مسلسل الشبح الغاضب_الحلقة العاشرة

مسلسل " الشبح الغاضب "مسلسل ليبي يوثق بطولات المجاهد عيسى الوكواك زمن الاستعمار الإيطالي لليبيا

تطوير النص : محمد زرزور

المشهد الأول : نهاري – داخلي _ نجع صالح بوانتيشة.

لقطة عامة للراعي ميلاد وادريس صالح وسعد محمد بو العوامية.

الراعي ميلاد يقوم بصب الشاهي .. بينما ادريس وسعد يتابعانه .

يقدم الراعي ميلاد الشاهي الى سعد ثم ادريس .

ميلاد : صار قتلي يا ادروسا تدربوا .. باهي وعليش تدربوا .. شنو في اعقولكم ؟؟

ادريس صالح بونتيشة : اللي في عقولنا مواجع ياميلاد ..

ميلاد : ومن الي وجعكم وانا انعطبها علي خشما وشواربا ..

ادريس يهز رأسه ساخراً.

سعد محمد بوالعوامية : الي اموجعينا ياميلاد الطليان ..

ادريس صالح بونتيشة( مقاطعاً): الطليان الي ايهزبوا في هلنا في وسط انجعوهم ويضربو فيهم بالسيطان وينهبو في غلمهم وأرزاقهم من وسط ابيوتهم ..

الراعي ميلاد يتابع الحوار باهتمام .

ميلاد : حتي نحن اندقوا فيهم على خشومهم ومدرهين كبودهم الله يلعنهم ..

وبعدين انتو مازلتو اصغار على هـ السهاري ..

ادريس ينظر باهتمام الى ميلاد .

ادريس صالح بونتيشة : قولي ياميلاد ..

ميلاد : انعم يا ادروسا .

ادريس صالح بونتيشة : فيه حاجة إمحيرتني .. وامحيرة حتي صاحبي سعد هض ..

ادريس ينظر الى صديقه سعد .

ميلاد : وشنو هي الحاجة الي محيرتكم يا ادروسا ؟

ادريس صالح بونتيشة : كنهم هلنا لاعندهم بنادق لاعندهم كراهب ؟

ميلاد يندهش وتتسع عيناه .

سعد محمد بوالعوامية: حتى الفوشيكا ماريتهم داروها ..

ميلاد ( يهز رأسه وكأنه موافقاً) : ييييه .. عليم الله ياعويلتي ان كلامكم ايحير .

ادريس وسعد ينظران الى ميلاد .

ميلاد (مقاطعاً) : حتي انا كيفكم نظت علي هالدنيا .. القيت هلنا كيف ما القيتوهم..

ميلاد : لكن مرة حظرت ميعاد وكان حاظرا الشيخ مرتاح الله ايطول في عمرا .. شوي سئلا واحد .. مالجدعان اللي كانوا حاظرين ..

ادريس يستمع باهتمام .

ميلاد : وقالا ياشيخ مرتاح كنهم هلنا .. لا صنعوا بنادق لا كراهب ؟؟علل كي عللكم هضي ياهي ..

ادريس صالح بونتيشة (مقاطعاً) : باهي شنو قالا الشيخ مرتاح

ميلاد : جايك في العلل .. الشيخ مرتاح قاللنا ذنبنا في رقبة العصملي.. هم الي خلونا علي هـ الحال ..

ادريس يهز رأسه موافقاً ومتأملاً في الافق .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثاني : نهاري – خارجي –نجع العواقير ( بيت فرحات العقوري ).

لقطه عامة لنجع العواقير..الحياة اليومية المعتادة ..

نساء يجمعن الحطب, أطفال يلعبون أمام بيوتهم, رجال يرعون حيواناتهم.

فرحات أمام بيتهُ يعلف بقراته الخمسة.

فرحات يسمع صوت سيارة فيقوم بالنظر الى شماله.

ظهور سيارة وخلفها 3 خيول عليها 3 من المصوعة.

يقف ويقابل السيارة.

