فيلم ســلام فـيـنـكي القتل الرحيم مرة أخرى في بوليوود
بقلم: جمال الدين بوزيان
مرة أخرى، تطرح بوليوود قضية القتل الرحيم في أحد آخر أفلامها، بطولة النجمة كاجول، وإخراج السينمائية ريفاتهي، لكن هذه المرة, القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، حيث سبق وطرحت السينما الهندية نفس القضية، في فيلم Guzaarish سنة 2010، بطولة هيريتيك روشان وأيشواريا راي، لكنها لم تكن قصة حقيقية.
فيلم سلام فينكي، يحكي عن معاناة شاب مصاب بمرض دوشين (الضمور العضلي) أو ما يعرف اختصارا بمتلازمة DMD، وهو خلل جيني يصيب الذكور، ويسبب لهم الإعاقة الحركية، وتدريجياً، يتوقف أي عضو في الجسم له علاقة بالعضلات، ونادراً ما تصاب الإناث بهذا المرض.
بطل الفيلم، يصل للمرحلة الأخيرة من المرض، ويكافح هو ووالدته في المحكمة لإصدار حكم قانوني يسمح له بالموت الرحيم، لكي يتمكن من التبرع بأعضائه لمرضى آخرين.
القضية خلافية جداً، تتداخل فيها عدة مجالات، الدين، الأخلاق، القانون الهندي، الإتفاقيات العالمية المصادق عليها والمعتمدة من طرف الهند وأغلبية دول العالم حول حقوق الإنسان، والمسموح به قانونياً في الهند حالياً، هو ما يسمى القتل الرحيم السلبي، وذلك منذ 2018، حيث يتم السماح بنزع الأجهزة الطبية عن المريض في حال موته دماغياً، أو دخوله في غيبوبة مستمرة، أو لو كان أمره ميؤوساً منه وانعدمت نسبة النجاة تماماً.
كاجول، أصبحت أكثر إنتقائيةً اتجاه مواضيع أفلامها، مع محافظتها على مظهرها الجميل والشاب، أدوارها الأخيرة كلها تتعلق بالأمومة ومشاكلها، مثل فيلمها السابق Tribhanga سنة 2021، وفيلمها القصير Devi سنة 2020.
لعب دور ابنها، في فيلم سلام فينكي، الممثل الشاب فيشال جيتوا، ببشرته السمراء الفاتحة، وعينيه العسليتين، الشبيهتين بعيني كاجول، يبدو مناسباً جداً من الناحية الشكلية للدور، كما أنه أجاد تمثيل دوره بمراحل مرضه المختلفة، لغاية وصوله للمرحلة الأخيرة حيث فقد النطق، وانتقل للتواصل مع الآخرين بلغة الإشارات، بيد واحدة، بالكاد يستطيع رفعها.
الفيلم مزيج من الأمل والحزن، تضمن بعض الأغاني، التي تم عرضها بالطريقة الهندية النمطية، كما تم استخدام بعضها كخلفية موسيقية للأحداث.
المميز في الفيلم أيضاً، هو الدور الشرفي الذي مثله عامر خان، فظهر في شخصية خيالية، تراها فقط بطلة الفيلم (كاجول)، وكأنه صوت ضميرها، أو هي "نفسها" تحدثها وتبدو لها على هيئة صديق وهمي يحاورها.
شارك في بطولة الفيلم أيضاً، راجيف كانديلوال، آهـانــا كومرا، راهول بوسي، وآخرون، كما ظهرت مخرجة الفيلم، ريفاتهي، في مشهد واحد، وهي التي بدأت مشوارها الفني كممثلة في الأفلام.
بيئة الفيلم وأجواؤه كئيبة في مجملها، تدور أحداثه ما بين المستشفى والمحكمة، ومن حين لآخر تعود المخرجة بالزمن للماضي، لعرض الخلفية الاجتماعية والظروف المعيشية والإجراءات العلاجية، التي مر بها الشاب المريض بطل الفيلم، وعائلته معه.
الفيلم حالم جداً رغم نهايته الحزينة، حيث لا يمكن تغيير مصير المصاب بهذا المرض القاتل، ولو حتى في فيلم هندي، لكن طريقة الطرح والعرض، كانت حالمةً وواقعيةً في نفس الوقت.
Comments