إن شاء الله ولد.. فيلم نسوي إنساني

كتب محمد زرزور:
منذ فترة ليست بالبعيدة كتبتُ على صفحتي الشخصية" أن الأردن قادم بقوة إلى المشهد السينمائي العربي"، فكل المؤشرات توحي بذلك: إطلاق مدينة سينمائية/ مهرجان سينمائي يقدم مُخرَجات نقدية مهمة/ترشيحات للأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي ( وصل واحد منها إلى الترشيحات النهائية وهو "ذيب" عام 2016، بالإضافة إلى حصول مخرج الفيلم على جائزة البافتا للتميز كأول ظهور له /ناهيك عن صحراء الأردن الواسعة والتي باتت تستقطب أكبر الانتاجات العالمية.
وفقاً لكل ماسبق بات من الطبيعي أن يخرج علينا أمجد الرشيد بفيلم"إن شاء الله ولد" ليتماهى مع التطور التي وصلت إليه البلاد، في سبيل صناعة سينمائية أردنية مدروسة بخطواتها، كي لا تكون مجرد طفرة.
تدور أحداث الفيلم في عام 2019 في عمّان، عندما تكتشف نوال ذات يوم أن زوجها عدنان قد توفي أثناء نومه دون سابق إنذار. يترك موته نوال وابنتهما نورا وحيدتين ومضطرتين إلى الدفاع عن نفسيهما في مجتمع يدور حول الرجال، كأرملة ليس لديها أبناء، لا تملك الأرملة الحزينة سوى القليل من الكلام عندما يتعلق الأمر بمستقبلها.
الواقع القانوني المحلي لنوال يمنح الحق لعائلة زوجها في الحصول على حصة كبيرة من ميراث زوجها المقتصر على سيارة ومنزل، لمجرد أن نوال ليس لديها ابن "ذكر"، لتتصاعد الأحداث عندما تقرر نوال في حالة يائسة ووحيدة، أن تدعي للقاضي أنها حامل بصبي على أمل أن يوفر لها سقفاً فوق رأسها لفترة أطول قليلاً.
قوس شخصية نوال تميز بالتغيير الإيجابي:
اتسمت شخصية نوال في بداية أحداث الفيلم بإيمانها بكذبة "بأنها تعيش حياة سعيدة مع زوجها النبيل والمخلص"، وتتطور احتياجاتها فيما بعد للعيش بأمان وسلام بعد وفاته وتربية ابنتها تربية صالحة تتناسب مع عادة المجتمع الأردني عموماً، والمجتمع الأقرب إليها ( بيتها_ جيرانها_ أقربائها) بشكل خاص.
أما الرغبات التي فرضها عليها الواقع الجديد فهي أن تكون حاملاً بولد "ذكر" يضمن لها أن تستعيد حقوقها في بيتها وسيارتها اللذان قد يسلبا منها لأسباب خارجة عن إرادتها.
اكتشافها للكذبة ومواجهتها للحقيقة والتغلب على هذه الكذبة وقبولها، رسم لشخصيتها قوس تغيير إيجابي، حمل لها نهاية سعيدة مع تلقيها نبأ حملها في نهاية المطاف، على أمل أن يكون ذكراً يعيد لها كل حقوقها المادية والمعنوية، بالرغم من ضعفه البيولوجي، كونه مازال جنيناً في رحم أمه.
الصورة خدمت الفكرة:
أدرك أمجد الرشيد أهمية الاستخدام الأمثل لقوة الصورة والمونتاج، كي لا تضيع قوة الفكرة، والطرح المقدم، في ازدحام الصور الجميلة والمونتاج الهائل بصرياً_ كما يعتقد البعض_ أن قوة الإبهار هي التي تعزز قوة الفيلم.
فتباينت الإضاءة مابين العالية والمنخفضة حسب الحالة المزاجية للبطلة "نوال"، كما تنوعت زوايا الكاميرا بانسجام تام مع شعورها اللحظي.