فرحات العقوري: ياساتر استر .. وين عامدين هـ الظلام.؟

مقدمة سيارة تتوقف امام فرحات.

لقطة عامة لفرحات والسيارة العسكرية.

الضابط جنتيلي الذي جاء في المرة السابقة يترجل وعصاه في يده ويدور قليلاً حول فرحات.

السائق ينزل .

المصوعة الثلاثة ينزلون أيضاً ومعهم شنقول.

فرحات يترقب.

ملازم اول جنتيلي : وين ضريبة ؟؟ بدوي بلعوط .

فرحات العقوري: يا يا سنيورالضريبة ما زال ما حودت وقتها

ملازم اول جنتيلي : انت واحد كذاب . واحد كلفتي.

فرحات العقوري: بكرة بعون الله .. ما يطلع الصبح زين ..الا والضريبة عند الصراف.

جنتيلي ( يتوجه إلى شنقول وبغضب) : نفر مصوع ؟؟

رئيس عرفاء شنقول : نعم سيدي ؟؟

ملازم اول جنتيلي : خود بقر بدوي شيل للحجز .

فرحات العقوري: لكن هضا ظلم يا سيدي .

ملازم اول جنتيلي : يله شنقول شيل .

شنقول يتوجه نحو البقرات فرحات يتابع بتألم.

لقطة قريبة مبروكة زوجة فرحات تتألم من خلف الرواق وتذرف الدموع .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثالث: نهاري - داخلي _المعسكر الامني الايطالي ( مكتب جوفاني ) .

الكولوينل جوفاني ومعهُ 3 ضباط, مقدم فرانسيسكو - الرائد برجنتي - الملازم سرديني , حيث يقفون حول طاولة عليها بعض الخرائط .

العقيد جوفاني : شيئاً لا يصدق أبداً .. من أين يخرجون هؤلاء القوم ؟.

الضابطان يستمعان .

العقيد جوفاني : كل ما قضينا على موقع لهم وقلنا انه أبيد , خرجوا علينا من مكان أخر

بأكثر قوة وإندفاع.

فرانسيسكو يعبر بوجهه عن الموافقة.

العقيد جوفاني : هل نقاتل أشباح أيها السادة ؟؟

مقدم برجنتي يضع مرفق يده على الطاولة ويشير بيده المفتوحة مستأذناً بالكلام.

مقدم برجنتي (مستفهماً) : لا هذا ولا ذالك سيدي القائد.

جوفاني يهز رأسه.

مقدم برجنتي : اننا ياسيدي في كل عملية نقوم بها ضد هؤلاء العصاه نجعل القتال معهم في دائرة محدودة.

جوفاني ينتبه لذلك بردة فعل, حيث يرفع رأسه ويحدق في برجنتي.

مقدم برجنتي : ثم نكتفي بمجرد اختفاءهم عنا ونسمي ذلك إنتصاراً.

العقيد جوفاني : هذا صحيح .. ولكن ماذا بشأن الجندي المتمرد .. عيسي الوكواك؟

الضابط برجنتي يرتبك .

مقدم برجنتي: إننا نتابعه يا سيدي, ونضع العيون في كل مكان لتتعقبه

العقيد جوفاني: ولكنكم لم تفعلوا شيئاً , لم تفعلوا شيء حتى الآن, حضرة الضابط برجنتي!

برجنتي متأثراً.

العقيد جوفاني( يتابع ): لقد جعلتم من ذلك البدوي الأعزل بطلاً, في نظر اتباعه ونظر العامة.

الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض متأثرين بكلام العقيد جوفاني.

العقيد جوفاني( ضارباً يده على الطاولة): وهذا الذي لا يمكن أن اقبله

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الرابع: نهاري – خارجي – السوق

كاترين تسير في شارع السوق العام قاصدة مخبز فابرو .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الخامس: نهاري _ خارجي _نجع العرفاء ( بجانب النجع )

مشهية تقوم بجمع الحطب .

مشهية تجلس تجلس من التعب .

عبدربه يمشي وينظر هنا وهناك بحثاً عن مشهية .

