BLACK RED YELLOW

المتحف السينمائي:

اختارت قيرغيزستان فيلم BLACK RED YELLOW إخراج أكتان أريم كوبات ليمثل البلاد في سباق الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي

الفيلم بطولة نرجيزا ماماتكولوفا، ميرلان عبد الخالقوف، أيغول بوسورمانكولوفا، ومدة عرضه 93 دقيقة، وهو ناطق باللغة القيرغيزية.

تدور حبكة الفيلم حول حرفة نسج السجاد العريقة في قيرغيزستان التي تحمل إرثاً غنياً ومعقداً كأنماطها نفسها، منسوجاً بعمق في نسيج الحياة اليومية. 

توردوغول، المشهورة بكونها أمهر نساج في الوديان، أمضت سنوات في إتقان فنها في عزلة هادئة. ثم جاء قادر، راعي خيول لطيف، فأثار وصوله شيئاً كامناً بداخلها - قصة حب رقيقة متأخرة الإزهار انتهت دون كلمات، تاركةً وراءها سجادة غير مكتملة. بعد سنوات، عندما رُفعت تلك السجادة نفسها، المخططة بالأسود والأحمر والأصفر، في جنازته، بدا أن خيوطها قد عادت إلى الحياة، مُحييةً الذكريات التي خبأتْها بعناية في قلبها.

الفيلم صور في منطقة باتكين_ قيرغيزستان، ففي مشهدٍ خلابٍ لكن قاسٍ لمنطقة باتكين، يُجسّد فيلم "أسود أحمر أصفر" روح الحياة القرغيزية من خلال خيوط الفن والذاكرة والحب الرقيقة. 

يروي أكتان أريم كوبات، المعروف بتصويره الرقيق للحياة الريفية، قصةً إنسانيةً عميقة عن توردوغول، نساجة السجاد الماهرة التي تتكشف حياتها بهدوءٍ وتعقيدٍ كعملها. 

من خلال إيقاع نولها وصمت وحدتها، يرسم كوبات صورةً لامرأةٍ مُرتبطةٍ بأرضها وحرفتها، حُباً للقصص والتاريخ والمشاعر المنسوجة في كل خيط. وتعكس لوحة ألوان الفيلم، التي تهيمن عليها الألوان الترابية والضوء الطبيعي، الأنماط المنسوجة نفسها، مستحضرةً جمالاً خالداً ينطق بالصور أكثر من الكلمات.

يتميز إخراج كوبات بالرصانة والشاعرية في آن واحد، فهو يستخدم السكون والصمت كأدوات سردية، مما يسمح للمشاهد بالشعور بنسيج الزمن. عندما يدخل قادير، راعي الخيول المتواضع، عالم توردوغول، ينعم الفيلم بدفء حميمي هادئ. 

تزدهر علاقتهما، البسيطة والمترددة والعميقة، في الفراغ الشاسع لسهوب قيرغيزستان. ومع ذلك، وكما هو الحال في العديد من أفلام كوبات، فإن الحب هنا ليس مقدراً له أن يدوم. 

يُعالج الفيلم الفراق الحتمي بين توردوغول وقادير بدقة صادمة: لا اعترافات، ولا وداع درامي، فقط الوجود الصامت لسجادة غير مكتملة تُركت خلفه.

يُمثل فيلم "أسود أحمر أصفر" نسيجاً سينمائياً رائعاً، فكل كادر يبدو منسوجاً يدوياً، مليئاً بالعيوب المتعمدة، والقوام النابض بالحياة، وإيقاع العمل اليدوي. 

يحمل استخدام كوبات للألوان، وخاصة الأسود والأحمر والأصفر التي تحمل عنوان الفيلم، صدى رمزياً، يمثل الفقد والشغف والذكرى. أما تصميم الصوت، البسيط والغامر في آنٍ واحد، فيُحاكي همهمات الحياة اليومية: صوت حوافر الخيول، وصرير الإطارات الخشبية، ودقات الأيدي الثابتة على النول. ومن خلال هذه التفاصيل، يُحقق الفيلم نوعاً من السمو، حيث تُصبح الحرفية لغةً للعاطفة.

يدور فيلم "أسود أحمر أصفر" حول صمود الذاكرة والطرق الضمنية التي يستمر بها الحب بعد الفقد. تُصبح السجادة، التي لا تُكتمل إلا بالموت، استعارةً لأنماط الحياة غير المكتملة، والروابط التي نبدأها ولكننا لا نراها حتى النهاية. 

يُذكرنا فيلم كوبات بأن التجربة الإنسانية، مثل النسج، هي فعل صبر وتكرار وتفانٍ. كل خيط، مهما كان صغيراً، يحمل ثقل العمر. 

في النهاية، لا يتعلق Black Red Yellow بما يتم صنعه يدوياً فحسب، بل بما يتم الاحتفاظ به في القلب، مرثية للحب والوقت والقوة الهادئة لأولئك الذين يحملون كليهما.