Drishyam 2العائلة مهما كان الثمن
بدأ عرض الجزء الثاني من الفيلم الهندي Drishyam في 18 نوفمبر 2022 الماضي، وحقق إيرادات معتبرة لغاية اليوم، وكان لنجاحه علاقة بنجاح الجزء الأول، المليء بالتشويق والغموض والحيرة.
نجاح الجزء الأول سنة 2015 لمخرجه نيشيكانت كامات، خلق فضولا لدى الجمهور لمعرفة كيف ستستمر لعبة الجثة المفقودة، وهل سيتفوق ذكاء الأب المتفاني في حماية عائلته، على خبرة ضابطة الشرطة الباحثة عن حل للجريمة التي أودت بحياة ابنها، وجعلت جثته تختفي بدون أي أثر.
أبطال الجزء الثاني، هم نفسهم من شاركوا في الجزء الأول، أجاي ديفغان، تابو، إيشيتا دوتا، راجات كابور، ومن سينمات الجنوب شريا ساران، مع ظهور شخصية جديدة وهي المفتش العام للشرطة، لعب دوره أكشاي خانا.
استمرت قصة الفيلم على نفس وتيرة الجزء السابق، سيناريو مشوق، وأجواء غامضة، مع موسيقى تصويرية مناسبة، تخللتها ثلاث أغاني استخدمت أيضا كخلفية موسيقية للأحداث.
الفرق بين قصة الفيلمين، أن المشاهد في الجزء الثاني يعلم جيدا من هو الضحية ومن هو القاتل، وترك كاتب القصة والمخرج المجال مفتوحا للمشاهد، لتحديد موقفه من الطرفين، لأن القصة من أول جزء، لم تكن مبنية على مبدأ الأبيض والأسود، أو الطيب والشرير، حيث أن الضحية كان مغتصبا، والقاتل هي فتاة حاول الضحية اغتصابها، بينما المتستر على الجريمة والذي دفن الجثة، هو أب الفتاة، والعائلة كلها مشاركة في التستر على الجريمة.
مخرج الجزء الثاني، هو الشاب أبهيشيك باتاك، والذي شارك في كتابة السيناريو وفي الإنتاج، بينما القصة الأصلية مقتبسة عن فيلم هندي من المالايالام، للسينمائي جيتــو جوزيف، وهو من قام بإخراجه وكتابة قصته.
تم إنتاج الفيلم الأصلي من المالايالام في 2013، وهي ليست المرة الأولى ولا الأخيرة، التي تقتبس فيها بوليود قصص أفلامها من سينمات الجنوب الهندي، هو عرف وتقليد قانوني، منتشر في الوسط الفني الهندي، أحيانا تنجح النسخة البوليوودية جماهيريا أكثر من النسخة الجنوبية الأصلية، لأن الجمهور العالمي يركز متابعته أكثر على سينما مومباي أكثر من السينمات الهندية الأخرى.
بالنسبة للممثلين، أجاي ديفغان، نجم بوليودي معروف بأعماله الكثيرة سنويا، برز هذا العام مؤخرا في فيلم جديد آخر هو Thank God، وكذلك كانت له مشاركة لافتة في فيلم التيلوغو الناجح RRR، ومشاركة شرفية في فيلم المخرج بهنسالي Gangubai Kathiawadi، كما كانت له تجربة مع الإخراج والتمثيل والإنتاج سنة 2022 في فيلم Runway 34.
أما الممثلة تابو، فلم تعد مؤخرا تشارك بنفس غزارة أعمال زميلها أجاي ديفغان، رغم أنها أفضل منه من حيث التنويع في المشاركات، بين بوليود وسينمات الجنوب الهندي، إضافة للأعمال الأجنبية، الأوروبية والأمريكية، دورها في هذا الفيلم بجزئيه، من أهم أعمالها الناجحة من حيث الإيرادات، رغم أنها مميزة حتى في أعمالها التي لم تنجح.
شريا ساران، تتأرجح بين بوليود وسينمات الجنوب، ولم تتمكن من أن تصبح من نجوم الصف الأول ببوليود.
أكشاي خانا، من نجوم بوليود الذين فقدوا مكانتهم، بعد فترة من النجاح كبطل مطلق، ولم يستطع الاستمرار مع تقدمه في السن، رغم أنه أقل عمرا من زميله أجاي ديفغان، لكن معادلة النجاح في بوليود غريبة ومختلفة عن بقية الأوساط الفنية.
ومع كل هذا، استطاع المخرج أبهيشيك باتاك، بجمعه لكل هؤلاء وممثلين آخرين، أن يضع كل ممثل في مكانه، وفي الدور المناسب له، ليصنع في آخر سنة 2022، فيلما ناجحا جماهيريا وماديا، ليكون بداية مميزة له كمخرج، بعد مشواره المعروف كمنتج وكاتب ومساعد مخرج.
المقال نشر في جريدة الدستور العراقية، العدد: 5473
Comments