فجأة تظهر مشيهة جالسة امام ناظري عبدربه

عبدربه يتقدم الى مشهية .

يجلس بجانب مشهية.

عبدربه عمران : لا باس كنك طولتي شغلتيني عليك يابنت عمي .

مشهية (وقد ظهر عليها الاعياء): لا سلامتك حسيت بشوي تعب قلت خليني انتريح اشوي .

عبدربه عمران : كنك يارفيقتي موش عاجبني حالك .

مشهية : تقلدتني عمتي رجعة وحاطا الشغل كلا فوق راسي.

عبدربه عمران : عابت فيك ؟

مشهية : لا نشهد الله الكذب حرام .

عبدربه عمران : تاري يابنت عمي اصبري وتحملي كل شيء بأجره.. واسمعي انت مانكش رخيصة لا علي ولاعلى امي اي يشهد بالله .

مشهية: علشانك يا صاحب بيتي كل شي يهون.

عبد ربه عمران: الله يبارك فيكي يا بنت الأجواد.

مشهية تهز رأسها موافقة وعبدربه يأخد الحطب ويغادر مع زوجته .

قــــــــــــــطـــــــــــــع

المشهد السادس: نهاري – داخلي _مخبز فابرو .

فابرو جالس على كرسي وامامه طاولة صغيرة عليها زجاجة خمر وصحن به بعض الاكل مثل جبن وطماطم وقد رشف فابرو كأسا وقد ظهر عليه شيئاً من السُكر .

تدخل كاترين على فابرو.

فابرو يقف .

كاترين : اهلا فابرو ..

فابرو : سيدتي كاترين .. طاب نهاركم سيدتي.

كاترين ترى الخمر على الطاولة.

كاترين : تتناول الخمر اثناء العمل يافابرو .. ماهذا الاهمال الذي انت فيه ..؟

فابرو (متثاقلاً) : اعاني ياسيدتي من حزن دفين وقد وجدتُ في هذه الزجاجة ما يجعلني أنسى ما أعانيه حتي ولو لساعات او لحظات ..

كاترين : وما هو الامر الذي جعلك تصل الي هذا الذي انت فيه ؟

فابرو (متألماً وهو يتذكر) : اه ياسيدتي .. انا يوناني الاصل .. ولكنني مولود في الاسكندرية .. كان

والدي تاجر قمح وحنطة ولديه مخابز في سالونيكا ..

كاترين تستمع باهتمام.

فابرو : وبعد ان تزوج والدتي باع كل املاكهُ وجاء بها الي الاسكندرية وانجبت لوالدي خمسة ذكور انا اكبرهم .

كاترين تستمع باهتمام.

فابرو : وبعد وصوله عمل والدي في مهنته وانشا عدة مخابز وكذلك عمل في تجارة الدقيق والحنطة وصار ثريا ومعروفا .

كاترين : هذا جميل .. فما الذي احزنك ..

يبتسم فابرو ساخراً متالماً .

فابرو : لقد كان والدي بخيلا شحيحاً .. الي درجة انني واخوتي كنا نبات جوعي وفي بيتنا كل ما لذ وطاب .

كاترين : يا إلهي .. ولكن اين والدتك من كل ما يحدث ؟؟

فابرو يضع الخبز في سلة كاترين.

فابرو : والدتي كانت سيدة طيبة .. وقد كانت تتحمل لأجلنا ما لا يطاق .

ولكن في يوم وقفت انا واخوتي في وجهه ابي وطالبناه ان ينشئ لنا مخبز نعمل به ونتقاسم ارباحه في كل شهر .

كاترين : وماذا كان رد والدكم ؟؟

فابرو : لقد شهر سلاحه في وجهنا وخيرنا بين القبول بما نحن فيه او التراجع عما عزمنا عليه او نغادر ونترك البيت.

كاترين (بدهشة واستغراب) : وماذا كان ردكم ؟

فابرو : اخوتي وافقوا وتأسفوا لوالدي عما بدر منهم اما انا فقد أخذت حقيبتي وذهبت الي صديق لي ومنه حضرت الي هذه الارض وأنشأت هذا المخبز ..