أما على صعيد المونتاج فأراد الرشيد أن يذكرنا بأسلوب أيزنشتاين الرمزي، فكان مونتاجه فكرياً لا بصرياً، وخاصة عندما رافقت قصة الفأر الأحداث، وتطورت معها إلى أن قُتل في النهاية على يد نوال التي بات ينتظرها أمل جديد وفرصة زمنية لـ 9 أشهر، لتخرج من ضغوطاتها النفسية والاجتماعية التي فرضها عليها من يجب أن يكونا أقرب شخصين لها ( شقيقها وشقيق زوجها) على أمل أن تعود لتحقيق احتياجاتها.

طلاب أكاديمية المتحف السينمائي يقرأون في أوراق "إن شاء الله ولد"
ونظراً لأهمية الفيلم على عدة مستويات ( الفكرة - الصورة- المونتاج- الإكسوارات- الميزانسين) أدرجت أكاديمية المتحف السينمائي الفيلم ضمن مناهجها، كمادة تدريبية، أُخضعت لأراء مجموعة من الطلبة:
مازن رفعت_ كاتب سينمائي يمني : منى حوا حملت مسؤولية الفيلم على عاتقها ، وقد كانت جديرة بذلك

بعد انتهائي من مشاهدة فيلم (إن شاء ولد) للمخرج أمجد رشيد، تبادر إلى ذهني سؤال: هل هذه هي الأردن التي نعرف؟!
أعرف أن الحجاب غير مفروض في المملكة الأردنية، وفي كل دول الشام، لكن ما شاهدته في الفيلم؛ أو ما أراد لي المخرج أن أشاهده، هو رؤيته هو عن الأردن، أو إذا حُق لنا بالوصف، أردن نسخة أمجد الرشيد.
فطوال رحلة الفيلم التي بلغت ساعة و57 دقيقة؛ شاهدنا مجتمع مغلق، يسوده الانغلاق الديني، النساء فيه متشحات بالسواد، ولا يظهر منهن سوى الأعين، ترى ذلك في المشاهد الخارجية للشوارع، أو في المواصلات، ما جعلني أشك فيما إذا كنت أشاهد فيلماً أردنياً، وحدها اللكنة من أرشدتني إلى هوية الفيلم.
ولكن عند معرفة فكرة الفيلم، والقضية التي يحملها، بدأت أفهم أن المخرج أمجد رشيد؛ اتخذ من كاميرته ميكروسكوب، وفصل شريحة المتدينين من المجتمع، وكبّرها بعدسته، ليحللها ويظهر طبيعتها من كافة الجوانب، وهو ما التقطه بالمشهد الافتتاحي، الذي بدأه بلقطة بانورامية لحي شعبي، ثم تتركز الكاميرا على حمالة صدر نسائية تتدلى من فوق سلك، وبطلة الفيلم نوال (منى حوا)، تحاول بعصاها التقاط الحمّالة قبل أن يشاهدها أحد، فتسقط الحمّالة على الأرض، ويلتقطها أحد المارّة، فتتوارى نوال خلف الشباك، هذا المشهد كان كفيلاً كي يعطيني فكرة عمّا هو آت.
مشهد وقوف نوال أمام مرآة مشروخة، وهي تعتني بشعرها، يوضح أننا أمام فيلم نسوي، ولا أعني نسوي بمعناه السياسي، وإنما الإنساني، فتاريخ الأديان مع النساء حافلُ بقصص الاضطهاد، والتحقير منهن، بدءاً من قصة حواء وإخراجها لآدم من الجنة، مروراً بالنجاسة الطقسية في التوراة، ومحاكم التفتيش في العصور الوسطى بأوروبا، وليس انتهاءً بزواج القاصرات في المجتمعات العربية.
كل هذه نجده في مشهد العائلة المسيحية التي تعمل لديها نوال، حينما تعترض الأم على ابنتها لورين (يُمنى مروان) في طلبها للطلاق من زوجها بسبب خياناته المتكررة لها.
نجده في مشهد العزاء حين تدخل إحداهن ودون مقدمات، تعطي خطبة دينية مجانية حول حرمة خروج المرأة من المنزل وهي في الحداد على زوجها، دون إعطاء اعتبار لمشاعر الحزن التي تكتنف نوال التي تبدي استنكارها بملامحها، نجده في مشهد الحافلة وهي تقف وسط مجموعة من الذكور الجلوس، متجاهلين لها، دون أي مبادرة لإجلاسها مكان أحدهم.
