أو إحدى أغانيه أصبحت أغنية ضاربة ومن أيقونات الفن في الهند.
مثلاً استعراض Ishq Kamina من فيلم Shakti، المنتج سنة 2002 الفيلم كان من بطولة كاريسما كابور و Nana Patekar و شاروخان في دور مساعد، الفيلم لم ينجح كثيراً، لكن استعراض Ishq Kamina الذي رقصت فيه أيشواريا راي اشتهر كثيراً.
كذلك كاترينا كييف، شاركت في استعراض Chikni Chameli من فيلم Agneepath المنتج سنة 2012 و لم تكن بطلته ولم تمثل فيه، شاركت فقط في هذا الاستعراض الذي أصبح ملهما للراقصات في مسابقات الرقص الهندية كلها.
و بريانكا شوبرا أيضاً شاركت كضيفة شرف (راقصة) سنة 2013 في الفيلم الناجح Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela في استعراض واحد هو Ram Chahe Leela و هو استعراض جريء ويتذكره كل من تابع الفيلم، الذي يعتبر من أجمل ما أخرج سنجاي ليلا بهنسالي وكان من بطولة ديبيكا باديكون وزوجها رانفير سينغ.
كاجول، الصديقة المقربة للسينمائي المعروف كاران جوهر، إضافة إلى أنها كانت بطلة بعض أنجح أفلامه، معروف عنها أيضاً أنها غالباً ما تكون ضيفة شرف في أفلامه, و خاصةً في الاستعراضات ، و يكون حضورها بطريقة لافتة, وجميلة, وفيها من خفة الظل ما يميز جيداً كاجول عن بقية زميلاتها.
مثلاً في استعراض Rock 'N' Roll Soniye من فيلم Kabhi Alvida Naa Kehna سنة 2006، وفي استعراض The Disco Song من فيلم Student of the Year سنة 2012.
مليكة شيراوات، رمز الإغراء الهندي، أيضاً لديها مشاركة شرفية سنة 2007 في استعراض في الفيلم السياسي الدرامي Guru والذي كان من بطولة أبهيشيك باتشان, وزوجته أيشواريا راي، مليكة وبحكم إتقانها المعتبر للرقص الشرقي، تمت الاستعانة بها في استعراض Mayya Mayya.
الأمثلة كثيرة جداً، ولا يمكن عرضها جميعاً في مقال واحد، وتقريباً في أغلب الأفلام الهندية الاستعراضية تتم الاستعانة بنجمة للمشاركة في استعراض معين.
لكن، ما يعتبر سابقة في السينما الهندية، هو ما قامت به المخرجة ومصممة الاستعراضات المعروفة فرح خان في فيلمها Om Shanti Om سنة 2007, و بالضبط في أغنية Deewangi Deewangi حيث قامت بإشراك أكثر من 30 نجماً ونجمة كضيوف شرف في هذا الاستعراض المميز, والغير مسبوق، ويبدو أن مشوارها الطويل كمصممة رقصات شهيرة, وعلاقاتها الجيدة مع الوسط الفني الهندي ساعدها كثيراً على إحداث هذا السبق.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5052
Comments