كاترين (وهي تقوم بأخذ السلة ): حكايتك محزنه يافابرو .. ولكن ما أنت فيه ليس حلاً بل هو تدميراً لمستقبلك الذي خرجت لأجله.

فابرو يهز رأسه متألماً وموافقاً ومغمض العينين.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد السابع : نهاري –خارجي– نجع العواقير.( بيت فرحات العقوري ) .

غزالة تجر حمارها وقد وصلت بيت مبروكة النحلي ..

غزالة : إيش حالكم يا أهل البيت ..

مبروكة تخرج من البيت مرحبة ومرتدية رداء عربي ومحرمة وبلغة.

مبروكة النحلي : مرحبا مرحبا بخالتي غزالة .

غزالة : راح حبك ياحنا .. ايش حالك وايش حال فرحات ..

مبروكة النحلي (وهي تشير الى غزالة بالدخول): الله ايسلم عافيتك .

هي تفضلي ياخالتي غزالة تفضلي .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــع

المشهد الثامن: نهاري – خارجي – المعسكر الامني الايطالي .

رجل ملثم ينزل من علي الحصان ويربطه, ويدخل إلى المعسكر.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد التاسع : نهاري – داخلي –نجوع العواقي ( بيت فرحات العقوري ) .

بيت فرحات متوسط الحال .

مبروكة وضيفتها غزالة تجلس في جانب الضيافة من البيت يشربان الشاهي .

مبروكة النحلي : شنو حال هلي إحذاكم ياخالتي ؟؟

غزالة : ما عند حالهم سو طيبين ..

مبروكة النحلي : ماشاءالله عليك ياخالتي غزالة الصبايا يكبرن وانت ماشاءالله عليك مازدتي الا شباب ..

غزالة (سعيدة ومبتسمة ): الله ايسلمك ياحنا .. انا يابريكة إمخليتها على الله وهو اللي ايدير فيها من عنده ..

غزالة تمد يدها الى قفة وتخرج منها ( كرداش ) وتقربه الى مبروكة.

غزالة : خوذي عندك هالكرداش وصاتك

مبروكة النحلي (سعيدة) : سلمك جيابا ..

غزالة : شدي حيلك .. انت راك شاطرة ..الصوف عندك واخدمي علي روحك

مبروكة النحلي : صدقتي عندك الحق . ان شاءالله ..ان شاءالله ..

غزالة (وهي تخرج صرة صغيرة) : وهاذين حوايجك .. الفاسوخ والجاوي والشبه ..

مبروكة النحلي : الله ايربحك .. ننقاني في عازتهن

غزالة تخرج صرة بها رصاص وتقدمها الى مبروكة

غزالة : إخذي هالصرة عندك ما اتوريها لحد .. نين إيجي فرحات وعطيها له .

مبروكة النحلي (وهي مهتمة وممسكة بالصرة ) : بسم الله هالصرة شنو فيها ؟

غزالة : فوشيك .. رصاص ..

مبروكة النحلي : بسم الله نعطيه لفرحات وشنو انقوله ؟

غزالة : لا ياحنا ما اتقوليلا شئ .هو عارف وين ايوصلهن .

مبروكة تضع الصرة جانباً.

غزالة : شنو حالكم وشنو حال عرب نجعكم؟

مبروكة تبتسم ثم يظهر عليها الحزن

مبروكة النحلي : الحمد لله . الطليان الله يلعنهم خذوا بقاقيري وحطوهن في الحاصل

غزالة(غاضبة) : هالكلام أمتي وليش ؟

قـــــــــــــــــطـــــــــــــــع

المشهد العاشر: نهاري – داخلي – المعسكر الامني الايطالي ( مكتب كلاس ).

العسكري كلاس جالس في مكتبه ويدخل عليه الرجل الملثم .

الملثم : كيف حالك سيدي كلاس ..

عريف كلاس : اهلاً ماذا تريد ؟

الملثم : أريد مقابلة سيدي الامر لدي أخبار مهمة .

