top of page
  • Facebook
  • YouTube
  • Twitter
  • Instagram
  • LinkedIn
Crystal Salt

المنتج والمخرج السعودي جابر العتيبي: ‏السينما ليست ترفاً… بل وسيلة لإعادة سرد تاريخنا برؤية مستقبلية.‏

جابر العتيبي

خاص المتحف السينمائي:

حوار صديق أبو نبيل

في زمن تتحوّل فيه المملكة العربية السعودية إلى حاضنة كبرى للإبداع الفني والنهضة الثقافية، تبرز شخصيات صنعت الفرق، لا بالضوء وحده، بل بوعيها العميق بدور الفن كرافعة للتغيير المجتمعي والحضاري. ومن بين هذه الأسماء المتألقة يسطع اسم جابر العتيبي، رجل الأعمال، والمنتج، والمخرج السينمائي السعودي، الذي استطاع أن يجمع بين الخيال الخصب، والواقع الملهم، والرؤية الإبداعية لتقديم مشروعات رائدة في السينما والثقافة والإعلام.

جابر العتيبي ليس مجرد صانع أفلام، بل مهندس رؤى فنية وثقافية متكاملة، أسس من خلالها شركات قابضة رائدة في مجال الإنتاج والإعلام، من أبرزها شركة Up town Entertainment، التي شكّلت حضوراً لافتاً في الساحة عبر أعمال ناجحة حصدت الإعجاب والتكريم من جهات رسمية مرموقة. وكذلك أسس شركة Uptown Film المتخصصة في إنتاج الأفلام.

وقد تميّز العتيبي بفلسفته الخاصة في المزج بين السينما والمسرح، كما تجلّى ذلك في مشاركته في تنظيم "سوق عكاظ" في نسختيه التاسعة والعاشرة، وخصوصاً العاشرة التي نقل فيها المشاهدين إلى قلب التاريخ عبر توظيف تقنيات سينمائية ومسرحية عصرية أعادت إحياء الماضي بروح حداثية مدهشة.

في إطار رؤية السعودية 2030، قاد جابر العتيبي عدة مبادرات وطنية كان لها أثراً بالغاً في تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، أبرزها "بصمة وطن" و"مهرجان الورد"، إلى جانب دعمه الفعّال لحملات التوعية المجتمعية والتعليمية والصحية. كما ترك بصمته في مشروعه الفني البارز "صوت 22"، الذي جمع بين الدراما والموسيقى والمسرح في عمل متكامل رسّخ مكانته، كمخرج مبدع ورائد في تقديم التجارب النوعية.

وعلى الجانب الإنساني والإبداعي، لم يكن جابر العتيبي بعيداً عن دعم المواهب، فقد أسس منصة إلكترونية لاكتشاف وتطوير الطاقات الشابة، وشارك كحكم في برنامج "Gut Talent" لثلاثة مواسم (2015–2017)، حيث اكتشف مواهب برزت لاحقاً في الساحة الفنية.

ولأن الإبداع لا يعرف حدوداً، أبدع جابر العتيبي أيضاً في الرواية الأدبية، مؤلفاً ثلاث روايات لاقت استحساناً نقدياً وجماهيرياً، وهي: VEM، وThe Color of Sound، وVoice 22.

ولعل من أبرز إسهامات جابر العتيبي، ذات الأثر الطويل، عمله على تدريب وتأهيل أجيال جديدة من المخرجين والمبدعين السينمائيين على مدى 9 سنوات، مؤكداً إيمانه العميق بأن المستقبل يبدأ من تمكين الحاضر.

في هذا اللقاء، نغوص معه في رؤيته المستقبلية لصناعة السينما والثقافة في السعودية والعالم العربي، بل وإلى الفضاء العالمي، ونفتح معه ملفات الإبداع والتحديات، والطموحات التي لا تتوقف.

وذلك تزاماً مع المهرجانات السينمائية على المستوى المحلي السعودي، الخليجي، العربي، الإقليمي، والدولي، حيث يتابع عشاق ومتابعي السينما هذه الأيام مهرجان "كان" السينمائي الدولي بفرنسا، وسط حضور لافت للمنتجين والمخرجين السينمائيين مع سباق ترشيحات الأفلام.

المتحف السينمائي: نرحب بك في هذا اللقاء، بداية كيف تعرّف نفسك للقراء؟

جابر العتيبي-أولاً سعيد بالإطلالة عبر منصتكم "الغراء" أنا جابر العتيبي مخرج ومنتج سينمائي سعودي، مؤسس مجموعة من الشركات القابضة، من أبرزها شركةUptown Entertainment، التي أنتجت عدة مشروعات فنية وسينمائية ناجحة. حيث لدي إيمان راسخ بأن الفن والإعلام عنصران أساسيان في تشكيل وعي المجتمعات وصياغة مستقبلها، وأسعى من خلال عملي إلى دمج القيم التراثية مع الإبداع المعاصر.

