top of page
  • Facebook
  • YouTube
  • Twitter
  • Instagram
  • LinkedIn
Crystal Salt

حوار مع المخرجة الفلسطينية_ الأمريكية شيرين دعيبس

صورة الكاتب: Bailey PennickBailey Pennick

شيرين دعيبس
المخرجة الفلسطينية الأمريكية شيرين دعيبس تعرض ثالث أفلامها في صندانس

حاورتها: بيلي بينيك

ترجمة: محمد زرزور

عُرض مساء الأمس الفيلم الفلسطيني  All That’s Left of You (اللي باقي منك) إخراج شيرين دعيبس لأول مرة في قسم العروض الأولى في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2025، حيث يتبع الفيلم مواجهة مراهق فلسطيني لجنود إسرائيليين في احتجاج بالضفة الغربية، وتروي والدته سلسلة الأحداث التي قادته إلى تلك اللحظة المصيرية، بدءاً من النزوح القسري لجده.

في فيلمها الروائي الطويل الثالث، تروي الممثلة والمخرجة الفلسطينية الأمريكية شيرين دعيبس حياة ثلاثة أجيال من عائلة فلسطينية تمتد على مدى ما يقرب من 75 عاماً من التاريخ. 

الفيلم ملحمي وحميم في نفس الوقت، مصنوع بخبرة وذاتية عالية للغاية، حيث يتم نسج مجموعة الشخصيات المرسومة بدقة، والحياة المتشابكة، والأحلام، والاحتكاكات بعناية في نسيج تاريخي أكبر. 

بالإضافة إلى الكتابة والإخراج، تشارك دعيبس في البطولة إلى جانب صالح بكري، حيث تشكل علاقتهما الجميلة ومعاناتهما المشتركة قلب الفيلم وروحه، بينما يتصارعان أيضاً مع التاريخ الفلسطيني والحزن الجماعي والغضب والصدمات بين الأجيال.

بيلي بينيك رئيس التحرير المساعد في معهد صندانس ومهرجان صندانس السينمائي، أجرت هذا الحوار مع دعيبس للتعرف عليها بشكل أقرب:

بيلي بينيك: أخبرينا لماذا وكيف دخلت مجال صناعة الأفلام؟

شيرين دعيبس: منذ سن مبكرة، كنت مغرمة بالسينما والتلفزيون وكنت أعرف أنني أريد أن أصبح ممثلة. لكن حرب الخليج الأولى كانت هي التي جعلتني أدرك تماماً أهمية سرد القصص. كانت عائلتي المهاجرة الفلسطينية الأردنية تتعرض للتمييز الشديد في البلدة الصغيرة في أوهايو حيث نشأت، ولم نكن نتلقى تهديدات بالقتل يومياً فحسب، بل إن جهاز الخدمة السرية جاء إلى مدرستي الثانوية للتحقيق في شائعة مفادها أن أختي البالغة من العمر 17 عاماً هددت بقتل الرئيس.

في سن الرابعة عشرة، اضطررت إلى أن أسأل نفسي لماذا يتحول أصدقاؤنا وجيراننا ضدنا فجأة وبسرعة، وما الذي جعلهم يعتقدون أننا نشكل تهديداً بطريقة ما؟ في ذلك الوقت اكتشفت قوة السينما والتلفزيون.

بدأت في دراسة الطرق التي يتم بها تصوير العرب بشكل خاطئ وخطير، وتصويرهم على أنهم أشرار وإرهابيون وجهاديون، وهكذا كانت تبدو صورتنا في الغرب عموماً.

كان هناك ندرة كاملة لأي تصوير أصيل عن بعد، لقد تعهدت بتغيير ذلك. لقد دفعتني تجربتي الحميمة والتدريبية لعواقب التصوير غير المبالي والضار للمجتمعات مثل مجتمعي إلى متابعة صناعة الأفلام.