الضابط كلاس يهز رأسه ويقف ويهم بالخروج من مكتبه.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الحادي عشر : نهاري - خارجي - نجع صالح بوانتيشة.

الراعي ميلاد راكباً على حماره متجهاً الى بيت الشيخ صالح ثم يصل وينزل ويربط الحمار حيث يلبس ملابس عربية تليق براعي النجع .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثاني عشر : نهاري – داخلي – المكان – المعسكر الامني الايطالي ( مكتب جوفاني ).

عريف كلاس: سيدي.. الكولونيل العربي الملثم يطلب مقابلتكم..

العقيد جوفاني ينظر الى اسم المتمرد فرحات العقوري.

العقيد جوفاني : ادخله لنري ما عنده .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثالث عشر : نهاري – داخلي –نجع صالح بوانتيشة

الشيخ صالح يصلي هو وابنه ادريس.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الرابع عشر: نهاري – داخلي –المعسكر الامني الايطالي ( مكتب جوفاني ).

شنقول يدخل على الآمر جوفاني , ويؤدي التحية.

رئيس عرفاء شنقول : نعم سيدي .

العقيد جوفاني : شنقول .. تاخد معك قوة...... وتذهب بها لتداهم .. نجع المتمرد صالح بوانتيشة .. وتأتيني به حياً او ميتاً .

رئيس عرفاء شنقول ( محيياً العقيد جيوفاني) : تمام سيدي .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الخامس عشر:نهاري – داخلي – خارجي-نجع صالح بوانتيشة

الشيخ صالح ينهي صلاته.

صالح بوانتيشة : السلام عليكم ورحمة الله ..السلام عليك ورحمة الله .

ادريس صالح: السلام عليكم ورحمة الله ..السلام عليك ورحمة الله .

الشيخ صالح وابنه ادريس يدعيان بعض الأدعية عقب أداء الصلاة.

ميلاد يدخل عليهما.

الراعي ميلاد : حرما ياشيخ صالح .

الشيخ صالح يعتدل في جلسته

صالح بوانتيشة : جمعاً كنك يا ميلاد شن وراك ؟

الراعي ميلاد (متلعثماً بالكلام): لا لالا سلامتك .. الرعاوية دزولك مرسال مع رابح ولد سيدي سعيد .

صالح بوانتيشة : وشن هالمرسال .؟

الراعي ميلاد : قالو ! الاذياب دارن فيهم البارح ليلة غليظة.

صالح بوانتيشة ( وهو يقف) : ياك غير ماطقنش في الغلم ؟

الراعي ميلاد : علي خبرهم قالو دارن فيها مشلال

صالح بوانتيشة : لا حول ولاقوة الا بالله . باهي الحمد لله علي نجوة الرجالة

صالح بونتيشة( مخاطباً ادريس) : يادروسة ! جيبلي بندقتي وعباتي ..

ادريس صالح بونتشية : حاضر ياباتي.

الشيخ صالح والراعي ميلاد يخرجان والكاميرا ترافقهما حتى الوصول إلى الحصان.

الشيخ صالح بونتشية يصعد على حصانه .

ادريس يأتي حاملاً البندقية والعباءة.

الشيخ صالح يلتقط البندقية والعبا من ابنه ادريس .

الراعي ميلاد : أملا أنوتي روحي ونمشي معاك ياسي صالح .

صالح بوانتيشة : لا لالا خليك انت وخلي عينك علي الغلم اللي هنا

الراعي ميلاد : حاضر أطمن .

ادريس صالح بونتشية : انا ياباتي الي نمشي معاك .

صالح بونتشية (مبتسماً ومتوجهاً نحو إدريس) : تمشي معاي واتخلي النجع بلا رجالة

ادريس مبتسماً ومزهواً.

صالح بونتشية( متوجهاً إلى أدريس) : رد بالك يا ادروسة من نجعك وهلك على ماعودت.

ادريس: حاضر اطمئن يا باتي.