نعيش في جو نجح المخرج في جعله مستفزاً، من خلال تعايشنا مع معاناة نوال كامرأة وأرملة، ونشهد على حصارها الذي يضيق خناقه عليها مشهد تلو مشهد، بين خداع زوجها لها بعقود تمليك المنزل، وأزماته المالية، وخيانته لها وهو ما يظهر في عثورها على أكياس الواقي الذكري بين جيوبه، والاتصالات المجهولة على جواله، وبين جشع أخيه ومحاولاته للاستيلاء على منزلها وأخذ حضانة ابنتها، مستغلاً حقه في الإرث، وبين اغواء زميلها في العمل، وبين أخٍ سلبي، يشاهد معاناتها دون أن يحرك ساكناً.
النص مكتوب بإحكام، وهذا يتجلى في حبكة كذبة نوال بأنها حبلى، كي تحافظ على حقها في المنزل، لكن ما يدعو للإعجاب هي المفارقة الذكية، التي تقاطع فيها مصيرا نوال ولورين، ففي حين أن نوال تريد أن تحمل، تحاول لورين أن تتخلص من جنينها، فتطلب نوال منها أن تقوم بفحص الحمل بدلاً عنها، فتوافق الأخيرة مقابل أن تساعدها في إجهاض الجنين.
الحوارات كانت ذكية وقصيرة، وبعيدة عن التطويل والتنميط، وكلها جُندت لخدمة القصة، ففي أحد المشاهد سألت نور لنوال لماذا تخاف من الفأر وهو صغير الحجم، فتجيبها نوال بالقول: لأنهم أمراض ومقرفين! ولم تكن تعني الفئران طبعاً! ولم يكن يعني الفئران حين قال أخو نوال: الفيران نجسة وما تدخل إلا البيوت الوسخة! لكن المؤكد أن ما يعنيه ليس هو نفسه ما عنته نوال.
ولكن زمام الحوار قد فلت من الكتّاب في مشهد طلب نوال من لورين أن تقوم بفحص الحمل بدلًا عنها، حيث دار حوار عن الحلال والحرام، بدا كخطاب مباشر _من وجهة نظري.
استوقفتني جملتين فنيتين في الفيلم، الأولى حين تستيقظ نوال من نومها على أضواء عرس الجيران، إشارة إلى الحرمان العاطفي الذي تعاني منه كامرأة. ومشهد موافقتها على مساعدة لورين في إجهاض جنينها، حيث ظهر المشهد بلقطة مؤطرة تظهر فيه نوال خلف ستار أبيض ولا نرى منها غير ظلها، إيحاء لوقوع نوال في الخطيئة من خلال الكذب، ولكنه من وجهة نظر المخرج، هي كذبة بيضاء، لأن الغاية منها الخلاص والنجاة من بطش جشع أخ الزوج، وهو ما يعمقه لون الستار الذي اختاره المخرج بأن يكون أبيضاً وليس أسود.
كل هذا الاتقان اكتمل بالأداء التمثيلي لجميع طاقم الفيلم، وبالأخص الفنانة منى حوا، التي تولت حمل مسؤولية الفيلم على كتفها، وقد كانت جديرة بهذا الحمل.
رسالة الفيلم واضحة في إدانة الذكورة التي لن تتغير، ولن تكبحها أي قوة حتى لو كانت الأديان، لأنه في النهاية الأديان من ستخضع للذكورة وليس العكس، وليس أمام النساء سوى الاعتماد على أنفسهن، والاستمرار في المقاومة، يتجلى هذا في مشهد قتل نوال للفأر بنفسها، وفي مشهد ضربها للمتحرش، ورفض الخضوع له، ويتجلى في المشهد الختامي (الذي كان موفقاً) في قيادة نوال لسيارة البيك أب، رغم جهلها للقيادة، لكنها رفضت الاتكال على رجل كي يقوم على أمور حياتها، واختارت حياة بلا رجل تكون فيها امرأة فحسب.
مي فرزات صانعة أفلام سورية: لعبة الأصوات في الفيلم كانت ساحرة ومؤثرة.
