فيلم Ludo الحياة لعبة سيئة لكن غير متوقعة

بقلم: جمال الدين بوزيان
يتم تعريف فيلم Ludoعلى أنه انطولوجيا، أي مكون من عدة قصص في فيلم واحد، لكنها قصص متصلة و مترابطة فيما بينها، وليست مجموعة أفلام منفصلة في فيلم واحدة، بل هي قصة واحدة تنقسم لمجموعة قصص أخرى وعديد الشخصيات التي تلتقي مع بعضها وتترابط أحداثها مع بعضها بطريقة أو بأخرى، حسب طريقة السرد، وحسب الحبكة التي وضعها المؤلفون.
هو من أفلام 2020، تم إنتاجه بالشراكة مع موقع نتفليكس، كأغلب أفلام العالم هذه الفترة، من إخراج السينمائي المعروف Anurag Basu، و قد شارك أيضاً في كتابة القصة وفي الإنتاج.
أنوراج باسو معروف بأفلامه المميزة في بوليود رغم قلتها، بحكم عمله في الإخراج التلفزيوني أيضاً، لكن حسب معلوماتي، هذا الفيلم هو أول أنطولوجيا له، مع أنه معروف بفيلمه Life in a... Metro والذي جاء في شكل قريب جداً من الأنطولوجيا أيضاً، وتم انجازه مثل فيلم Ludo، و كان موفقاً في فيلمه الأخير كثيراً من الناحية الفنية، مزج فيها بين الدراما والجريمة والكوميديا والسخرية، قام فيها بإشراك بعض نجوم الصف الأول في الهند، مثل أبهيشيك باتشان، و أديتيا روي كابور، وراج كومار راو، وبقية الممثلين من أصحاب الأدوار المساعدة أو بطلات جديدات في السينما مثل فاطمة سناء شيخ، و سانيا مالهوترا.
تم توزيع الأدوار بطريقة جميلة ومناسبة لكل شخصية، والمخرج شارك بدور كومبارس في دور شخصية دينية مسرحية متنكر باللون الأزرق المعروف عندهم في الهند للإله ياماراج.
قصة الفيلم يتم سردها بطريقة زمنية تسلسلية، لكن في الساعة الأولى من الفيلم (الذي مدته ساعتين و نصف)، يتم الرجوع بالمشاهد للوراء زمنياً لمعرفة سبب ومدى ترابط شخصيات القصة ببعضها البعض، رغم أنها تبدو في الأول منفصلة، حيث أن الأحداث مترابطة مع بعضها بشكل متداخل ومعقد قليلا، لكن فيما بعد تستوضح الرؤية جيداً للمشاهد، و مع ذلك هي ليست من نوع القصص التي يمكن توقعها أو التكهن بمصير شخصياتها.
تبدو قصص الحب التي بالفيلم كلها فاشلة، لكن ولأن القصة تسير بطريقة غير متوقعة، بعضها ينجح، وبعضها الآخر يفشل لكن مع تضحية الطرف الآخر لاستمرار سعادة الطرف الأول.
البيئة الهندية الحقيقية حاضرة بقوة في الفيلم، بكل تنواعتها واختلافاتها وثرائها، من الناحية الطبيعية والمناخية، وفي جانبها الثقافي، الاجتماعي، الطبقي........
ومع ذلك، كانت الموسيقى التصويرية بالفيلم غربية في مجملها، بينما الأغاني المرافقة للأحداث هندية، لا يوجد بالفيلم استعراض وغناء بالنوع النمطي المعتاد في الأفلام الهندية ,وهو النوع الذي تبرع فيه بوليود كثيراً، و إنما تم دمج الأغاني كخلفية موسيقية لأحداث القصة، وقد فازت موسيقى الفيلم بجائزة في مهرجان فيلم فار الهندي الشهير، كما تم ترشيح الفيلم لعدة جوائز أخرى في المسابقات السينمائية الهندية.
من بين مطربي البلاي باك المشاركين في فيلم Ludo المغني المعروف Arijit Singh والذي يبدو أنه يرافق النجم أديتيا روي كابور في أغلب أفلامه منذ نجاحهما معها في الجزء الثاني من الفيلم الرومانسي الشهير Aashiqui.
كان جينريك النهاية عبارة عن أغنية خفيفة، وكانت بمثابة مسك الختام لفيلم مشوق ومسل ومختلف عن النمط الذي في ذهن الجمهور غير المتابع لبوليود، حاول فيه المخرج أن تكون أحداثه غير متوقعة، تماماً مثل لعبة الليدو أو اللودو، و التي تتكون من أربعة لاعبين، و هو تماماً ما حدث في هذه الأنطولوجيا المتكونة من أربع قصص متداخلة فيما بينها وتصل في النهاية لنقطة التقاء واحدة، دون أن يستطيع المشاهد أن يقسم الشخصيات لأبيض وأسود، أو يصدر أحكاماً نهائية حولهم، وتصنيف الشر المطلق و الخير المطلق.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5142
تمت القراءة