صالح بونتيشة مستعداً للمغادرة ببندقيته وعباءته وممتطياً جواده.

صالح بونتيشة: هي السلام عليكم.

الراعي ميلاد و ادريس: وعليكم السلام.مربوحة ان شاء الله.

الشيخ صالح يغادر المكان.

ادريس وميلاد يراقبان.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد السادس عشر: نهاري – خارجي - مراح عوض العبار.

قطيع كبير من الابل يقوده بعض الرعاه ويقودهم الزياني على حصان

عوض العبار يمتطي جواده ويتابع حركة القطيع.

الزياني يلبس سورية عربية ويتقدم باتجاه عوض العبار .

الزياني : إينعم يا سي عوض ..

عوض العبار : كلم الرعوية خليهم إيحطوا هنا .

الزياني : حاضر

الزياني يغادر وعوض العبار يراقبه.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد السابع عشر: نهاري – خارجي –نجع صالح بانتيشة.

سعيد بوالقليلية ومحمد بوالعوامية وابنه سعد وثلاثة من الوجهاء يقتربون من بيت الشيخ الصالح.

الشيخ ادريس صالح يقترب من القادمين مرحباً بهم .

سعيد بوالقليلية : ايش حالك يا ادروسة .

ادريس صالح بونتشية : الحمد لله ياسيدي تفضل ..

سعيد بوالقليلية : وين باتك ؟

ادريس صالح بونتشية: باتي جاتا خبارة من الرعوية .. قالو الاذياب هاجمات على الغنم

سعيد بوالقليلية : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ساهلة ساهلة .. هيا تفضلو ياجماعة

ادريس صالح بونتشية : هي تفضلوا لشاهي واتي ..

يهمون بالدخول وقبل دخولهم يسمعون صوت الراعي من الخارج ينادي .

الراعي ميلاد : ياسيدي سعيد بو القليلية

سعيد بوالقليلية (ملتفتاً إلى الراعي ميلاد) : كنك ياليد شنو فيه ؟

الراعي ميلاد : البندة .. البندة .. الطليان جايين شورنا .

سعيد بوالقليلية( ملقياً نظرة) : ياساتر استر .

سعيد بوالقليلية ومحمد بوالعوامية وادريس وسعد بوالعوامية .. ومجموعة من الحضور يقفون امام الرتل .

بندة عسكرية وشنقول وحوله الجنود ومعهم ابراهيم سجان عيسى .

شنقول (ممسكاً العصا بيده) : أين المتمرد الشيطان صالح بوانتيشة؟

ابراهيم غاضب الوجه.

سعيد بوالقليلية : الشيخ صالح شيخنا وكبيرنا وفارسنا ..

رئيس عرفاء شنقول : وين كارس .. كلم صالح يطلع والا انخرب النجع على رؤوسكم .

ادريس صالح بونتشية: باتي مش كارس .. انتو شن تبو ؟

رئيس عرفاء شنقول : اسكت ولد صغير شيطان ..

ابراهيم يهز راسه رافضاً

رئيس عرفاء شنقول : متمرد صالح بوانتيشة يعطي مساعدات ويعطي خرفان للمتمرد عمر المختار.

سعيد يرتبك وينظر لجانبه .

شنقول (وهو يصوب بندقيته في وجه الجميع) : تكلم وين صالح بو انتيشا ؟

شنقول يطلق رصاصة في السماء.

شنقول : صالح وين ؟

فجاة يندفع ادريس ويتجه نحو شنقول فيطلق شنقول رصاصة فيصاب ادريس في كتفه .

يسقط ادريس أرضاً مخضباً في دمائه فيجري اليه صديقه سعد محمد بالعوامية ليتفقده.

الطفلان يرتديان سورية عربية وسروال وفرملة

سعيد بوالقليلية ورفاقه يندفعون نحو شنقول فيرفع شنقول البندقية ويرمي رصاصة في الهواء فيتوقف السعيد والذين معه.

رئيس عرفاء شنقول : احضروا الولدين رهينة.

