آخر الأخبار


السماء الموعودة لـ أريج سهيري
يسلط الضوء على الهجرة ضمن القارة الإفريقية

المتحف السينمائي:
افتتح قسم "نظرة ما" في مهرجان كان 78 بفيلم "السماء الموعودة"، وهو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرجة إيريج سهيري، حيث يتتبع الفيلم مصير ثلاث نساء، قسيسة وطالبة وأم منفية، تتغير حياتهن معاً عندما يستقبلن كنزة، البالغة من العمر أربع سنوات، والتي تم إنقاذها من حطام سفينة.
وقد أكدت سهيري للموقع الرسمي للمهرجان أنه كان أحد دوافعها الرئيسية للفيلم هو الطريقة التي يُصنف بها الأفراد من ساحل العاج ونيجيريا ومالي والكونغو في تونس على أنهم "أفارقة"، متناسين أن التونسيين هم جزء من هذه القارة.
حيث تقول سهيري: "أردتُ أن أُغير هذا المنظور وأرى كيف ينظرون إلى تونس. أردتُ أيضاً أن أنظر إلى الهجرة من منظور مختلف. ففي كثير من الأحيان، تُروى من منظور الرحيل الكبير إلى أوروبا. مع ذلك، في الواقع، أكثر من 80% من الهجرات تتم داخل القارة الأفريقية. اخترتُ أن أروي هذه الحقيقة من خلال نساء من طبقات اجتماعية مختلفة، بكل تفاصيلهن."
وفي حديثها عن أجواء التصوير، اعتبرت سهيري أن الخط الفاصل بين الواقع والخيال كان رفيقاً دائماً في موقع التصوير، فكانت الحياة الواقعية_ حسب تعبيرها_ تتدخل باستمرار في موقع التصوير.
تقول أريج سهيري :
"في أحد الأيام، اندلع شجار وحشي بين أطفال كونغوليين وتونسيين في الشارع، فأصبح مصدر إلهام لمشهد أُدرج أثناء التصوير. من ناحية أخرى، تحوّلت بعض الأحداث التي كُتبت في النص إلى واقع، مثل اعتقال قس أثناء تصوير مشهد مماثل."
كان هذا التصوير، قبل كل شيء، تجربة تصوير حقيقية تمكّن فيها الجميع من التعبير عن أنفسهم. وسرعان ما تحوّل موقع التصوير الرئيسي، وهو مكان عبادة نشط، إلى مساحة آمنة للتعبير، حيث تمكّن المجتمع الإيفواري وبعض أعضاء الفريق من التحدث بحرية. تضيف سهيري "كانت لحظات مؤثرة وقوية."
وعند سؤالها عن الممثلين، أجابت أريج:
"كنت أرغب في قسّة حقيقية أعرفها لأداء دور ماري، لكن منصبها أجبرها على تقديم صورة مثالية لما تقوم به. ولمنحها مزيداً من الحرية، فضّلت أن يُسند هذا الدور إلى ممثلة، شخصية كاريزمية وملتزمة. وقد ناسب هذا الوصف عيسى مايغا، فقد سمح لي تفسيرها بخلق شخصية عصرية مستوحاة من إيمانها.
وتضيف:
"تعلمت من الفيلم أن التفاعل بين الممثلين المحترفين وغير المحترفين مفيد للجميع. وأيضاً، أكثر من أي وقت مضى، أشعر بالحاجة إلى أن تكون أفلامي ذات معنى لمن يشاركون فيها.:
أما عن الخلاصة التي ترغب سهيري وفريق العمل من الخروج بها، فهو تذكير الناس عن كيفية النظر إلى هؤلاء النساء والرجال، وجوههم، وطاقتهم.
وختمت أريج سهيري :
"يبقى سؤال واحد: ماذا سيحدث لهذا الجيل من الناجين، هؤلاء الأطفال، هؤلاء الأيتام الذين خاطر آباؤهم بكل شيء ليوفروا لهم مستقبلاً أفضل؟ من يتحمل المسؤولية الآن، البلد الذي نجوا منه أم المجتمع الذي فروا منه؟"
الأكثر قراءة