بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
بقلم عوض القدرو:
(من يحب الفقر ) أموت مرتين وأحبك, رواية الأديب السوري عبد العزيز هلال تحولت لأسطورة سينمائية سورية لم ولن تموت أبداً.
ففي منتصف سبعينات القرن الماضي قرر المنتج السوري فايز سلكا وشريكه عبد الرزاق الغانم إنتاج فيلم, فتم إسناد كتابة السيناريو للأديب السوري الكبير عبد العزيز هلال الذي قام بإقتباس سيناريو عن روايته "من يحب الفقر" وقدم سيناريو الفيلم بعنوان "أموت مرتين وأحبك" وتم توزيع أدوار البطولة للنجمة إغراء وناجي جبر والممثل المصري عازف الغيتار عمر خورشيد, وعبد اللطيف فتحي ونجاح حفيظ.
وتم إسناد إخراج الفيلم للمخرج اللبناني سمير خوري مخرج فيلم ( سيدة الأقمار السوداء ) للممثلة المصرية ناهد يسري, وكان معروفاً عنه أنه ميال بأفلامه للقصص والمشاهد الذي تحمل طابعاً مثيراً وجنسياً. وبدأ تصوير الفيلم في دمشق, وبعد مرور عدة أيام من التصوير, وجد منتجو الفيلم أن وتيرة عمل المخرج اللبناني سمير خوري بطيئة, وهذا لا ينسجم مع عقلية المنتج الذي يريد تصوير الفيلم بأقل عدد أيام ممكنة,فتم اسناد مهمة الإخراج لمدير تصوير الفيلم جورج لطفي الخوري, وبمساعدة من نجمة الفيلم إغراء التي شاركت بكتابة السيناريو أيضاً. وبالفعل صُور الفيلم وعرض وحقق نجاحاً لا مثيل له بكل تاريخ السينما السورية, سواءً على صعيد القطاع الخاص أو العام,فتربعت الممثلة السورية إغراء على عرش شاشة السينما العربية كنجمة التعري والحب والجنس والإثارة.
من حيث القصة والسيناريو, فإن الفيلم يعتبر من الأفلام الجيدة والنادرة ضمن انتاج القطاع الخاص في سورية, فجمع ثنائية الطرح الدرامي والبصري الذي يجذب المتلقي. إغراء قدمت في هذا الفيلم جرعة تعري وجرأة فاقت ما قدمته في فيلم "الفهد" الذي أخرجه نبيل المالح,وشكلت مع الفنان ناجي جبر ثنائياً مذهلاً على الشاشة, وقد يكون فيلم "أموت مرتبن وأحبك" أجمل ما قدمه الفنان ناجي جبر من أدوار من خلال شخصية حمدي التي قدمها …
من شاهد الفيلم أو يتذكره ربما سيفكر أن شخصية ظفيرة التي تؤديها إغراء, وشخصية حمدي هما زوجان في الحقيقة, وذلك لمدى الانسجام والهارموني الواضح بينهما في الفيلم من خلال مشاهد الجنس, والحب, والخلافات التي جمعتهما في الفيلم, ولكن المفاجأة _وحسب ما قالته لي نجمة الفيلم إغراء_ أنها كانت قد اختلفت مع الفنان ناجي جبر قبل تصوير الفيلم بأسبوع, وصور الفيلم وهما في حالة خصام.
"أموت مرتبن وأحبك" يعتبر الفيلم الأكثر جرأةً من حيث التعري والمشاهد الجنسية الحميمة,في تاريخ السينما السورية, فمشهد حمام النسوان في ذلك الوقت تجاوز كل الخطوط الحمراء, وكذلك مشهد ليلة الدخلة, وحتى الحوارات التي جمعت الزوجين على سرير الزوجية, وبالطبع كان لحضور الفنان عمر خورشيد أثر جميل, وخاصة عندما عزف على الغيتار معزوفته الشهيرة "الشرق" وقامت إغراء بالرقص عليها بفستانها الساتان ذو اللون النهدي. حتى أن لهجة عمر خورشيد في الفيلم لم تكن مصرية بل كانت سورية, حيث قام الفنان توفيق العشا بتسجيل صوته على شريط الفيلم بدلاً من عمر خورشيد. الفيلم حقق إيرادات لم يسبق لها مثيل بتاريخ السينما السورية, حيث تم عرضه لمرات عديدة وهناك الكثير من الناس قد شاهده لأكثر من مرة, وكانت مدة الفيلم 95 دقيقة, وكان المتفرجون في صالة العرض _ممن سبق لهم أن شاهدوا الفيلم لأكثر من مرة_ يغادرون الصالة قبل نهايته بحوالي عشر دقائق, لأنهم يعرفون بأن مشاهد الجنس والتعري في الفيلم قد انتهت.
Comments