بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
بقلم: جمال الدين بوزيان
هو فيلم ملحمي تاريخي آخر، يضاف لقائمة الأفلام الملحمية المميزة التي أصبحت تنتجها بوليود كثيراً مؤخراً، ونجحت في البعض منها، وكانت في البعض منها محاولات لمحاكاة وتقليد تجارب أخرى بوليودية أو عالمية.
ويبدو أن فيلم تانهاجي، يمكن تصنيفه مع النوع الثاني، رغم نجاحه في تحقيق إيرادات معتبرة، إلا أنه يحوي محاكاة لفيلم 300 الأمريكي، ومحاكاة لأفلام ملحمية هندية معروفة، مثل جودا أكبر، وباجيراو ماستاني، وبادهمافاتي.
الفيلم منتج سنة 2020، من إخراج: Om Raut، وهو سينمائي شاب، لديه 3 أفلام كمخرج، ولديه مشاركات أخرى في أفلام هندية أخرى كممثل أو كمنتج، أخرج فيلمه الأول بلغة الماراتهي، أما فيلمه الثاني تانهاجي، فهو أول خطوة له في بوليود، شارك معه في كتابة القصة والسيناريو Prakash Kapadia.
الإنتاج كان لبطل الفيلم أجاي ديفغان، رفقة منتجين آخرين، والبطولة كانت مقسمة بين أجاي ديفغان، وسيف علي خان، بينما كاجول (زوجة ديفغان) كانت لها مساحة دور صغيرة مقارنة بنجوميتها الكبيرة، كما شارك في الأدوار المساعدة، كل من: نيها شارما، شاراد كالكار، والممثل اللبناني الجنسية والمولد، الهندي الأصل، نوفل أزمير خان.
وتمت الإستعانة في هذا الفيلم بكثير من الممثلين والممثلات من السينمات الهندية الأخرى، مثل الماراتهي، و الكانادا، وبممثلين تلفزيونيين ومسرحيين أيضا.
يشترك الفيلم مع أغلب الأفلام المحلمية الهندية المعروفة في الفكرة العامة، وهي الصراع الهندوسي الإسلامي (المغولي تحديداً) في المنطقة، يحكي عن مرحلة تاريخية من هذا الصراع في القرن الـ 17، وبالضبط عن قصة المحارب الهندي Tanaji Malusare، والذي كان قائداً في الجيش الماراتهي، ويركز الفيلم على معركته المعروفة في التراث الهندي بإسم معركة سينهاغاد.
احتوى الفيلم على 4 أغاني، بعضها كان على شكل ترانيم هندوسية وأغاني حماسية تم دمجها خلال الأحداث كخلفية موسيقية، خاصة خلال المعارك، ومشاهد الأكشن، بينما الأغاني الأخرى كانت إما أغاني احتفالات أو أغاني أعراس تقليدية، وهذا ما تتطلبه الأفلام الملحمية، أن لا تبدو الأغاني فيها كعنصر دخيل على الفيلم، لا علاقة له بالقصة.
مغنو البلاي باك في هذا الفيلم، ليسوا من المشاهير، بإستثناء المطربة شريا غوشال، التي شاركت في أغنية واحدة.
المعارك كانت موفقة لحد ما، بينما في جانب منها كانت تبدو تقنيات الغرافيك والخدع الإلكترونية غير المتقنة واضحة، وبعض مشاهد المعارك كأنها منقولة مباشرة من مشاهد الفيلم الأمريكي 300، كما أن الراوي في بداية الفيلم، يذكرنا أيضاً بهذا الفيلم الأمريكي.
أجاي ديفغان، مثله مثل سلمان خان، تخصص منذ سنوات كثيرة في أفلام الأكشن، وإن كانت غير ملحمية، لكنه ابتعد نهائياً عن الأفلام الرومانسية والمليودراما، وهو يشكل ثنائياً منسجماً مع زوجته كاجول، مع أن كاجول وشاروخان أكثر انسجاماً مع بعضهما، أكثر من أي ثنائي آخر في العالم، وليس في بوليود فقط.
الفيلم تقريباً، مكتمل من حيث التوابل البوليودية المعتادة، كالغناء والاستعراض، الأكشن، الحب والرومانسية، لكن تم توزيعهم حسب خصوصية الفيلم الملحمي، وبما يتماشى مع القصة المقتبسة من التاريخ الهندي، كما أنه تكريس لثوابت الأفلام الهندية، كتقديس الأرض والوطن، الأم، الزوجة، العائلة، والدين.
ويبدو أن الأفلام الهندية الملحمية، تحتاج لمخرج أو منتج شجاع، يخرجها من إطارها النمطي الذي وقعت فيه، وهو تكرار موضوع الصراع الهندوسي المغولي، و لو أن الفترات الزمنية التي يتم تناولها مختلفة، لكن وكأن الأمر سوف يصبح مثل عدوى باب الحارة في الدراما العربية.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5238
تمّ