حدثنا عن بداياتك في المجال السينمائي؟ وما الذي جذبك إليه؟

- البدايات كانت من الشغف، ثم جاءت الدراسة، ثم التجربة. السينما بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، بل وسيلة لرؤية الأشياء من زوايا مختلفة، وسرد قصصنا التي لم تُحكى بعد. بدأت بالإنتاج ثم خضت تجربة الإخراج، ووجدت نفسي أتحرك بين الحقلين بانسجام، خاصة حين يكون المشروع ذا مضمون ثقافي أو تاريخي.

ما الذي يميز Uptown Entertainment؟

شركة Uptown Entertainment تأسست على مبدأ الدمج بين جودة الإنتاج الفني والرسالة الثقافية. نحن لا ننتج لمجرد الإنتاج، بل نختار مشروعات تُحدث أثراً. نعمل على تطوير المحتوى المحلي، وإبراز الهوية السعودية في سياقات عالمية. نولي عناية كبيرة للتقنيات البصرية والدرامية، ونعتمد فرقاً محترفة تجمع بين الخبرة والشغف. ونسعى لأن نكون نموذجاً في صناعة الإعلام المتكامل. نعمل على إنتاج أفلام، برامج وثائقية، ومسلسلات، ونُعنى بتقديم محتوى هادف يحترم المشاهد ويعزز الهوية. لدينا رؤية بعيدة المدى، ونعمل وفق استراتيجيات مدروسة.

لك تجربة لافتة في تنظيم فعاليات سوق عكاظ، تحديداً النسخة العاشرة. ما تفاصيل تلك التجربة؟

- كانت تجربة ثرية، ومليئة بالتحديات والإبداع. في النسخة العاشرة من سوق عكاظ، أشرفت على دمج التقنيات السينمائية بالمسرح الحي لإعادة إحياء مشاهد تاريخية من العصر الجاهلي والإسلامي. استخدمنا الإسقاطات الضوئية، والدراما التفاعلية، لننقل الزائر في رحلة بصرية تحاكي الأصالة بطريقة عصرية. وكان النجاح كبيراً بفضل العمل الجماعي وتفاعل الجمهور.

كيف ترى التحوًل الثقافي والفني الذي تعيشه المملكة العربية السعودية اليوم؟

- نعيشه بكل فخر. نحن أمام لحظة تاريخية غير مسبوقة، الثقافة أصبحت محوراً أساسياً في رؤية المملكة 2030، وتمكين الفنانين والمبدعين بات واقعاً ملموساً. المشهد تغير تماماً، وصار الطريق مفتوحاً للإبداع.

بصفتك منتجاً ومخرجاً، ما هي أبرز التحديات التي تواجه الصناعة السينمائية السعودية اليوم؟

- التحديات موجودة، من أهمها البنية التحتية، تطوير الكوادر البشرية، وتأمين التمويل. لكن ما يميزنا هو الدعم الرسمي الكبير الذي نجده من الدولة، ووجود مواهب شبابية متعطشة لصناعة سينما حقيقية، وهذا يمنحني التفاؤل.

كيف ترى مستقبل السينما السعودية في ظل رؤية 2030؟

- ستقبل مشرق بكل المقاييس. رؤية 2030 أعادت الاعتبار للثقافة والفن كركيزتين للتنمية. اليوم، توجد إرادة سياسية، وبنية تحتية، وجمهور متعطش. التحدي القادم هو بناء كوادر احترافية، والاستثمار في المحتوى النوعي. السينما السعودية قادرة أن تكون منافسة إقليمياً وعالمياً إذا حافظنا على الجودة والهوية.

كيف تقيم حضور السينما السعودية والخليجية في المهرجانات الإقليمية والدولية خلال السنوات الأخيرة؟

-شهدت السينما السعودية والخليجية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث شاركت بعدد من الأفلام في مهرجانات عربية ودولية مرموقة مثل "دبي" و"كان"، "برلين"، و"القاهرة السينمائي"، و"قرطاج". وأبرزت هذه المشاركات تطوراً في جودة المحتوى والإنتاج، وهو ما يعكس نضوج الصناعة والاستثمار في الكوادر المحلية.

مهرجانات "البحر الأحمر" و "أفلام السعودية" أصبحت محركات صناعة وليست مجرد احتفاليات.

