خانات بوليود الثلاث الثلاثي الجوكر في السينما الهندية

بقلم: جمال الدين بوزيان
هم أشهر نجوم الهند المسلمين، شاروخان، سلمان خان، وعامر خان، سيطرتهم على النجومية بدأت منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، واستمرت لغاية يومنا هذا.
هم الثلاثي الذي قلب طاولة النجومية في بوليود، وجعل العائلات المسيطرة على الصناعة السينمائية هناك تعاملهم كالجوكر الذي لا يخسر لعبته أبداً.
رواد السينما الهندية الكبار والمعروفين، هم آل كابور وآخرون أيضاً، أغلبهم من الهندوس واستمر الوضع على تلك الحال لغاية يومنا هذا، الإنتاج تسيطر عليه عائلات هندوسية، أما الإخراج فأصبح متاحاً للجميع رغم وجود التمييز دائماً, بينما التمثيل والنجومية، فلم تكن متاحة للمسلمين بنفس المساحة الموجودة حالياً.
أول الخانات الهندية هو الممثل الراحل مؤخرا ديليب كومار، الذي غير اسمه من محمد يوسف خان إلى ديليب كومار لكي يبدو اسمها هندوسياً فنياً، لأنه في تلك الفترة لم يكن من المألوف أن يكون اسم البطل إسماً عربياً أومسلماً.
نجح ديليب كومار نجاحاً كبيراً بإسم لا يعكس هويته وديانته، ومثله فعلت مادهوبالا أيضاً، غيرت اسمها من Mumtaz Jehan Begum Dehlavi إلى مادهوبالا، بينما حافظت نرجس على اسم عربي لكنها غيرته بعد أن كان فاطمة رشيد.
وحيدة رحمان لم تغير اسمها، وهي من الممثلات القديمات اللواتي تعرف ديانتهن بمجرد ذكر أسمائهن، ومثلها أيضاً فعلت فريدة جلال، لكن حظهما في النجومية لم يكن كبيراً، مقارنة بنرجس ومادهوبالا.
مينا كوماري، نجمة بوليود الغامضة أيضاً مسلمة وغيرت إسمها بعد أن كان Mahjabeen Ban.
وبالنسبة للخانات الثلاث الذين يتحدث عنهم هذا المقال، لم تكن مسيرتهم متشابهة، سار كل واحد منهم على نهج خاص به، حيث يعرف شاروخان بأنه الكينغ، والمسيطر الأكبر، ومشوار نجاحه يعد قصة ملهمة للكثيرين في الهند والعالم.
شاروخان من عائلة هندية ميسورة، لكن لا علاقة لها بالوسط الفني، لذلك نجاحه وتحقيقه للسيطرة في بوليود يحد في حد ذاته معجزة يقتدى بها.
كل عام يمثل فيلمين أو ثلاثة على الأكثر، أصبح يدقق في اختياراته أكثر، لأن نصف العالم ينتظر متابعة أفلامه الجديدة.
أما عامر خان ابن المنتج طاهر حسين، فهو المعروف بالتدقيق أكثر في اختياراته، حيث لا يكرر نفسه أبداً، وشخصياته في الأفلام دائماً مختلفة عن سابقاتها، ربما في بدايته ولغرض الانتشار قام مثل غيره بلعب أدواراً رومانسية وأكشن مكررة نوعاً ما.
أما حالياً، فعامر خان هو أكثر ممثل هندي لا يكرر أدواره.
سلمان خان ابن السيناريست سليم خان، فتى بوليود الأعزب، صائد الممثلات، لا زال يقاوم ليبقى في الريادة وقمة النجاح دائماً، أدواره حالياً خليط من الأكشن والكوميديا، يعتمد كثيراً على قوة بنيته وجمال عضلاته، معروف عنه تمثيله مع الممثلات الأصغر منه سناً بكثير، وبعضهن تورطن معه في قصص حب قصيرة و أحياناً طويلة.
من الخانات الثلاث، هو الأكثر إثارة للجدل، سواء بكثرة علاقاته الغرامية، أو بالجدل الذي يثيره مع الصحافة الفنية من حين لآخر.
ما ساعد وسوف يساعد الخانات الثلاث على الاستمرار إضافة لموهبتهم، هو نفسه العامل الذي ساعد أميشتاب باتشان على الاستمرار وهو يقارب الثمانين من عمره.
العمر الفني أو المهني للنجوم الرجال في الهند أطول بكثير من العمر الفني للممثلات النساء، خاصة الممثلة قليلة الموهبة التي تعتمد على جمالها، يكون عمرها الفني تقريبا مثل العمر المهني لعارضة الأزياء، من سن العشرين لغاية ما بعد الثلاثين بقليل.
و لكي يستمر الخانات الثلاث على نفس خط النجاح، لا بد أن يتبعوا تماما نفس طريق أميتاب باتشان، حيث أنه لما تقدم في السن و بدا عليه ذلك، أصبح يختار نصوصاً لأفلام تناسب سنه، وهو أكبر دليل على أن النجومية تليق بكبار السن لما يكون الدور مناسبا للممثل، ليس بالضرورة أن يكون البطل هو الفتى الجميل القوي خفيف الظل، وهي نفطة تجاوزتها بوليود مع أميتاب باشتان، ويبدو أن عامر خان هو الأقرب للاستمرار أكثر مثل أميتاب باتشان، بينما سلمان خان لن يستمر أكثر من 5 سنوات قادمة ربما أو 10 على الأكثر، سنهم جميعاً تجاوز الخمسين، ويجب التفكير في الاستمرار على قمة النجومية بنوعية أدوار مختلفة ومناسبة لسنهم.
بالنسبة لشاروخان، أظنه أذكى من أن يكون مثل سلمان خان، قد يقتدي بأميتاب باتشان ويحافظ على لقب الكينغ لعشريات قادمة.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5064
Comments