سينما سانجاي ليلا بهنسالي
تاريخ التحديث: ١ مارس ٢٠٢٣

بقلم: جمال الدين بوزيان
سانجاي ليلا بهنسالي Sanjay Leela Bhansali، مخرج هندي من مواليد سنة 1963، لديه 10 أفلام كمخرج، و 14 فيلما كمنتج، و8 أفلام كمؤلف، و فيلمين كموزع، و 6 أفلام كمؤلف موسيقي.
هو سينمائي متعدد المواهب، أفلامه تجلب الانتباه، وتبهر محبي السينما الهندية، لحد الآن أفلامه مصنفة مع ما يسمى بوليود، أي السينما التي تنتج في مومباي (بومباي سابقاً)، وحسب علمي ليس له أعمال مع سينما الجنوب الهندي.
رغم أنه كمخرج يعتبر مقلاً في أفلامه، مقارنة بالمعتاد في الوسط الفني الهندي، إلا أن أفلام بهنسالي الـ 10 أغلبها ناجح, واستطاع لفت انتباه الجمهور والنقاد والإعلام عامة، وبعضها أصبح من أيقونات بوليود.
مثلاً فيلمه الثاني كمخرج، Hum Dil De Chuke Sanam المنتج سنة 1999، كان ناجحاً جداً، و يحمل سمات معينة تميز سينما بهنسالي طيلة مشواره لحد يومنا هذا، كان من بطولة سلمان خان وأيشواريا راي، وأجاي ديفغان.
أما فيلمه الثالث كمخرج، ديفداس، المنتج سنة 2002، فهو الذي دفع به وبالسينما الهندية عامة دفعاً قوياً وفتح له و لها باب العالمية و الشهرة واسعاً، كان هو تذكرة نجاح بهنسالي ونجاح الهند في أوروبا والعالم الغربي.
ديفداس حالياً هو من أكبر أيقونات بوليود، و لا يمكن الحديث عن تاريخ السينما الهندية دون التوقف عنده.
ديفداس كان من بطولة أيشواريا راي أيضاً، وشاروخان ومادهوري ديكسيت.
سنة 2013 أخرج بهنسالي فيلماً آخر ناجحاً ولافتاً للانتباه، هو Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela، من بطولة رانفير سينغ و زوجته ديبيكا باديكون.
بعدها بعامين، سنة 2015، أخرج فيلمه الناجح Bajirao Mastani، و كان أيضاً من بطولة الثنائي رانفير سينغ وديبيكا باديكون، ويبدو أن بهنسالي انتبه للانسجام الكبير الموجود بين هذين الممثلين، الأمر الذي يساعد دائماً في نجاح أفلامهما معاً.
و فيلمه هذا كان مثيراً للجدل قليلاً لدى الرأي العام الهندي والصحافة بسبب مضمونه، لكنه ليس بقدر الفوضى التي أثارها فيلمه المنتج سنة 2018 Padmaavat بسبب قصته التي تعيد طرح بعض الحقائق التاريخية الهندية المختلف حولها، فيما يخص الهندوس و المسلمين.
فيلمPadmaavat كان من بطولة رانفير سينغ و زوجته ديبيكا باديكون أيضاً مع شاهد كابور.
هذه الأفلام الأربعة المذكورة، تشترك _حسب ما أرى_ في عناصر متكررة تميز سينما سانجاي ليلا بهنسالي، و هي:
لجوءه للقصص التاريخية والثراث الهندي المحكي أو المكتوب، مثلاً ديفداس و Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela هي قصص من التراث الهندي تشبه قصص قيس و ليلى عند العرب أو روميو و جولييت عند الغرب.
أما Bajirao Mastani و Padmaavat فهي قصص واقعية من التاريخ الهندي القديم، تجسد الصراع الهندي مع الغزو الخارجي، وفي نفس الوقت الصراع الهندوسي مع الإسلام، الذي تم طرحه في هذين الفيلمين بطريقة مغايرة للمعتاد والمتعارف عليه في بوليود، ويمكن القول أن بهنسالي تخطى قليلاً الخطوط الحمراء المتفق عليها في الوسط الهندي الفني، وغامر بمشواره المهني، خاصة في فيلم Padmaavat ، لكن الحظ كان بجانبه، ونجحت أفلامه الأربعة التي تحدثت عنها.
هذه الأفلام الأربعة تشترك أيضاً في عنصر الإبهار الكبير، والاستعراضات الضخمة في البلاتوهات الكبيرة، وطريقة التصوير المميزة جداً لهذه الاستعراضات، كما تشترك أفلامه هذه في سيطرة لون معين نجده متكرراً وسائداً على أغلب أجواء الفيلم، حيث في ديفداس نجد سيطرة اللون الأحمر، وهو اللون الذي يتكرر في بقية الأفلام الثلاث الأخرى مع حضور ألوان أخرى مسيطرة ومتكررة.
بهنسالي في أفلامه لا يلجأ لممثلين جدد، ربما في فيلم آخر لجأ لممثلة جديدة سوف أتحدث عنه لاحقا في المقال، لكن هذه الأفلام الأربعة كانت من بطولة نجوم الصف الأول في الهند، أيشواريا راي و سلمان ورانفير سينغ و ديبيكا باديكون.
و هي نفس الأفلام التي اعتنى فيها كثيراً بالجانب الموسيقي و الاستعراضي الغنائي، حيث ساعدت الأغاني كثيراً على الترويج لأفلامه وجعلها مميزة وتساهم في استمرار عنصر الإبهار في الفيلم حتى بعد مرور سنوات كثيرة على صدوره.
في فيلم Saawariya المنتج سنة 2007، استعان بهنسالي خلال إخراجه للفيلم على غير العادة، بممثلين جديدين، هما رانبير كابور الذي كان في بداياته الفنية، وسونام كابور في أول ظهور لها في السينما، و كلاهما من أبناء آل كابور، من العائلات الفنية المسيطرة في الهند، لكن بالفيلم ضيفا شرف هما سلمان خان في دور صغير غير مؤثر كثيراً، وراني موخرجي في دور بطولة ثانوية لكنه دور مميز جداَ ومؤثر جداً في الفيلم، ويمكن اعتبارها هي من أنقذت هذا الفيلم وساهمت في نجاحه، لديها استعراض جميل ومبهر في الفيلم الذي تلعب فيه دور مومس تلاحق بطل الفيلم.
الفيلم تسير أحداثه وسط أجواء صامتة، هادئة، و حزينة نوعاً ما، و مظلمة يغلب عليها اللون البنفسجي والأزرق، ولكنها ليست بنفس الظلام الذي يغرق فيه فيلم Black الذي أخرجه بهنسالي سنة 2005، أي قبل فيلم سواريا بعامين، وهو سيرة ذاتية مستوحاة من قصة حقيقية عالمية للفتاة الكفيفة و الصماء Helen Keller، و هي قصة معروفة لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تمكنت من الوصول لدرجة الدكتوراه رغم إعاقتها.
هو أول تعامل لبهنسالي مع راني موخرجي وأميتاب باتشان، وكان اختياراً موفقاً، نجح الفيلم كثيراً رغم سوداويته وأجواء الظلام والحزن التي تميز الفيلم.
وتقريباً في نفس الأجواء أخرج فيلمه Guzaarish سنة 2010، الذي يحكي قصة ساحر ناجح أصيب بشلل كلي ويستعين بممرضة لتكون جليسته الدائمة ويطالب المحكمة بقبول قضيته للجوء للموت الرحيم لإنهاء حياته بعد يأسه من وجود العلاج.
الفيلم من بطولة هيريتيك روشان وأيشواريا راي في ثالث تعامل لها مع بهنسالي، وأيشواريا هي التي كسرت نوعاً ما الظلام في هذا الفيلم وخففت من سوداويته بعيونها الزرقاء المتألقة ووشاحها الأحمر ورقصها للفلامينكو الهندي.
الفيلم لديه نسخة أمريكية جاءت بعد الهندية، لكن نسخة بهنسالي الهندية كانت أكثر حزناً ودراماتيكية وجدية أكثر.
سنة 2021، لدى سانجاي ليلا بهنسالي مشروع فيلم سيرة ذاتية آخر سوف يصدر قريباً، قد يكون إضافة جديدة له ولبوليود عامة.
المقال نشر بموقع إيلاف في: 14 يونيو 2021
Comments