ما الذي تحتاجه الأفلام السعودية والخليجية لتكون منافسة بقوة على الجوائز العالمية؟

- نحتاج إلى الاستمرار في الاستثمار في كتابة السيناريو، وتطوير الهوية السردية المحلية، مع الاهتمام بالإخراج والإنتاج النوعي. العالم يحب القصص الأصيلة، ونحن نملك مخزوناً ثقافياً وتاريخياً هائلًا. ما ينقصنا هو التركيز على النوعية لا الكمية، وتوسيع الشراكات مع مؤسسات التوزيع والمهرجانات الدولية.

هل تؤمن بأن المهرجانات السعودية مثل "البحر الأحمر" أو "أفلام السعودية" قد أصبحت منصات حقيقية للإطلاق العالمي؟

- نعم، وبكل ثقة. "مهرجان البحر الأحمر"، على سبيل المثال، أصبح بوابة مهمة لدخول السوق العالمي، خاصة مع حضور أسماء سينمائية عالمية ودعم الإنتاج المشترك. كما أن مهرجان "أفلام السعودية" يحتضن المواهب المحلية ويمنحها فرصة للظهور والنضج. الأهم أن هذه المهرجانات أصبحت محركات صناعة وليست مجرد احتفاليات.

ما هو دور المنتج الخليجي في ضمان منافسة الأفلام في هذه المحافل؟

- المنتج لم يعد ممولاً فقط، بل هو شريك إبداعي واستراتيجي. يجب أن يقرأ المهرجانات ويعرف متطلباتها، ويعمل منذ البداية على اختيار النصوص المناسبة، وتوظيف فرق إخراج وتصوير محترفة، والتخطيط لمرحلة ما بعد الإنتاج، والتوزيع الذكي. دور المنتج أصبح حاسماً في وصول الفيلم للعالم.

كيف تنظر إلى فرص المنافسة في المهرجانات الخليجية والعربية والدولية؟

- المنافسة ليست هدفاً بقدر ما هي وسيلة للارتقاء بالجودة. لدينا قصص غنية، تراث بصري لا يُقدر بثمن، وبمجرد أن نصقل أدواتنا، سنكون في الصفوف الأولى عربياً ودولياً. وقد بدأنا بالفعل نلاحظ وجود أفلام سعودية تنافس في مهرجانات كبرى.

هل تعتقد أن هناك فجوة في تسويق الأفلام الخليجية للمهرجانات؟

- بصراحة، نعم. كثير من الأفلام الجيدة لا تصل للجمهور الأوسع بسبب ضعف الترويج أو غياب وكلاء المبيعات السينمائية. نحتاج إلى صناعة تسويق سينمائي محترفة، ووجود أقسام متخصصة للتسويق الدولي في شركات الإنتاج. الفيلم الجيد لا يكفي، لا بد أن يعرفه العالم.

ما هي أبرز التحديات التي تواجه الأفلام السعودية والخليجية عموماً في المهرجانات السينمائية؟

- أبرز التحديات التي تواجه الأفلام السعودية خاصة والخليجية عموماً، تتمحور في ضعف الخبرة في التعامل مع منصات التقديم الدولية، وأحيانا الافتقار إلى بُعد النظر في اختيار الموضوعات التي تلامس وجدان الجمهور العالمي، وكذلك محدودية التمويل في بعض المشاريع السينمائية المستقلة، وبيروقراطية التعامل في الجهات المسؤولة عن تسريع عمليات "الضوء الأخضر" اللازمة لإنتاج الأفلام في توقيتها الذي حدد له، مما يؤدي إلى الترشيح في المهرجانات المختلفة في التوقيت المناسب.

ما نوع القصص الخليجية التي تجد صدى في المهرجانات العالمية؟

- القصص الشخصية، الإنسانية، والاجتماعية التي تحمل طابعاً محلياً ببُعد إنساني عالمي. مثل قصص المرأة، الهوية، التحولات الثقافية، الصراعات القبلية القديمة بصياغة حديثة، وقصص النشأة في بيئات غير نمطية. المهرجانات العالمية تحب القصص التي تعكس بيئة مختلفة ولكنها تشبهنا جميعاً في مشاعرنا وتجاربنا.

أنتم كمخرجين ومنتجين أفلام، ما الذي تحتاجونه تحديداً لتكونوا منافسين بقوة على جوائز الأفلام العالمية؟

- نحتاج إلى الدعم اللوجستي والفني والاستثمار في كتابة السيناريو وتطوير الهوية السردية المحلية، والتركيز على النوعية، والتعاون مع موزعين دوليين، إلى جانب تعزيز المهارات الإخراجية.

