آخر الأخبار


BREATHING UNDERWATER
يمثل لوكسمبورغ في سباق الأوسكار 2026

المتحف السينمائي:
اختارت لوكسمبورغ الفيلم الدرامي BREATHING UNDERWATER إخراج إريك لاميهين، ليكون التمثيل التاسع عشر للبلاد في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي.
مدة الفيلم الناطق بثلاث لغات ( الفرنسية_ الإسبانية_ الإيطالية) 101 دقيقة، وهو بطولة كارلا جوري، فيرونيك تشاندا بيا، إسبيرانزا مارتن غونزاليس-كيفيدو، أليسيا راشيلا
تدور أحداث الفيلم في مدينة لوكسمبورغ الهادئة بعد أن تُخطف إيما في جنح الليل، وهي مصابة بكدمات وحامل بشكل غير متوقع، فتجد ملجأً لها في مأوى للنساء، حيث تبدأ بقايا شخصيتها السابقة بالظهور تدريجياً.
يبرز الفيلم صورة هادئة ومؤثرة وعميقة لامرأة تحاول استعادة نفسها بعد صدمة، حيث يصور لامهين هشاشتها بحساسية استثنائية، دون استغلالّ معاناتها، بل يؤطرها في لحظات من الصمت والتأمل واليقظة التدريجية.
إيقاع الفيلم مُتعمّد، حيث يسمح للمشاهد بالانغماس في عالم إيما الداخلي، عالمٌ يُصبح فيه التنفس بحد ذاته فعل شجاعة.
تُعدّ لغة الفيلم البصرية من أبرز نقاط قوته، حيث يستخدم لامهين الضوء الطبيعي للتعبير عن حالة إيما العاطفية: تدرجات الرمادي الباهتة للفجر، وبياض ملجأ النساء العقيم، والذهبي الدافئ الذي يعود ببطء مع بدء تعافيها، فكل لقطة تبدو حميمة، تكاد تكون ملموسة، كما لو أن الكاميرا تتعلم كيف ترى من جديد مع بطلتها.
تصميم الصوت أيضاً مُقيّد ولكنه قوي، فدقات القلب الخافتة، والأصوات البعيدة، والأنفاس السطحية تُبرز التوتر بين الضعف والولادة الجديدة، وهناك رقة لا لبس فيها في كيفية تناول الفيلم للتعافي، ليس كحدثٍ تطهيريّ واحد، بل كفسيفساء من اللحظات الصغيرة المُتحدّية.
يسمح إخراج لامهين بتعاطف عميق دون عاطفة، فالنساء اللواتي تلتقيهن إيما في الملجأ لسن شخصيات ثانوية، بل مرايا، تعكس كل واحدة منهن نسخة مختلفة من القوة والبقاء.
تضفي ديناميكية المكان شعوراً بالأخوة الهادئة التي تبدو حقيقية ومُعاشة، كما أن الحوار موجز، وغالباً ما يُستبدل بنظرات أو إيماءات تُعبّر أكثر مما تستطيع الكلمات قوله.
والنتيجة فيلمٌ يبدو واقعياً بشكل مؤلم ودقيقاً فنياً، كما لو أن كل مشهد صُمم ليتنفس على نفس إيقاع إيما ذاتها.
فيلم "BREATHING UNDERWATER" يدور حول إعادة الاكتشاف، ذلك الفعل الهش والمتحدي المتمثل في تعلم الحياة من جديد بعد الانغماس في الصمت والخوف. تصبح رحلة إيما استعارة لاستعادة جسدها وصوتها، نفساً بعد نفس، في عالم غالباً ما يحرم النساء من كليهما، ويُجسّد العنوان نفسه جوهر الفيلم: "التنفس تحت الماء" النجاة من المستحيل، وإيجاد القوة حيث لا ينبغي أن توجد.
رؤية لامهين ليست عاطفية ولا يائسة، بل هي إنسانية بامتياز، تُظهر أن الشفاء بطيء ولكنه حتمي، وفي النهاية، يُذكرنا الفيلم بأن البقاء ليس استسلاماً، إنه فعل شجاعة هادئة، وسيلة للعثور على الهواء حتى في أحلك الأعماق.
الشفاء أشبه بالتنفس تحت الماء: يبدو مستحيلاً حتى، بطريقة ما، لا يكون كذلك.
بدأت لوكسمبورغ بتقديم ترشيحاتها للأوسكار منذ العام 2002، ويعتبر BREATHING UNDERWATER هو دخولها التاسع عشر، دون أي حضور سابق لا على مستوى الترشيحات ولا على مستوى القائمة المختصرة، مع استبعاد واحد من خلال مشاركاتها عام 2006.
وقد جاءت ترشيحات لوكسمبورغ السابقة للأوسكار على النحو التالي:
عام 2002 - Dead Man's Hand
عام 2003 - I Always Wanted to Be a Saint
عام 2005 - Renart the Fox
عام 2006 - Your Name is Justine ( لم يتأهل)
عام 2007 - Little Secrets
عام 2008 - Nuits d'Arabie
عام 2009 - Refractaire
عام 2013 - Blind Spot
عام 2014 - Never Die Young
عام 2015 - Baby(a)lone
عام 2016 - Voices from Chernobyl
عام 2017 - Barrage
عام 2018 - Gutland
عام 2019 - Tel Aviv on Fire
عام 2020 - River Tales
عام 2021 - Io sto bene
عام 2022 - Icarus
عام 2023 - The Last Ashes
عام 2025 - Breathing Underwater
الأكثر قراءة
