بالنسبة لموضوع الفيلم، فهو فلم اجتماعي يسلط الضوء على العقبات التي تواجهها المرأة في المجتمعات العربية نتيجة موروث تربوي واجتماعي، وأيضاً قوانين تنقص من حق المرأة في الميراث في حال كانت أرملة وليس عندها طفل صبي، ويعرض الفلم مشكلات للمرأة العربية المشتركة على اختلاف الدين والطبقة الاجتماعية، وخضوعها لتحكم العائلة أو التحكم الذكوري فيما يخص حياتها الخاصة، وتحاول شخصية نوال وشخصية لورين كسر بعض القيود لكنها تقابل الصدمات في طريقها .
ويعرض المخرج المواقف والأحداث من خلال تحديات تواجهها البطلة نوال التي تتعرض لموقف المواجهة مع أخو زوجها المتوفي الذي يطمع في بيتها، ويضغط عليها في الديون، ويستغل فرصة عدم وجود وريث ذكر .
حتى أخو نوال نراه يقف ضدها في بعض المواقف، وكذلك لورين تتعرض للعنف الجسدي من زوجها، والتحكم الأسري والديني في قضية طلاقها من زوجها.
تحاول نوال ولورين مواجهة التحديات بعدة طرق يسردها الفلم تجمع بين الضعف والقوة، كما نلاحظ من ضمن المواقف السيئة في المجتمع الكيل بمكيالين، حيث نرى ذلك عند الطبيب الذي علق لافتة على باب العيادة (مغلق للصلاة)، وفي الوقت نفسه يقوم بإجراء عمليات اجهاض، مخالفاً بذلك أخلاقيات المهنة، وتعاليم الشرع بكافة الديانات السماوية.
وكذلك أم لورين تكيل بمكيالين عندما ترضى أن تتعرض ابنتها للعنف الجسدي والخيانة من قبل زوجها وترفض بالوقت ذاته الطلاق لأن ذلك يخالف تعاليم الكنيسة.
أما على صعيد التصوير، فابتدأ المخرج الفلم بصورة شاملة للشارع والمدينة ثم يبدأ برصد تفاصيل الحي والبيت والشخصيات.
اعتمد المخرج في أغلب اللقطات على أخذ صورة منحصرة في زاوية أو مكان محدد ليعطي طابع القيود التي تتعرض لها المرأة ربما .
كما ركز على وجه الشخصية أكثر من شكلها العام ليختصر لنا أقوال وانفعالات تعكس لنا روح الشخصية في العمق، ومعاناتها، فكان الإبهار بتعابير وجه الممثلة وليس بشكلها الخارجي .
كما اعتمد على الإضاءة الخافتة لينقل لنا الضغط الذي تعانيه الشخصية، والمرأة بشكل عام في مجتمعاتنا العربية على اختلاف طبقاتها وأديانها.
على صعيد الصوت، اعتمد المخرج على الأصوات الواقعية المحيطة بالشخصيات، صوت الشارع أو صوت التلفاز، كأن هذه الأصوات هي الموسيقا التصويرية للفيلم، وبالفعل كان الضجيج المرافق أحياناً للحوار الذي يدور بين الشخصيات ينقل لنا الضوضاء الذي يحيط بالمرأة العربية أثناء محاولة إيصال صوتها.
لعبة الأصوات في الفلم كانت ساحرة ومؤثرة.
وليد خليفات_ مخرج وكاتب أردني: مشهد واحد حرم الفيلم من الفرجة العائلية

لا شك أن أمجد الرشيد في فيلم "إن شاء الله ولد" قاد فريق العمل لإنجاز تحفة فنية، حصل من خلالها على عدة جوائز عربية ودولية، والرشيد واحد من خمسة أشخاص تم اختياره ضمن قائمة نجوم الغد العربي بمجلة سكرين دايلي، لموهبته التي عززها بدراسة فنون السينما في أمريكا، وعدة أفلام قصيرة أخرى ساهمت في تطوير خبرته في الإخراج.
الفيلم لامس هموم بعض النساء، وخصوصا الأرامل، وهذا ليس بجديد على السينما العربية، فغالباً ما يطرح المخرجون العرب، الهواة منهم، أو الذين ما زالوا في بداية طريقهم، قضايا تسلط الضوء على مشاكل المجتمع المختلفة.
