فلسطين في أفلام بوليوود حضرت الكوفية وغابت القضية
بقلم: جمال الدين بوزيان
لم يتم طرح قضية فلسطين في أفلام بوليوود بطريقة مباشرة وصريحة، ولم تتحدث أفلام مومباي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولم تقف مباشرة مع أي جانب على حساب الآخر، ما لاحظته خلال متابعتي لأفلام بوليوودية، وما عثرت عليه عبر النت، من أفلام فاتتني متابعتها، نظراً للعدد الهائل جداً لأفلام بوليوود، التي تنتج لوحدها أكثر من ألف فيلم سنوياً وأحياناً أكبر بكثير.
تم توظيف صناعة السينما في الهند عامةً، وفي بوليوود خاصةً، لتغذية الصراع الهندي الباكستاني، منذ بدايته تقريباً، لغاية يومنا هذا، مع أنه في فترة مضت، مالت بوليوود لكفة الهدوء والمطالبة بالتعايش السلمي مع باكستان، لكن مع عودة سيطرة أفلام الأكشن والجوسسة على البوكس أوفيس البوليوودي، عادت معه فكرة شيطنة باكستان، وبالتالي وعن قصد أو بدون قصد، وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة وغير صريحة، تتم شيطنة الجانب الإسلامي أحياناً والأفكار الجهادية التي تتبناها الجماعات الإسلامية في باكستان، وأحياناً في بعض الأفلام يتم تعميم هذه النظرة على كل الحركات الإسلامية في العالم، وربطها ببعضها، وتبريرها بما يحصل من ظلم في العالم العربي والإسلامي، مثل فيلم Kurbaan المنتج سنة 2009، بطولة كارينا كابور وسيف علي خان، والذي يحكي عن عائلة هندية مغتربة في الولايات المتحدة الأمريكية، تخطط لعمليات تفجيرية في نيويورك، بالتنسيق مع جماعتهم الإسلامية، ويظهر في الفيلم سيف علي خان في مشهده الشهير في مدرجات الجامعة، يناقش طالبة أمريكية عن صورة الإسلام عندهم وكمية الظلم المسلط على المسلمين في العالم.
أفلام أخرى في بوليوود تطرقت للإرهاب وطالبان وداعش، مثل فيلم "قصة ولاية كيرالا" هذا العام والذي حقق إيرادات كبيرة جداً، ومعها سجل جدالاً كبيراً بالسوشيل ميديا، حول مضمونه الذي يتحدث عن تجنيد فتيات هنديات في تنظيم داعش، فيما يعرف بجهاد النكاح.
ومن قبل، كان فيلم مانيشا كويرالا، "الهروب من طالبان" سنة 2003، وأفلام أخرى أيضاً تتحدث عن أفغانستان والقاعدة وطالبان، مثل Kabul Express سنة 2006، بطولة جون أبراهام، والأمثلة كثيرة عن أفلام هندية تطرح ما يحصل في أفغانستان، وأكثر منها عدداً، تلك الأفلام التي تتحدث مباشرة عن إقليم الكشمير المتنازع عليه، وعلاقة باكستان المباشرة بالعمليات الإرهابية، مثل Phantom سنة 2015، و Agent Finod سنة 2012، Shershaah سنة 2021 ...إلخ.
القاسم المشترك في الغالب بين هذه الأفلام، والذي لا يعتبر طرحاً مباشراً للقضية الفلسطينية، لكنه إشارة لها ربما، أو استخداماً لرمز من رموزها، وهو الكوفية الفلسطينية، بلونها الأصلي الأبيض والأسود، وبألوان أخرى، أحياناً في إطار خاطئ يرتبط بالإرهاب، أو قد يراه المشاهد كذلك، وأحياناً كرمز للتمرد والقوة والبطولة، مثل شاروخان في فيلمه الشهير والناجح هذا العام باتان، وسلمان خان في سلسلة أفلامه الشهيرة تايغر.
هذا عن الأفلام المنتجة، أما عن مواقف الفنانين ونجوم بوليوود تجاه القضية الفلسطينية، سابقاً وحالياً، فهي في الغالب نادرة، حيث يختار الوسط السينمائي الهندي الصمت دائماً، وعدم الوقوف مع أي جانب، بإستثناء بعض المواقف المسجلة من حين لآخر لنجوم معروفين أو صاعدين.
سنة 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت سوناكشي سينها، رفقة أميتاب باتشان وشاروخان، من أبرز نجوم بوليوود الذين طالبوا بوقف العدوان وحماية المدنيين والأطفال.
حالياً، ومنذ السابع من أكتوبر، كانت كانغانا راينوت، وكعادتها هي أول من عبرت عن موقفها المساند لإسرائيل، وهي المعروفة بمعاداتها لمسلمي الهند، وبآرائها المتمردة والغريبة، وانتقادها الدائم لشركات الإنتاج الهندية والعائلات الفنية المسيطرة.
أما أبرز الداعمين للجانب الفلسطيني، أو الوحيدة ربما، هي الممثلة الهندية "سوارا بهاسكار"، التي لم تتوقف منذ07أكتوبر عن نشر وإعادة نشر كل ما يتعلق بالأحداث في غزة، ولحد الآن هي تعبر بشكل صريح ومباشر عن دعمها لفلسطين وحماس.
سوارا لازالت في بداية نجوميتها، متزوجة من فهد أحمد، عضو الحزب الإسلامي الهندي ساماجوادي، وموقفها اتجاه القضية الفلسطينية، أثبتته سنة 2010 في سوريا، عند مشاركتها في مسيرة دعم لفلسطين، أي قبل زواجها بـ13سنة.
من الفنانين الهنود القلائل الذي استطاعوا أو اختاروا التعبير عن رأيهم حول ما يحصل حالياً في غزة، النجمة سونام كابور، ورمز الإغراء الهندي سابقا في السبعينات زينات أمان، والمغني والموسيقي فيشال دادلاني، وتشترك آراؤهم تقريباً في الدعوة للسلام والدفاع عن الضحايا والأطفال من كلا الجانبين.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5716
Commenti