top of page
  • Facebook
  • YouTube
  • Twitter
  • Instagram
  • LinkedIn
Crystal Salt

هل يحتاج الجواب عن سؤالٍ واحد، وهو: «كيف ستروي قصتك بصرياً؟» إلى شهورٍ كثيرة؟

كيف ستروي قصتك بصرياً

بقلم: أيمن الشريف _أكاديمي متخصص في الإخراج السينمائي – ألمانيا

أغلب المشاريع السينمائية التي أنجزتها أثناء دراستي في الجامعة في ألمانيا كانت تحت إشراف البروفيسور Peter Ott.

كان كل طالب يملك فكرةً ليحوّلها إلى فيلم، لكن المشروع كان يحتاج إلى وقتٍ طويل؛ أكثر من أربعة أشهر للتحضير وكتابة الفكرة كسيناريو، والتفكير في الطريقة البصرية لرواية القصة، ثم شهرين آخرين للتصوير والمونتاج وتصحيح الألوان، أي ما يقارب ستة أشهر من العمل على كل مشروع.

منذ أول يومٍ لنا في القاعة، كان البروفيسور يسألنا دائماً: «كيف ستروي قصتك بصرياً؟» بمعنى أبسط: كيف سيشاهد المتفرج فيلمك، مشهداً تلو مشهد؟

سؤالٌ بسيط، لكنه عميقٌ جداً. ولكي نجيب عليه، كنا نحتاج إلى فهم مواد سينمائية متخصصة كثيرة، مثل: فن الإخراج في الأفلام الوثائقية والروائية، إدارة الممثلين في موقع التصوير، تصميم الصورة، السرد البصري، البحث وتطوير الفكرة، تسجيل الصوت، المونتاج، تصحيح الألوان، والكتابة الإبداعية.

كل هذه المواد، وغيرها الكثير، مهمة فقط لنجيب عن سؤالٍ واحد: كيف سأروي قصة فيلمي بصرياً؟

لو شاهدنا أفلامًا مثل Citizen Kane لـ أورسون ويلز، وThe Elephant Man لـ ديفيد لينش، وClose-Up لـ عباس كيارستمي، فسنجد أن أفكارها بسيطة جداً:

  • فيلم Citizen Kane (1941):

صحفي يسعى لاكتشاف سر كلمة «روزبد»، ليكتشف في النهاية أنها ترمز لطفولةٍ ضاعت وسط ثروةٍ وسلطةٍ بلا دفء.


كيف ستروي قصتك بصرياً
  • فيلم The Elephant Man (1980):

رجلٌ مشوّه يُعامل كوحش، حتى يجد طبيبًا يعامله كإنسان.


كيف ستروي قصتك بصرياً
  • فيلم Close-Up (1990):

قصةٌ حقيقية عن رجلٍ فقيرٍ ينتحل شخصيةَ مخرجٍ شهيرٍ ليقنع عائلةً بأنه سيصوّر فيلماً عنهم.


كيف ستروي قصتك بصرياً

هذه القصص البسيطة تحولت إلى أفلامٍ عظيمة، لأن مخرجيها عرفوا كيف يروونها بصرياً.

بعد قراءة هذه المقالة، قد تسأل نفسك:

هل أريد أن أكون مثل البروفيسور Peter Ott الذي كان يعلّم طلابه أن يسألوا أنفسهم دائماً: كيف سأروي قصتي؟

أم أكون مثل الطالب أيمن الشريف الذي درس كل هذه المواد ليتمكن من صنع فيلمه؟

أم أكون مثل الأستاذ محمد زرزور الذي يشارك معرفته وينشر مقالاتٍ عن السينما ليثري ثقافة الآخرين؟

إن نشر المعرفة الجيدة يصنع أفلاماً جيدة، دون أن ننسى أن المخرج عباس كيارستمي وجد فكرةَ فيلمه Close-Up في جريدة، ومن خلالها صنع فيلماً عظيماً.

ليبقى السؤال الأخير: هل أنت معلم، أم طالب، أم ناشر؟ لا تُجب بالكلام، بل بالفعل.

إذا كنت مهتماً بالسينما، فاصنع فيلمك، ودَع الناس تتعلم شيئاً مفيداً من خلاله، فالبروفيسور قد أدّى واجبه المهني وقدم المعلومة، والناشر أدّى واجبه ونشرها، وبقي الطالب — أنتَ وأنا.

تعليقات


alt-logolar-02-1.png

© 2025 by filmmuseum

bottom of page