حدثينا عن تاريخك مع معهد صندانس. متى كانت المرة الأولى التي تعاملت فيها معنا؟ لماذا أردت أن يعرض فيلمك لأول مرة معنا؟

كانت أول مشاركة لي في مهرجان صندانس بفيلمي القصير Make a Wish عام 2006، والذي صورته بالكامل في فلسطين والذي أطلق مسيرتي المهنية. لقد سمعت الكثير عن المهرجان عندما كنت في مدرسة السينما وكنت سعيدةً جداً لدعوتي. كان الأمر مثيراً جداً ومعززاً للثقة. ساعدني تأييد أحد أفضل المهرجانات في العالم في جمع الأموال لفيلمي الروائي الأول Amreeka، والذي عُرض لأول مرة عالمياً في مهرجان صندانس عام 2009.

ما هي السمات الشخصية التي تساهم بشكل أكبر في نجاحك كراوية قصص؟

يقول أستاذ الكتابة في جامعة كولومبيا "تصميمي العنيد". هذا ينطبق بالتأكيد.. لكنني أشعر أن السبب الحقيقي هو التزامي وشغفي بتمثيل المهمشين والمظلومين، وخاصة مجتمعي. هذا ما يجعلني مصممةً بإصرار على الرغم من التحديات والعقبات التي تنشأ حتماً.

الأفلام هي إرث فني دائم، ماذا تريدين أن تقولين من خلال أفلامك؟

أريد أن يتعرف الناس على أنفسهم في شخصياتي. أريد منهم أن يشهدوا عقوداً من النضال التي تحملها الفلسطينيون بصبر. أريد أن يلهم الفيلم الحب والرحمة وأن يقول إن التمسك بإنسانيتنا هو السبيل الوحيد للمضي قدماً.

ما هو أكبر مصدر إلهام وراء هذا الفيلم؟

قوة وصمود وحب شعبي في مواجهة عقود من الخسارة التي لا تطاق والصعوبات والمعاناة.

شيرين دعيبس

لماذا يجب أن تُروى هذه القصة الآن؟

يقدم الفيلم سياقاً تاريخياً ضرورياً للغاية للأحداث السياسية التي نشهدها حالياً. إنه يروي قصة كيف انتهى بنا المطاف حيث نحن اليوم. عندما كتبتها في عام 2020، لم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة مدى أهميتها بشكل لا يصدق.

أخبرينا عن طريقة اختيار الممثلين أو العمل مع ممثليك.

لقد تشرفت بالعمل مع العديد من الممثلين الرائعين في هذا الفيلم، بما في ذلك أربعة أجيال من عائلة بكري، وهي عائلة موهوبة من الممثلين من فلسطين، ودائماً رغبت بالعمل معهم.

لقد تبنينا طريقة مرنة للعمل معاً حيث كنا غالباً ما نغير الحوار في موقع التصوير، إذا شعرنا أنه لم يكن مناسباً، أو إذا كان لدى أحدنا فكرة أفضل.

لقد كانت عملية إبداعية ممتعة للغاية للعمل حقاً لحظة بلحظة للحفاظ على كل شيء على أرض الواقع وحقيقي.

لقد حظيتُ أيضاً بحظ عظيم للعمل مع العديد من الأطفال الفلسطينيين الجميلين الذين أذهلوني بموهبتهم وذكائهم وحساسيتهم.

لقد شهدتهم يصبحون ممثلين أثناء صنع هذا الفيلم، لقد كانوا عملياً يوجهون أنفسهم بحلول نهاية الفيلم. بصراحة، لقد قضيت وقتاً رائعاً معهم جميعاً.

ما هو الجزء المفضل لديكِ من صنع الفيلم؟ أو أي ذكريات من العملية الإنتاجية؟

كان التحضير في فلسطين من مايو إلى أكتوبر 2023 هو الجزء المفضل لدي. كان من الرائع أن أكون هناك، وأن أعمل مع المنتجين والفنانين والحرفيين المحليين لإضفاء الحياة على هذا الفيلم بالذات.

