آخر الأخبار


بعد 50 سنة من فوزه بالسعفة الذهبية
الإعلان عن وفاة محمد لخضر حامينا

المتحف السينمائي:
تزامناً مع احتفال كلاسيكيات كان بمرور 50 عاماً على منح المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة جائزة السعفة الذهبية عام 1975 عن فيلمه "وقائع سنين الجمر"، وهو فيلم يروي قصة ما أشعل فتيل حرب الاستقلال، تم الإعلان مساء الجمعة 23 مايو / أيار 2025 عن رحيل المخرج الجزائري عن عمر 91 عاماً.
ولد الممثل والمخرج والسيناريست الجزائري محمد لخضر حمينة في 26 فبراير/شباط 1934 في مدينة المسيلة في الجزائر، وتابع دراسته في فرنسا، ثم غادرها إلى تونس أثناء الثورة الجزائرية، حيث كان يعمل لصالح الحكومة الجزائرية المؤقتة .
شهدت مسابقة مهرجان كان السينمائي الثامن والعشرون انطلاقة مرموقة، وإن كانت مثيرة للجدل. وكان على لجنة التحكيم، برئاسة جان مورو، اختيار فائز من أعمال سكورسيزي، وهيرزوغ، وأنطونيوني، وكوستا غافراس. ومن بين هذه الأسماء المرموقة، تواجد مخرج مغمور يُدعى محمد لخضر حمينة.
وقبل ثماني سنوات من الفوز بالسعفة الذهبية، كان المخرج الجزائري قد شارك لأول مرة في مهرجان كان بفيلمه الرائع "ريح الأوراس"، الذي يروي قصة أم تبحث عن ابنها الذي اختطفه الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، وقد فاز الفيلم آنذاك بجائزة الفيلم الأول.
ُقدّم محمد لخضر حمينة فيلمه الروائي الطويل الرابع، "وقائع سنين الجمر"، كأول إنتاج جزائري ضخم. وتروي هذه الملحمة، التي تمتد لثلاث ساعات تقريباً، السنوات التي سبقت الثورة، من عام 1939 إلى عام 1954، في بلد على شفا الاضطراب.
نتابع في الفيلم قصة حميد، المزارع الشاب الذي أُجبر على مغادرة قريته التي اجتاحها التيفوس، والذي يُقرر الانضمام إلى الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وفيما بعد يعود حميد إلى بلدٍ غارق في البؤس والغضب.
وشرح محمد لخضر حمينة الفيلم قائلاً:
"هذا فيلمٌ ضد الظلم، ضد الإذلال. ما يسود هو دافع الحرب الجزائرية. بالنسبة للشباب الذين لم يعرفوا هذه الحقبة، سيساعدهم هذا الفيلم على الفهم، بينما سيدرك كبار السن الحقيقة فيما يُروى".
ومع ذلك، كان عرض الفيلم في مهرجان كان مشحوناً بالتوتر، بعد ثلاثة عشر عاماً من استقلال الجزائر عن فرنسا، لم تلتئم جراحها بعد.
وقد اتُهم أعضاء سابقون في الجيش السري لمنظمة الدول الأمريكية، يحنون إلى الجزائر تحت الحكم الفرنسي، بتهديدات متكررة بالقنابل في دورة عام 1975. ولحسن الحظ، كانت تهديدات عابرة، وانتهت هذه القصة بنهاية سعيدة لمحمد لخضر حامينا، الذي أصبح أول مخرج أفريقي يحصل على جائزة السعفة الذهبية.
الأكثر قراءة