DASARAسينما التيلوغو تتفوق مرة أخرى

بقلم: جمال الدين بوزيان
حققت سينما إقليم الـتـيـلوغــو نجاحاً آخراً، ومستمراً، مع فيلم"DASARA" داسارا، المنتج سنة 2023، والصادر في 30 مارس الماضي، حيث حقق أرباحاً كبيرةً في شباك التذاكر، كما تم عرضه على منصة نتفليكس في 27 أفريل الماضي، ولاقى الكثير من التفاعل من الجمهور والنقد الإيجابي من الصحافة الفنية الهندية.
عنوان الفيلم، هو اسم مهرجان "داسارا" أو المعروف في مناطق أخرى بإسم Vijayadashami، وهو احتفال ديني هندوسي أساسي في ديانتهم، تقام طقوسه مرةً في السنة، في فصل الخريف غالباً، حسب التقويم الهندوسي، ويتم خلاله حرق تمثال الشيطان أو رمز الشر رافــانــا، وهو تمثال كبير من الخشب والقش والقماش بعشرة رؤوس.
أحداث الفيلم تدور بين الاحتفال الأول عند بداية الفيلم، وتنتهي قصة الفيلم مع طقوس احتفال سنوي آخر بعد مرور أعوام كثيرة، وبعد أن تتصاعد الأحداث وتتداخل المشاكل والتفاصيل، ما بين أكشن وعنف ورومانسية ودراما، وغناء واستعراض.
هو فيلم يتضمن كل شيء اعتدنا عليه في سينمات الهند المختلفة بما فيها بوليوود، لكن بيئة الفيلم، وطريقة الطرح مختلفة عن بهرجة الأفلام النمطية.
من الواضح أن تمثال رافانا هو رمز الشرير في الفيلم، بينما بطل الفيلم هو رمز الإله رامــا الذي انتصر على الشيطان.
كما أن الحانة المسماة "سيلك" نسبة لممثلة الإغراء الجنوبية سيلك سميتا، وصورتها الكبيرة المعلقة على جدار الحانة الخارجي، هي دليل ورمز للمتعة والحرمان في نفس وقت، في بيئة هندية جنوبية منسية وبائسة، قرب أحد مناجم الفحم، حيث الفقر والخمر هما الرفيقان الدائمان لسكان تلك القرية.
يطرح الفيلم إشكالية إنعدام فرص الحياة الطبيعية بمثل تلك المناطق الهندية الجنوبية النائية، ومعها يطرح انعدام فرص الترفيه الشرعي وغير الشرعي للمواطن بمثل تلك البيئة القاسية، ليصبح شرب الخمر لدرجة السكر اليومي ومتابعة أفلام سيلك سميتا بالحانة، هما المتنفس والترفيه الوحيد المتوفر لدى سكان القرية الفقيرة.
بطل الفيلم نفسه واقع في نفس هذه المعضلة اليومية، لكن فيما بعد يتغير منحى حياته، لتتغير أهدافه، ويدخل في دوامة الصراع والانتقام، فيما يشبه قصة الإله راما ضد الشيطان رافانا.
الفيلم من إخراج Srikanth Odela، الذي شارك في كتابة القصة رفقة ثلاثة كتاب آخرين، بينما البطولة فهي لنجم التيلوغو نــانــي، مع الممثل الصاعد Dheekshith Shetty والنجمة الشابة Keerthy Suresh.
الفيلم هو إهداء لروح نجمة الإغراء الهندية الجنوبية الراحلة سيلك سميتا، واسمها الحقيقي Vijayalakshmi Vadlapati، واختيارها كرمز للمتعة والاحتفال في الفيلم كان مقصوداً، لأن اسمها الحقيقي هو نفسه اسم المهرجان الديني الهندوسي داسارا Vijayalakshmi، وحياة سيلك سميتا، كانت تشبه إشكالية سكان القرية، تتأرجح بين الاستمرار في المتعة الوحيدة المتاحة وشبه الإجبارية، أو بين التوقف عنها وسط عدم وجود اختيارات أخرى، سيلك سميتا انتحرت شنقا سنة 1996، بينما نهاية الفيلم كانت أكثر تفاؤليةً من حياة سيلك سميتا الحزينة والمأساوية.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية يوم 01 يونيو 2023/ العدد: 5590
Opmerkingen