طالب المخرج الرشيد صراحة من القضاء تغيير مواد وقوانين الميراث، تلك القوانين التي وضعت من قبل مختصين بالقانون والشريعة ليتوافق مع ديننا الإسلامي، فآزره النقاد والمنظرين في السينما والكتاب، وهنا لا أريد أن أتحدث عن قضايا التركة والميراث في القضاء .
أطماع "رفقي" شقيق زوج نوال، وتخاذل شقيقها، وعدم الوقوف بجانبها ومساندتها، وكذلك خوفها على ضياع أو خسارة البيت والسيارة التي اشتروا هي وزوجها معاً من رواتبهم، وعدم قدرتها على تقديم إثبات ملكيتها دون أن يكون لها اسم في الأوراق الرسمية وخوفها على ابنتها، جل هذه الأمور وضعتها في دوامة من الصراع دون سند .
كشف لنا الفيلم التناقض في كلام رفقي الذي يظهر الجانب الإنساني ليبقي شقيق نوال محايداً أو لصفه، لكنه يخفي أطماعه في أملاك أخيه بعد الوفاة، استفرد بنوال وأقام ضدها عدة قضايا بالمحاكم بستار ديني وقانوني، فتوجب عليها أن تقاتل ما استطاعت، تكسب قضية وتخسر أخرى، وفي نهاية المطاف تلجأ إلى كسب الوقت وتخبر القاضي بأنها حامل .
ربط الرشيد وجود الفأر كحيوان قذر ومخيف بالنسبة لنوال في بداية الفيلم في الفترة الأولى بعد وفاة زوجها ، وادعاء شقيق زوج نوال بوصفه أن الفئران تسكن البيوت القذرة كإشارة منه لسلوكها الذي يريد أن يزرعه في مخيلة أخوها، فتشتد الأزمة بين رفقي ونوال، فلم تجد سند لها سوى زميلها الذي كانت تصد أي علاقة معه على مدى أربعة سنوات عندما كانت متزوجة .
المجتمع هو من يجعلنا أسوياء أو مجرمين، وفي ظل الظروف التي تعيشها نوال وجدت نفسها مجبرة على التنازلات الغير مبررة لتقبل الخروج مع زميلها، وفعل الرذيلة التي حرمت الفيلم من الفرجة العائلية، وكذلك بعض الحوارات بين نوال وابنة مديرة المنزل الذي تعمل فيه لتعطي لنوال شيئ من الجسارة في تقبل رؤية الفأر، حوارات نوال مع لورين كانت إيحائية خارجة عما ألفناه في الانتاجات السينمائية الأردنية، رغم قلتها، والتلفزيونية باستثناء فيلم باب الحارة الذي أخرجه باسل غندور بطولة مهند الرياحنة حيث دارت حوله خلافات وآراء كثيرة عن ما تضمنه من الألفاظ النابية التي اشتمل عليها الفيلم.
الفيلم جميل من الناحية المشهدية والبصرية ونوال أبدعت وأعطت الدور حقه في الأداء، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان ( شاشة آسيا والمحيط الهادئ ) وكذلك جائزة أفضل ممثلة بمهرجان ( روتر دام للفيلم العربي ) وفي مهرجان ( بيروت الدولي لسينما المرأة ) حصل الفيلم على أفضل فيلم روائي طويل بعد أن انطلق من مهرجان كان للسينما في عرضه الأول حيث حصل على جائزتين الاولى جائزة ( جان فاونديشن ) وجائزة( ريل دور ) للفيلم الروائي الطويل أثناء مشاركته في قسم أسبوع النقاد .
بعد مهرجان كان توالت مشاركات الفيلم، وتنقل بين المهرجانات العالمية والعربية، إذ شارك في ( كارلوفي فاري للسينما ) في التشيك، ومهرجان ( ملبورن السينمائي الدولي )، ومهرجان ( لندن ) ( وسدني ) ( وفورتشو ) ( وبنغالو السينمائي الدولي في الهند ) ومهرجان ( البحر الاأحمر السينمائي الدولي ).
حصل الفيلم على دعم جيد من الأردن، من خلال تسهيلات كبيرة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ومنحة من صندوق الاردن لدعم الأفلام.
Comments