آخر الأخبار
تسيطر على افتتاح برلين 2024
المتحف السينمائي :
واجه مهرجان برلين السينمائي الدولي العديد من الخلافات السياسية المستمرة في حفل افتتاح الدورة الرابعة والسبعين الليلة (15 فبراير) والذي كان مليئاً بالخطابات.
بعد الجدل الدائر حول الدعوة ثم إلغاء دعوة سياسيي حزب البديل من أجل ألمانيا لحضور الحفل، بالإضافة إلى الأزمة في غزة، والغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، واجه مقدما الحفل هادنت تيسفاي وجو شوك الجانب السياسي للمهرجان في كلمتهما الافتتاحية.
وقال شوك: "إن القول بأن هذا هو ما فعلناه في المائتي عام الماضية ليس كافياً" في إشارة محتملة إلى الانتقادات الموجهة إلى المهرجان بسبب دعوته سياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا لأنه كان بروتوكولياً في السنوات السابقة.
وقرأت مارييت ريسنبيك، في دورتها الأخيرة كمديرة إدارية للمهرجان، بياناً حول المسؤوليات والتوقعات السياسية لمهرجان برلين.
بدءاً بالحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية على غزة في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قالت ريسنبيك: "إننا ندعو الجميع إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية أرواح المدنيين، إن الحروب والصراعات في أوكرانيا وإيران والسودان، وكذلك عواقب الزلزال في تركيا، لا تزال ترافقنا، لهذا السبب يجب علينا، بل ويمكننا، تكييف قواعد التعامل مع بعضنا البعض"
وأضافت ريسنبيك أن المهرجان يرمز إلى "دعم وإثراء المجتمع بكل الأشخاص الذين يحتاجون إلى حمايتنا الآن، وخاصة مع العديد من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع من أجل الديمقراطية منذ أسابيع، بواسطته يمكننا تغيير العالم، وفهمه بشكل أفضل، والتسامح معه بشكل أفضل."
الأزمات والصراعات
وفي معرض حديثها في برليناله للمرة الثالثة لها بصفتها مفوضة الحكومة الفيدرالية الألمانية للثقافة والإعلام، ألقت كلوديا روث خطاباً حماسياً على نفس المنوال، حيث قالت :
"إننا نعيش في زمن يهدد بإغراقنا بأزماته وصراعاته وبؤسه ومأساته"، مستشهدة بالصراع الروسي الأوكراني الذي بدأ مباشرة بعد المهرجان الأول في عهدها.
وأكدت روث تضامنه مع النساء الإيرانيات، مستشهدةً بالمخرجة مريم مقدم التي تتمكن من مغادرة إيران لحضور العرض العالمي الأول لفيلمهما التنافسي My Favorite Cake اليوم (الجمعة 15 فبراير).
وتحولت روث إلى اللغة الإنجليزية للمرة الوحيدة في خطابها، وصرخت: "أعيدوهم إلى المنزل الآن!" – في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وفي إشارة إلى حزب البديل الألماني الذي يدعو إلى ترحيل اللاجئيين من المانيا قالت روث:
" إنهم أعداء المجتمع المفتوح، يجتمعون في الفيلات حيث يخططون للمساحة والترحيل على أساس المشاعر العرقية، يريدون تفكيك وتدمير هذه الجمهورية، ديمقراطيتنا الليبرالية، واستخدام القبح لعنصريتهم وكراهيتهم. نحن نحتضن التنوع. دعونا نقدر الاحترام والشجاعة، دعونا نقدر الأصدقاء والتفاهم، دعونا نقدر التعاطف والإنسانية."
لجنة التحكيم:
واستمر الخطابات السياسية إلى أن تمت دعوة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية إلى المسرح كجزء من الحفل الذي استمر 70 دقيقة، حيث أجابت رئيسة لجنة التحكيم لوبيتا نيونغو على سؤال من شوك حول تولي دورها من خلال الإشارة إلى أنها أول شخص أسود يتولى هذا المنصب في النسخ الـ 74 للمهرجان.
حيث قالت نيونغو: "أنا أفتخر بعرقي، وفخورة جداً وبكل تواضع يشرفني أن أكسر هذا الحاجز، وفي الوقت الحالي، حيث يوجد الكثير من الانقسام، مع التقدم يأتي التراجع واللجوء إلى القبلية - أنا فخورة حقاً بكوني رمزاً للتقدم".
بعد أن تمكنت ببراعة من إدارة لحظة متوترة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيلجنة التحكيم صباح الخميس مع زميلها ألبرت سيرا بشأن "انبهاره" بفلاديمير بوتين، روت الكاتبة الأوكرانية أوكسانا زابوشكو ازدواجية المشاعر التي تنتابها، حين حضورها جلسة تصوير لجنة التحكيم في نفس اللحظة التي تلقت فيها إخطاراً بأحدث صاروخ روسي أثناء الهجوم على بلدها.
حيث أبلغها أحد الأصدقاء أن قنبلة سقطت على بعد 900 متر من منزلها، وكان عليها أن تواجه على الفور جدار المصورين الذين يطالبون بالتقاط الصور. وقالت زابوشكو: "لقد كانت تلك تجربة مثيرة للاهتمام".
على الرغم من ثقل الخطابات، مر الاحتفال إلى حد كبير دون وقوع حوادث. الأمر الذي سيكون بمثابة ارتياح لمنظمي المهرجان. كان المضيفون شوك وعلى وجه الخصوص تيسفاي في حالة مرحة، حيث كانت الأخيرة تتجول حول القاعة وتنخرط في نكات خفيفة مع كيليان ميرفي ومات ديمون، الممثل الرئيسي والمنتج لفيلم تيم ميلانتس الافتتاحي Small Things Like This.
وحضر الحفل شخصيات بارزة من مختلف أنحاء المجتمع الألماني، من بينهم ممثلون من بينهم كريستيان فريدل (شارك في بطولة فيلم The Zone Of Interest الذي رشح لجائزة الأوسكار)، والممثل والمخرج أيلين تيزيل، بالإضافة إلى نجم كرة القدم الألماني المعتزل فيليب لام، الذي صعد إلى المسرح لمناقشة البرنامج الثقافي "Berlinale Meets Football" الذي عمل عليه، قبل بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، والتي يتولى إدارتها.
لم يتم ذكر سوى القليل عن رحيل ريسنبيك والمدير الفني كارلو شاتريان بعد النسخة الرابعة والسبعين. وكانت خليفتهم، المديرة السابقة لمهرجان لندن السينمائي BFI، تريشيا تاتل، حاضرة، وتحدثت مع النجمة اللوكسمبورغية الألمانية فيكي كريبس قبل الحفل.
بدأت الأمسية بمرور موكب على السجادة الحمراء ضم نحو 70 ممثلاً ومخرجاً ، وساروا جنباً إلى جنب في صمت قبل أن يتجمعوا أمام قصر برليناله ليهتفوا "دفاعاً عن الديمقراطية".
أخبار ومتابعات المهرجان عبر الصفحة الخاصة به على منصة المتحف السينمائي
آخر الأخبار