AK vs AK منافسة بوليودية وهمية بين نجمين حقيقيين

بقلم: جمال الدين بوزيان
الفيلم هو قصة وهمية عن صراع بين نجمين موجودين فعلا في الواقع، ويشاركان بإسميهما الحقيقين، وبأفراد عائلتيهما الحقيقيين.
عنوان الفيلم،الذي يدل على مواجهة بين شخصين، هو اختصار للإسمين الحقيقين للبطلين، نجم بوليود أنيل كابور، والسينمائي الهندي أنوراغ كاشياب.
علاقة النجمين في الواقع، عادية جداً، لكننا في قصة الفيلم، نرى صراعاً بين جيلين مختلفين في بوليود، أنيل كابور الممثل الشهير الذي بدأ يتقدم في السن، ويحاول البقاء في أدوار البطولة المطلقة بما يناسب سنه وتاريخه الفني الطويل، الذي جعله يشارك حتى في هوليود وأعمال أجنبية، وهو من عائلة كابور، لكنه ليس سليل عائلة راج كابور الشهيرة، هو من آل كابور الوافدين إلى مومباي، لا توجد رابطة دموية بينه وبين راج كابور وعائلته الكبيرة، شاشي، شامي، ريتشي، رانبير، كارينا، كاريسما.
هو أخ السينمائي والمنتج بوني كابور، زوج الراحلة سريديفي، وأنيل هو والد النجمة سونام كابور، التي تلعب دوراً شرفياً في هذا الفيلم، وعمها بوني أيضاً يظهر في مشاهد قليلة كضيف شرف، وأخوها أيضاً وبعض أفراد عائلتها.
أما أنوراغ كاشياب، فهو من الجيل الذي جاء بعد أنيل كابور، يشتغل في التمثيل والتأليف والإنتاج والإخراج، متابعو بوليود من المراهقين والشباب، لا يعرفونه جيدا، لأنه ينتقل في السينما من مجال لآخر، ولا يركز وجوده في دور البطولة المطلقة أو أدوار البطل المحبوب، التي يميل لها أغلب الجمهور.
لذلك هناك ربما من قد يعرفه لأول مرة في هذا الفيلم، رغم أنه منتج أفلام كبيرة تركت بصمة في السنوات الاخيرة مثل: سلطان مع سلمان خان، كوين مع كانغانا راينوت، كوربان مع كارينا كابور وزوجها سيف علي خان، و قام بإخراج أفلام مثل: بومباي تولكيز، الأنطولوجيا التي شارك في إخراج إحدى قصصها الأربعة، وسيرته كمخرج مختلفة عن باقي المخرجين في بوليود، لأنه يتعمد دائما الذهاب لقضايا ونوعية قصص غير نمطية، وهو موضوع يحتاج لمقال مستقل لوحده.
الفيلم هو صراع بين نجم من العائلات الفنية المسيطرة (كابور) ونجم عصامي، قادم إلى مومباي من منطقة أخرى، نجح في تكوين إسم كبير له في عالم الصناعة السينمائية، هي مشكلة واقعية، بدأت بوليود تعترف بها، وتميل للحديث عنها أحياناً، خاصة بعد الوفاة الغريبة والغامضة للممثل الشاب سوشانت سينغ راجبوت.
الفيلم الذي كتب حواره أنوراغ نفسه، يميل بنا طيلة أحداثه للتعاطف مع أنيل كابور، ضد أنوراغ كاشياب، خاصة وأن أغلب جمهور بوليود، يحب أنيل، ويجهل ربما حتى من هو أنوراغ.
تم إنتاج الفيلم سنة 2020، وأنوراغ من المشاركين في إنتاجه مع منتجين آخرين، بالشراكة مع منصة نتفليكس، موازاة مع أزمة جائحة كورونا، أما الإخراج كان لمخرج شاب هو Vikramaditya Motwane.
الفيلم يسلط بنعومة بعض الضوء على بعض عيوب الوسط الفني في عالم صناعة الأفلام، لكن دون الدخول في التفاصيل المزعجة والحقيقية، كأنه نقد خفيف، لإضفاء نوع من التوازن والموضوعية لقصة الفيلم.
الطبقية بالمجتمع الهندي حاضرة في الفيلم، لكن بهدوء، كذلك بعض مشاكل الطبقة الهندية البسيطة، شوارع مومباي، أخذت تقريبا القسم الاكبر من المشاهد الخارجية بالفيلم، ويمكن تصنيفه مع أفلام الليلة الواحدة، حيث تبدأ الأحداث الحقيقية المشوقة من ليلة الاختطاف، إلى غاية طلوع الفجر، وكشف الألغاز المترابطة والمتداخلة، التي ساعدت على زيادة جرعة الحماس والتشويق في القصة.

في جينيريك النهاية، أغنية يمكن تضنيفها مع الراب والروك، يشارك في غنائها أنيل كابور مع مطربين آخرين، أما بقية أغاني الفيلم فتم استخدامها كخلفية موسيقية للأحداث، وكلها تقريباً تدخل ضمن نفس النمط الموسيقي، مزيج بين الروك والراب.
إن كانت قصة الفيلم خيالية، فيها بعض الإسقاطات على الواقع الحقيقي لحياة البطلين، وعلى الوسط السينمائي في بوليود عامة، فقد نجح صانعو هذا العمل_لحد ما_ في إيصال الفكرة بهدوء، بدون أن يخرج المشاهد من الفيلم، كاره أو ناقم على عائلة كابور، أو نجوم بوليود، أنيل كابور كان هو المحبوب في النهاية وهو الفائز، بهجومه المضاد، لكن أنوراغ كاشياب نجح في تكريس نفسه كممثل جيد وبطل بوليوودي، والآن أصبح أمام الشاشة، وليس خلفها كمنتج أومخرج.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5331
Comments