كوثر بن هنية

المتحف السينمائي:

فصّلت المخرجة التونسية كوثر بن هنية كيف ساهم منتجون تنفيذيون بارزون، من بينهم براد بيت وخواكين فينيكس، في دعم فيلمها "صوت هند رجب"، وأجابت على سؤال حول أخلاقيات اختيار اسم فيلمها لمسابقة البندقية.

وصرحت بن هنية، متحدثةً عن اختيارها لأسماء بارزة، قائلةً: "عندما كنا في نهاية المونتاج، سألنا جيم [ويلسون] وأوديسا [راي]، منتجَي الفيلم. حاولنا عرض الفيلم على عدة أشخاص، فقالوا نعم، إنهم موجودون لدعم الفيلم. أنا سعيدة جداً ولم أتخيل يوماً أن ذلك ممكن. أنا ممتنة جداً لدعمهم".

وسئلت بن هنية أيضاً عمّا إذا كان استعداد هذه المواهب البارزة للانضمام إلى الفيلم يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخسر "الحرب الثقافية في هوليوود" حول الصراع في غزة.

قالت بن هنية: "لا أعرف، لكن انضمام كل هذه الأسماء يعني شيئاً ما، وأعتقد أن الأمور يجب أن تتغير. لقد رأينا في وسائل الإعلام حول العالم أن أولئك الذين يموتون هم أضرار جانبية. هذا أمرٌ مُهينٌ للغاية، ولهذا السبب تُعد السينما والفن وجميع أشكال التعبير الأخرى مهمةً للغاية لمنح هؤلاء الأشخاص صوتاً ووجهاً".

في الأسبوع الماضي، كان بيت وفينيكس من بين العديد من المواهب البارزة التي انضمت إلى الفيلم كمنتجين تنفيذيين، إلى جانب روني مارا وألفونسو كوارون وجوناثان جليزر.

يُجسد فيلم "صوت هند رجب" حادثة وقعت في يناير / كانون ثاني2024، عندما قُتلت الطفلة هند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، على يد القوات الإسرائيلية خلال الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، إلى جانب ستة من أفراد عائلتها ومسعفين اثنين هرعوا لإنقاذها.

كانت هند رجب وعائلتها يفرون من مدينة غزة عندما قُصفت سيارتهم، مما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد عائلتها. ثم أمضت عدة ساعات على الهاتف مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تطلب المساعدة. ومن ثم وُجدت ميتة في 10 فبراير/شباط 2024.

كان ويلسون وراي حاضرين بين الحضور في المؤتمر الصحفي للفيلم في البندقية، بينما انضمت بن هنية إلى فريق التمثيل في الندوة.

يستخدم الفيلم التسجيلات الحقيقية لاتصال هند رجب بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بالإضافة إلى صور لها. كما أجابت بن هنية على سؤال حول... السياق الأخلاقي لاستخدام مثل هذه المواد دون موافقة المعني؛ فقد منحت والدة رجب موافقتها الكاملة على استخدامها وتعاونت مع بن هنية.

قالت بن هنية: 

"لقد سمعتُ هذه الحجة بالفعل. إنها نقطة نقاش رئيسية. عندما تُضخّم أصوات الفلسطينيين، تُتّهم شخصيًاً بالاستغلال - إنها طريقة أخرى لإسكاتك. ليس لديّ ما أرد عليه في هذا."

انطلق المؤتمر بتصفيق حار من العديد من أعضاء الصحافة المجتمعين، أمام فريق الفيلم الذي كان واقفاً أيضاً.

ثم قرأت الممثلة سجى كيلاني بياناً للصحافة، قالت فيه: "بالنيابة عنا جميعاً كممثلين: ألا يكفي؟ كفى قتلاً جماعياً، وتجويعاً، وإهانةً للإنسانية، وتدميراً، واحتلالاً مستمراً. صوت هند هو صوت عشرات الآلاف من الأطفال الذين قُتلوا في العامين الماضيين. إنه صوت كل ابنة وابن، لهم الحق في العيش والحلم والوجود بكرامة، وكل ذلك سُلب أمام أعينهم الثاقبة. وراء كل رقم قصة لم تُروَ قط. قصتها عن طفلة تبكي. لا أحد يستطيع العيش بسلام عندما أُجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء."

حضر أعضاء فريق التمثيل معتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل إلى جانب الكيلاني وبن هنية.

بعد عرضه الأول في البندقية، سيتوجه الفيلم إلى تورنتو لعرضه الأول في أمريكا الشمالية. وقد اختير بالفعل ليكون ممثل تونس في حفل توزيع جوائز الأوسكار لأفضل فيلم روائي طويل دولي للعام المقبل.

تتولى شركة "بارتي فيلم سيلز" إدارة المبيعات الدولية، بينما تُمثل شركة "سي إيه إيه ميديا فاينانس" الولايات المتحدة.