Bajirao Mastani Vs Kalank الطرح المغاير ضد النمطية المعتادة

بقلم: جمال الدين بوزيان
تابعت فيلم Kalank منذ أسابيع مضت، فوجدته فيلما جيدا، لكنه ربما جاء في التوقيت الخاطئ لذلك لم ينجح في شباك الإيرادات بعد صدوره في أفريــل 2019، تابعته و أنا أحاول أن أبحث عن سبب عدم نجاحه جماهيرياً، و سبب تغير حماس الصحافة و النقاد نحوه بعد اهتمامه به قبل صدوره.
ما أعتب عليه في الفيلم موجود في كثير من الأفلام الهندية وهو ليس سبب عدم نجاح هذا الفيلم المنجز بإتقان، لكنه عتب متكرر نحو كثير من الأفلام الهندية التي تتعرض لفترة انقسام الهند وباكستان سنة 1947 وما سبقها وما تلاها من عمليات تطهير عرقية عنصرية ضد المسلمين الباقين في الهند وضد الهندوس الباقين في باكستان.
في كثير من الأفلام الهندية (بوليود) التي اطعلت عليها وتابعتها تكون طريقة الطرح متشابهة من حيث المضمون ومختلفة في بعض تفاصيل القصة، المهم النتيجة أنه في الفيلم نرى مصدر العنف في تلك الفترة هم الأغلبية المسلمة التي لم تتقبل الأقلية الهندوسية، وتختفي بقية القصة التي تقول أن الأغلبية الهندوسية أيضا لم تتقبل الأقلية المسلمة التي بقيت في الإقليم الهندي بعد التقسيم, و هو ما نراه في فيلم Kalank.
و على العكس تماماً، و قبله بـ 4 سنوات، طرح الفيلم الناجح جداً Bajirao Mastani سنة 2015 رؤية مغايرة تماماً لما اعتادت بوليود طرحه في الغالب، ربما هو طرح يشبه ما تضمنه الفيلم الملحمي الشهير Jodha Akbar سنة 2008.
لم نتعود على رؤية بوليود تتحدث عن التعصب الهندوسي ضد ديانة أخرى أو عرق آخر بهذه الطريقة، المعروف أن أفلام بوليود منذ التسعينات من القرن الماضي و لغاية يومنا هذا تناولت الكثير من القصص والسيناريوهات التي تتحدث عن عدم توافق الديانة بين البطلين و وقوف الأهل عائقاً ضد زواجهما وانتصار الحب كنهاية بوليودية خيالية معتادة.
أما ما نراه في فيلم Bajirao Mastani فهو عرض لقصة مقتبسة من التاريخ الهندي، و لا يزال الجدل حول صحة تفاصيلها غير محسوم بعد، و قد أثارت الكثير من الاحتجاجات بسبب الصورة غير النمطية التي ظهرت بها الطائفة الهندوسية، التي_ وحسب أحداث الفيلم_ رفضت زواج الأمير الهندوسي Bajirao بالأميرة المسلمة Mastani ويعترض المحتجون على اتهام الفيلم للهندوس بالعنصرية التي كانت السبب في تعذيب الأميرة المسلمة Mastani حتى موتها و انتزاع ابنها منها.
هذا الفيلم الذي يعتبر تحفة فنية أخرى من إخراج Sanjay Leela Bhansali تلاه فيلم تاريخي ملحمي ناجح هو أيضاً سنة 2018 عنوانه Padmaavat بنفس فريق العمل تقريباً و لنفس المخرج المبدع، لكن الفيلم كان أكثر إثارة للجدل حينها و تسبب حتى في ظهور أعمال شغب في بعض المدن الهندية، بسبب تعرضه لقصة تاريخية حول الصراع الهندي (الهندوسي) المغولي (المسلم)، و تفاصيله المتعلقة بالأميرة الهندوسية Padmaavati لم تعجب الجمهور الهندوسي الذي تحرك مع زيادة اعتراض الأحزاب الهندوسية المتطرفة بالهند.
ما أود قوله، أن النظرة النمطية موجودة في السينما الهندية في الغالب، و هي موجودة أكيد في السينما الباكستانية بالمقابل، وموجودة طبعاً في هوليوود، لكن من حين لآخر نجد جرأة من طرف بعض المخرجين الذين يخرجون قصصاً مخالفة للنظرة النمطية التي ترضي الجمهور، و في حين فشل Kalank رغم مطابقته للنموذج السائد في الطرح، نجد أن Padmaavat وBajirao Mastani نجحا رغم عدم إرضائهما للأغلبية الشعبية و للأغلبية الحاكمة.
المقال نشر بموقع الحوار المتمدن في: 16-08-2020
Comments