ما الذي تطمح لتحقيقه كمنتج أو مخرج سعودي/خليجي في المهرجانات المقبلة؟

_ أطمح لإنتاج فيلم سعودي أو خليجي ينافس على السعفة الذهبية أو الأسد الذهبي، لا لمجرد الحضور بل لاقتناص الجوائز. كذلك أطمح أن نُشاهد أسماء خليجية تُكرم كرواد وصناع أثر، وأن نكون مكوناً دائماً في خارطة السينما العالمية.

هل يمكن أن تحدثنا عن أحد مشاريعك القادمة؟

-حالياً لدينا مشروع سينمائي وطني ضخم، هو فيلم "صراع دواخل" بمشاركة ممثلين من دول مختلفة، وخلفيات سينمائية متنوعة، وهذا المشروع السينمائي  الكبير، تعزز من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث تدور أحداث الفيلم في  محيط اجتماعي محلي، يعكس وعي المجتمع وتطوره، كنقلة نوعية في عالم السينما السعودية، حيث الابتكار والانفتاح والإثارة والدراما، والمشاهد الحماسية غير المألوفة التي يتخللها الفيلم، مما يضفي طابعاً استثنائياً للفيلم، وفرصة ذهبية لتسليط الضوء، على التنوع الثقافي والفني والسياحي والعمراني في المملكة العربية السعودية.

وتقديم صورة حديثة للمجتمع السعودي، وكبلد يفتح ذراعيه للعالم، ويحتضن الإبداع الفني والصناعي، ويدعم الفنون بكافة أشكاله، كما يتوقع أن يسهم هذا المشروع السينمائي، بشكل كبير في تنشيط سوق صناعة السينما المحلية، وتعزيز مكانة المملكة عالمياً، كمركز إنتاج سينمائي عالمي، فضلاً عن تعزيز ودعم البرامج الوطنية التي تستهدف خطط ومبادرات التسويق والترويج للصناعة والسياحة والرياضة والترفيه والفن في السعودية، مثل: "روح السعودية"، و"اكتشف السعودية"، وذلك بمشاركة فنانين سعوديين وعرب، وسيكون الفيلم جاهزاً للعرض في مهرجانات محلية عربية وإقليمية وعالمية بإذن الله.

نتطلع إلى مزيد من التفاصيل عن الفيلم دون الخوض في الكشف عن الحبكات.

"صراع دواخل" فيلم أكشن درامي، من ثلاثة أجزاء يتم تصوير الجزء الأول منه داخل السعودية، بينما سيتم تصوير أجزاء من الجزئيين الثاني والثالث، خارج المملكة العربية السعودية، بكل من أمريكا وأوروبا وآسيا، ويتناول الفيلم قضايا اجتماعية ونفسية وسلوكية، كالتنمر والإدمان والبطالة، بجرأة واحترافية، وبتجسيد درامي مثير، يعكس صراع النفس الإنسانية، من خلال المواجهة المثيرة  بين الخير والشر، والفيلم يسلط الضوء أيضاً، على التنوع الثقافي والفني والسياحي  والعمراني في المملكة العربية السعودية، عبر رحلة سياحية بصرية، تكشف وتنقل للعالم، الملامح العصرية الحديثة للسعودية، بدعم من فريق تسويقي محترف على مستوي السوق المحلي والأوروبي والأمريكي، حيث يستهدف الفيلم الأسواق العالمية، مما يسهم في فتح أسواق جديدة، وبالتالي عكس صورة حديثة للمجتمع السعودي.

جابر العتيبي
فيلم "صراع دواخل" سياحة بصرية تكشف للعالم الملامح العصرية للمملكة العرية السعودية.

ما رأيك في الشراكات بين القطاع الخاص والهيئات الثقافية في دعم الإنتاج السينمائي؟

- هي شراكات ضرورية وأساسية. لا يمكن للقطاع الحكومي أن يعمل وحده، كما لا يستطيع القطاع الخاص أن يتحمل المسؤولية بمفرده. حين تجتمع الرؤية الرسمية مع ديناميكية القطاع الخاص، يمكننا خلق نموذج إنتاجي مستدام. شخصياً، أرحب بأي تعاون يخدم هذا القطاع الحيوي.

أخيراً، ما هي رسالتك للشباب السعودي المقبل على هذا المجال؟

- رسالتي لهم: لا تنتظروا الفرصة، اصنعوها بأنفسكم. اقرؤوا، اكتبوا، وجرّبوا. اليوم لديكم أدوات لم تكن متوفرة لنا قبل سنوات. السوق السعودي يحتاج إلى أصوات جديدة ومبدعة تروي قصصه، ونحن مستعدون لدعمهم.

.. شكرا لكم على هذه الفرصة التي اتاحت لنا التواصل مع قراءكم المميزين.

Comments


alt-logolar-02-1.png

© 2025 by filmmuseum

bottom of page