فيلم Kuch Kuch HoTa Hai استمرار الأسطورة و تكريس لثنائية شاروخان – كاجول
بقلم: جمال الدين بوزيان
يعتبر فيلم Kuch Kuch HoTa Hai المنتج سنة 1998 من أهم كلاسيكيات بوليود، رفقة الفيلم الشهير Dilwale Dulhania Le Jayenge المنتج سنة 1995، و من لا يعرفهما لا يستطيع أن يقول أنه متابع للسينما الهندية، و مستحيل تكون متابع لشاروخان و كاجول، و لا تعرف هذين الفيلمين.
هو فيلم هندي ناجح جدا، ترك بصمة مثل سابقه، بصمة كبيرة، قامت بترسيخ كاجول و شاروخان كأنجح ثنائي هندي عرفته السينما الهندية منذ ظهورها، بعد أن كان راج كابور و نرجس هما الثنائي الأكثر شهرة في سينما الأبيض و الأسود الهندية.
الفيلم هو رابع بطولة ثنائية بين كاجول و شاروخان، و هو أول أفلام السينمائي المعروف كاران جوهر، ابن ياش جوهر، واحد من أهم السينمائيين المسيطرين على صناعة السينما في مومباي.
كاران قام بإخراج و كتابة قصة الفيلم، و إنتاجه أيضا رفقة والده، هو أولى نجاحاته الكبيرة مع صديقيه شاروخان و كاجول.
الفيلم رومانسي بإمتياز، بطله راج (شاروخان) الطالب الشاب الحيوي المستهتر، و صديقته و زميلته أنجلي ( كاجول)، التي تحبه في صمت، و هو يعاملها كزميلة أو كصديقة فقط، و تدخل بينهما صديقة ثالثة هي ضيفة الشرف في الفيلم تينا (راني موخرجي)، و كانت راني في بداياتها الفنية، لعبت دور الطالبة الجميلة الأنيقة التي تفيض أنوثة و تلبس التنانير القصيرة والفساتين الجميلة، بينما كاجول تبدو في بداية الفيلم بتسريحة شعر قصيرة وسروال جينز ولباس رياضي، و تشارك الذكور لعب كرة السلة، الأمر الذي جعل حبها لشاروخان غير مرئي، ومال قلبه كلية لزميلته الجديدة راني موخرجي، وصارحها بذلك، مما أجبر كاجول على مغادرة مكان إقامتها و دراستها، و عودتها لقريتها مصدومة بسبب فقدانها لحبها الذي أخذته صديقتها.
هي قصة حب ثلاثية الأطراف، و هي مواضيع معروفة جدا في بوليود، و من عادة و اختصاص السينما الهندية أن تنجز الكثير من هذه الأفلام، تريلوجي الحب، و هو موضوع يستحق مقالا لوحده، لأن قصص الحب الثلاثية ظاهرة عامة في السينما الهندية.
في الفيلم، تتوفي تينا (راني موخرجي) بعد زواجها من راج (شاروخان) وانجابها لطفلة منه أسمتها أنجلي، على اسم صديقتها كاجول.
بعد وفاة تينا تترك رسالة لابنتها تطلب منها أن تقوم بإعادة جمع والدها مع صديقته المفقودة، وتستمر أحداث الفيلم الطويل، و رحلة الطفلة الصغيرة لجمع شاروخان بحبه الأول كاجول، حب لم يكن يعلم به أصلاً إلا بعدما فقده.
وقف محتاراً في مشهد مغادرتها، حيث صديقته عائدة لقريتها و تقف بلباسها الأبيض ووشاحها الأحمر في باب عربة القطار تودعهما، وبجانبه حبيبته التي ينوي الزواج منها، مشهد مؤثر جداً لرجل حائر بين التمسك بالصديقة الوفية أو اختيار الحبيبة الجميلة.
في الفيلم ضيف شرف آخر هو سلمان خان، الذي يظهر كخطيب لكاجول بعد مرور سنوات، لكنه يتراجع بعد ذلك، بعد علمه بقصة حبها لشاروخان.
عشاق السينما الهندية لا يملون من إعادة متابعة هذا الفيلم، تماما مثل فيلم Dilwale Dulhania Le Jayenge الذي بقي في دور العرض قرابة الـ 15 سنة، و فيلم Kuch Kuch HoTa Hai أيضا تم عرضه طويلاً في دور العرض، و كانت إيراداته كبيرة جداً، و لحد يومنا هذا لا زال يعرض في كل القنوات التلفزيونية التي تهتم بالأفلام الهندية.
بهذا الفيلم، أغاني و استعراضات ناجحة جداً، بعضها حزين ومتخم بالشجن والألم تماشياً مع أحداث قصة الحب الثلاثي وصراعاته، و كان اختيار مطربي البلاي باك في الفيلم موفقا جدا مثل:
Kumar Sanu, Alka Yagnik, Udit Narayan, Kavita Krishnamurthy.
و أدوار البطولة المساعدة والأدوار الثانوية كانت موفقة أيضاً، و ترسخت في أذهان الجمهور، مثل الممثل الكوميدي جوني ليفر، والممثلة فريدة جلال، و أنوبام كير، و ضفة الشرف نيلام خوتاري نجمة الثمانينات المعروفة.
الفيلم علامة باقية ومستمرة في تاريخ بوليود، و رمز من رموز الحب والرومانسية لدى عشاق السينما الهندية.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5130
تمت القراءة