كان الجميع متحمسين للغاية لإدراك قصة تاريخية لم تُروَ من قبل. سافرنا حول مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء فلسطين، وقابلنا الناس واستمعنا إلى قصصهم. جمعنا مستودعاً مليئاً بالآثار التاريخية من عام 1948 وبدأنا في بناء ديكوراتنا.

كان من المدهش إحضار طاقمي الأجنبي إلى الضفة الغربية، بعضهم لأول مرة يزورها على الإطلاق. كانت واحدة من أفضل تجارب حياتي. وعلى الرغم من أننا فقدنا كل هذا التحضير، إلا أن العمل الذي قمنا به هناك مهد لكل التحضير الذي جاء لاحقاً.

أصبح فريقي الإبداعي وأنا عائلة أثناء صنع هذا الفيلم. قضى بعضنا ما يقرب من 17 شهراً في العمل معاً. سافرنا من بلد إلى آخر، من فلسطين إلى قبرص إلى الأردن ثم اليونان. أصبح الفيلم حاوية لغضبنا وحزننا وتعاطفنا. كان من دواعي سروري أن أتمكن من الإبداع في وقت من الدمار الذي لا يصدق.

ما هو التحدي الكبير الذي واجهتيه أثناء صنع هذا الفيلم؟

لقد أعددنا الفيلم بالكامل في فلسطين ثم اضطررنا إلى المغادرة بعد السابع من أكتوبر. كنا على بعد أسبوعين فقط من بدء التصوير.

المغادرة تعني أننا خسرنا أشهراً من العمل والتمويل الذي ذهب إلى كل هذا التحضير. لقد فقدنا جميع مواقعنا، لقد فقدنا بعض أعضاء فريق التمثيل الذين انسحبوا من الفيلم. لقد فقدنا العديد من أفراد الطاقم الذين لم نتمكن من اصطحابهم معنا. كان علينا أن نكتشف كيفية إخراج طاقم التمثيل المتبقي لدينا بالإضافة إلى الإكسسوارات والديكورات والأزياء من فلسطين. دخل الفيلم في أزمة مالية ولوجستية كاملة، بينما نحن كافحنا للاستمرار. كان علينا جمع المزيد من المال. كان علينا إيجاد مواقع تصوير جديدة. كان علينا إضافة أشهر عديدة أخرى من التحضير. كان علينا إعادة تحضير الفيلم بالكامل. ثم بالإضافة إلى صُنع الفيلم، شهدنا تدمير جزء من وطننا وشعبنا. كان الأمر مؤلماً للغاية، وكان أعظم تحدٍ فني وشخصي في حياتي.

من هم أبطالك الإبداعيون؟

الناس الشجعان في هذا العالم. من الأطباء في غزة الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الأرواح إلى الفنانين والناشطين مثل نان جولدين الذين يستخدمون منصاتهم باستمرار للتحدث بالحقيقة.

ما هي الأشياء الثلاثة التي تحتفظين بها دائماً في ثلاجتك؟

زيتون من فلسطين، وحليب جوز الهند غير المحلى، ولنكن واقعيين، بقايا الطعام الجاهز.

لماذا صناعة الأفلام مهمة بالنسبة لكِ؟ لماذا هي مهمة للعالم؟

تتحدث السينما لغة المشاعر. إنها عالمية. يمكنك الجلوس في صالة سينما وتنتقل إلى مكان لم تكن لتذهب إليه أبداً وتلتقي بأشخاص لم تكن لتلتقي بهم أبداً.

إن الأفلام العظيمة قادرة على إلهام التعاطف العميق، وتغيير الطريقة التي نفكر بها في شيء ما، وإثارة التعافي. وأنا أؤمن بذلك حقاً.

في عالم حيث تشكل السرديات واقعنا، وتسيء وسائل الإعلام السائدة إلينا وتشوه سمعتنا، فإن صناعة الأفلام ليست مجرد شكل فني، بل هي مسألة بقاء. إنها الحفاظ على التاريخ ومقاومة الإلغاء.

١٧ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments