فيلم الوداع لـ "ريشي كابور"Sharmaji Namkeen

بقلم: جمال الدين بوزيان
كان هذا الفيلم هو مسك الختام، لممثل هندي كبير، من آل كابور، من الجيل الذي ظهر مع أميتاب باتشان، وهو من أنجح أولاد رائد بوليود راج كابور.
مرض ريشي كابور خلال تصوير هذا العمل، وتوفي قبل إتمام مشاهد الفيلم، لذلك تم اللجوء لزميله باريش راوال، لتمثيل بقية المشاهد، وهو ما شرحه رانبير كابور (ابن ريشي) في بداية الفيلم.
كان باريش راوال مبدعاً في استكمال المشاهد المتبقية، هو ممثل مخضرم وموهوب جداً، لكن ريشي مميز جداً، ومتابعة هذا الفيلم على أنه آخر فيلم في حياته، يجعلني كمشاهد متابع لريشي منذ صغري، لا أرى أي ممثل آخر يعوض غيابه، ومع ذلك كان باريش هو الأنسب لاستكمال تلك المشاهد الناقصة، وكان اختياراً ذكياً جداً_ أو بالأحرى اقتراحاً جيداً جداً_ لأنه حسب رانبير، باريش هو من عرض مساعدته على صانعي الفيلم للتمثيل في دور زميله الراحل.
الدور كان مناسباً لسن الممثلين، سواء ريشي أو بديله باريش، لأن القصة عن رجل ستيني يبدأ تقاعده، ويحاول التأقلم معه، ويحاول أن يحيى حياته كما يريد دون تأثير أولاده ومحيطه عنه، ودون السقوط في قفص الصورة النمطية التي رسمها محيطه للرجل المتقاعد.
القصة قد تبدو شبيهة نوعاً ما بقصة فيلم آخر كان بطله ريشي مع ديمبل كاباديا، لكن الفيلم القديم كان يتحدث عن رجل مسن يحاول إعادة الزواج من سيدة في مثل سنه، بعد وفاة زوجته، لكن عائلته ومحيطه يرفضون اختياره.
بينما قصة فيلم Sharmaji Namkeen لا يتمحور موضوعها الرئيسي حول البحث عن الحب، بقدر ما هو عن البحث عن الذات، والشعور بالكينونة وجدواها بعد التقاعد.
شاركت في الفيلم، نجمة بوليود جوهي تشاولا، ملكة جمال الهند لسنة 1984، والتي كانت لها مع ريشي كابور أفلاماً جميلة خلال فترة الثمانينات والتسعينات، وشكلت معه في بعض الأفلام ثنائياً جميلاً.
ريشي كابور، بعد تقدمه في السن، لم يستمر بنفس الطريقة المكثفة، التي سار على نهجها زميله أميتاب باتشان، بل كان من حين لآخر يمثل في بعض الأفلام، أحياناً أدواراً مساعدة، وأحياناً أدوار بطولة مطلقة تناسب سنه، وهو أمر يفعله أغلب نجوم بوليود الكبار في السن، لكن أميتاب باتشان هو الأنجح في هذا الجانب، والأكثر محافظة على نجوميته الكبيرة حتى وهو على أبواب الثمانين.
هذا الفيلم الصادر في مارس2022، بعد وفاة ريشي بـعامين كاملين، هو كوميديا درامية من إخراج Hitesh Bhatia، الذي شارك في كتابة القصة رفقة Supratik Sen، بينما الإنتاج كان مشتركاً بين الممثل فرحان أختر وشركات أخرى، والتوزيع لشركة أمازون.
احتوى الفيلم على أربع أغاني، تم توزيعها على أحداث قصة الفيلم، كخلفية موسيقية، وكانت مناسبة جداً لنوع الفيلم وطبيعة القصة والأحداث، بينما في جينيريك النهاية تم بث أغاني قديمة من الأفلام الخالدة والمعروفة للممثل الراحل ريشي كابور.
تضمن الفيلم الكثير من المشاهد الخارجية، وكلها تمثل البيئة الهندية المحلية، الطبقة المتوسطة خاصة، وكذلك المشاهد الداخلية، كانت أغلبها تمثل الطبقة المتوسطة والميسورة في المجتمع الهندي، وتصف حياة كبار السن خاصة من الجنسين، واختياراتهم عند الكبر، وبعد سن التقاعد، اختياراتهم في نمط يومياتهم وتفاصيلها، وطريقة الترفيه أو الهواية التي يختارونها، بعيداً عن القوالب النمطية التي يضعها الصغار لهم والمجتمع ككل.
ولكنه، في نفس الوقت، ليس تمرداً على العائلة، وليس دعوة للانفصال عنها، بل هو تأكيد على أهمية الأسرة في حياة الإنسان، مهما اختلفت العقليات والأراء.
الفيلم، هو أجمل وداع، لنجم كبير من بوليود، كان في يوم من الأيام، من أنجح أبناء راج كابور، وهو المنافس القوي لأميتاب باتشان، حالياً ابنه رانبير كابور أيضاً من أهم النجوم الرجال في الوسط السينمائي الهندي، وهو من يتحمل عبء استمرار مشوار عائلة آل كابور، بعد توقف كاريسما، وتذبذب كارينا بين التمثيل والتفرغ للعائلة.
بقية الممثلين الحاليين من الذين يحملون لقب كابور، ليسوا من أحفاد أو من نسل راج كابور ووالده Prithviraj Kapoor، وإنما من عائلات كابور الأخرى.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5342
Comentários