محمد بوالعوامية يندفع نحو ابنه فيتقدم جندي آخر ويضرب محمد بوالعوامية بمؤخرة البندقية على رأسه فيسقط ارضا

شنقول يطلق رصاصة في الهواء

شنقول : ياسعيد بوالقليلية كلم خوك المجرم صالح بوانتيشة اذا كان يبي يشوف الولد يجي الي مكتب الامن .

يقومون الجنود بربط ادريس من يده الغير مصابه وسحبه على حصان يقوده ابراهيم ومعه صديقه محمد سعد بوالعوامية على حصان يقوده جندي آخر .

شنقول يأمر الجنود بالانسحاب ومغادرة النجع .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثامن عشر: نهاري – داخلي– المعسكر الامني الايطالي ( مكتب جوفاني ) .

جوفاني مع الضابط فرانسيسكو وبرجنتي وسرديني

العقيد جوفاني : انا سآخذ برأيك مقدم فرانسيسكو وسنكلف مجند عربي لإغتيال عيسي الوكواك .

المقدم فرانسيكو: وسيعدني ذلك ياسيدي ..

العقيد جوفاني (مبتسماً) : وسيسعدنا جداً ان يقتل العرب بعضهم بعضاً.

من الخارج نرى بلقطة عامة الضباط الطليان مجتمعين في المكتب.

العقيد جوفاني : لابد من اعداد خطة لإحظار خائن يدعى عوض العبار الذي يقوم بدعم المتمرد عمر المختار بالمال والرجال والمعلومات . .

برجينتي : وأين يقطن هذا المتمرد سيدي ؟

جيوفاني يشير بعصا على خارطة لبرقة.

العقيد جوفاني : المعلومات الاولية تقول انه موجود بجنوب منطقة مسوس.

الضابطان يتابعان الخريطة باهتمام.

العقيد جوفاني : هذا المتمرد يشكل خط تموين للعصاه وعندما شعر بأنهُ انكشف من قبلنا هرب الي تلك النواحي.

فرانسيسكو: لا عليك سيدي , سنعد العدة للانقضاض عليه.

العقيد جوفاني : ولكنني أريدهُ حياً باي ثمن أريد ان اشنقه حتي يبقي عبره لمن تسول له نفسه ان يتمرد او يخون الحكومة الايطالية الفاشستية .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد التاسع عشر:نهاري – خارجي –الجبل الاخضر .

البندة التي قبضت على الطفل ادريس بوانتيشة وصديقه سعد بوالعوامية تسير بقيادة شنقول

ويأتي في المؤخرة ابراهيم يجر الطفل ادريس الذي يتألم وجندي آخر يجر سعد بوالعوامية وهما منهكين

لقطات تفصيلية تبين الاعياء والتعب الذي يظهر علي الطفلين الاسيرين.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد العشرون : نهاري – خارجي –نجع صالح بانتيشة.

سعيد بوالقليلية يطمئن على محمد بوالعوامية الساقط على الأرض والدماء تسيل من رأسه من تحت الطاقية من آثار ضربه من قبل احد الجنود ويبدو الحزن والألم عليهما.

سعيد بو القليلية: ياك ياك غير ماصرلك سو يا خوي محمد.

محمد بو العوامية (متأوهاً من ألمه) : آه..آه .خذو عويلتنا يا خوي سعيد..الله ياخذهم ويفكنا منهم.

سعيد بو القليلية يحاول ومن معه مساعدة محمد على النهوض .

سعيد بو القليلية: لا تخاف يا خوي..الله في الوجود هي تعال نخش للبيت, نلحظو جرحك..

الجميع يدخلون إلى البيت

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الحادي والعشرون: نهاري – خارجي –الجبل الاخضر .

البندة التي قبضت على الطفل ادريس بوانتيشة وصديقه سعد بوالعوامية تسير بقيادة شنقول

الاعياء الشديد يظهر علي الطفل ادريس المصاب في يده وكذلك سعد بوالعوامية وهو مهموم بإصابة ادريس.

