قراءة في فيلم Rear Window : تكلّم أقل، تبقَ في الذاكرة أكثر
- أيمن الشريف
- قبل 14 دقيقة
- 2 دقيقة قراءة
كتب الأكاديمي السينمائي أيمن الشريف

تستند هذه المقالة إلى مقطع من بحث حول تحليل فيلم النافذة الخلفية (Rear Window) للمخرج هيتشكوك، بعنوان:
(كيف سيتم سرد القصة لو أن هيتشكوك وضع الكاميرا مقابل نافذة الشخصية الرئيسية في الفيلم؟)
أُنجز هذا البحث تحت إشراف Dr. Jürgen Riethmüller
قبل دخولي الجامعة في مدينة شتوتغارت الألمانية، صنعت فيلماً روائياً قصيراً كنت فيه المخرج والكاتب والراوي، وذلك ضمن فحص القبول الجامعي.
الفيلم بعنوان Kürze Würze، وهو اختصار للمثل الألماني In der Kürze liegt die Würze، ويقابله في ثقافتنا العربية المثل القائل: خير الكلام ما قل ودل.
نال الفيلم التقدير الأعلى في الجامعة، وحصلت بفضله على منحة دراسية لمتابعة دراستي.
من هذا العنوان يمكنني اختزال ما أريد كتابته الآن.
يعرف عشاق السينما فيلم هيتشكوك الشهير النافذة الخلفية، ويمكنني كتابة مئات السطور في تحليله، لكنني سأحاول الالتزام بروح المقولة: خير الكلام ما قل ودل.
قضى جيف، المصور، ستة أسابيع يراقب سلوك جيرانه باختلاف أعمارهم ومهنهم وهواياتهم من وراء نافذته الخلفية، أحياناً بدافع الفضول، وأحياناً من الملل بعد إصابته في قدمه أثناء عمله كمصور.
اختار هيتشكوك أن يضع الكاميرا في بيت المصور ليرى جيرانه من زاويته هو.
لكن تخيل لو أن هيتشكوك وضع الكاميرا مقابل نافذة المصور جيف، بحيث يرى الجيران – من زاويتهم هم – ما يجري داخل بيته.
عندها سيصبح المصور جيف نفسه موضوع المراقبة، وسيرى الجيران ما يفعله خلف نافذته.
انتهى.
أتمنى أن تعيد مشاهدة الفيلم من هذه الزاوية الجديدة.
وجهة نظري:
أعتقد أن الفيلم يحمل رسالة واضحة: التدخل في شؤون الآخرين ليس فضيلة تحت أي ظرف، لأن أسرار الناس ليست متاحة لأحد.
وفي النهاية، من يراقب الآخرين بحثًا عن أخطائهم يجد نفسه أسيرًا لحياتهم، لأنه أنهك نفسه بتحليل شؤونهم.
وهذا ما حدث مع المصور جيف، حين منح نفسه حق مراقبة جاره، فعاد عليه ذلك بالعقاب نفسه، فقد كُسرت ساقه الأخرى.
تعليقات