ابراهيم ينظر الى ادريس وهو يتألم لأجله ورافضاً لما يحدث له وشنقول يرفع يده للتوقف.

شنقول ( متجهاً لإبراهيم) : اسمع يا ابراهيم ! اسحبوا المتمرديين وتعالو ورايا الى المعسكر .

الجندي ابراهيم بوسيف المقرحي (بشيء من الارتياح) : حاضر ياسيدي .

مصوع شنقول يشير لباقي الجنود بالمغادرة معه.

شنقول : هيا تحركوا .

يتحرك الجميع بإستثناء ابراهيم وجندي آخر كلاهما ممسك بحبل .. ابراهيم يأسر ادريس والجندي الآخر يأسر سعد محمد بوالعوامية .

الجندي: عليك بخت ه الكره الغبرة ماجت الا علي روسنا انا وياك يا ابراهيم.

الجندي ابراهيم بوسيف المقرحي : عدي عدي .. وخلي لمحبسة شوري انشاء الله ما إطيح الشمس الا وهم في الحبس هم بالكثير اعيال صغار.

الجندي (سعيداً) : الله ايربحك يا ارهوما تعمل فيا معروف.

الجندي ابراهيم بوسيف المقرحي: ولا يهمك ريت هالحاجة الكبيرة .

الجندي الأول : وأملا هي السلام عليكم.

الجندي ابراهيم بوسيف المقرحي: وعليكم السلام

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثاني والعشرون:نهاري – خارجي– نجع العواقير( بيت فرحات العقوري ).

فتاة صغيرة تقوم بسوق بقرتين أمام مبروكة النحلي التي تذكرت بقراتها الـ 5 .

مبروكة النحلي (وهي تضع الحطب في التنور): الله لا إيسامحكم يالطليان كيف ما خذيتوا منا بقاقيرنا .. الله ياخذ حيلكم ..

لقطة عامة للنجع

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الثالث والعشرون : نهاري –داخلي–نجع صالح بوانتيشة

الشيخ صالح بوانتيشة يتوسط أبناء قبيلته وعلى يمينه شقيقه سعيد بوالقليلية والشيخ صالح ممسكاً ببندقيته.

صالح بوانتيشة : قولي يا سعيد. المصوع شنقول ماقالكمش ايش ايريد في ؟

سعيد بوالقليلة : لا إمفيت قابيتا قاللنا قولو للشيخ صالح إن كان ايريد اولده ايروح إيجينا هو بطولا في المعسكر.

الشيخ صالح يهز رأسه وهو ممسكاً بندقيته .

لقطه عامة للجميع يتشاورن فيما بينهم.

سعيد بوالقليلية : وباهي عاد توا شنو الراي ياشيخ صالح.

صالح بوانتيشة : والله ياخوي سعيد هالموضوع لافيه راي لادبارة ..

سعيد بوالقليلية : وشنو انديروا ..

صالح بوانتيشة (وهو يهز رأسه): بكرة في الصبح نمشي إنسلم روحي ونطلق إدروسا وسعد ولد رفيقي محمد .

سعيد يقف

سعيد بوانتيشة: هـ الكلام ما ايسير منا بكل, أنت ياشيخ صالح ما اتحرك من هنا بكل ولو إيسير ما إيسير ..

الشيخ صالح يهز رأسه معترضاً .

صالح بوانتيشه : والله ياسعيد ما تنكتب عليا إيقولو العرب الشيخ صالح بوانتيشة سييب ولدا وولد ورفيقا محبسين رهينه عند الطليان .

محمد بو العوامية : ياشيخ صالح موش هضا الكلام حشاك مالصغاره .

الشيخ صالح يستمع.

سعيد بوالقليلية : انا رأيي إلمو بعضنا وإنجردو هلنا وجيرانا ونزرقو عليهم في معسكرهم إنكبرو قطيعتهم وانفكو اعيالنا منهم .

الجميع : هضا الكلام .. صدقت يا بوالقليلية هضا الكلام المزبوط

المشهد الرابع والعشرون:نهاري – خارجي –الجبل الاخضر.

ابراهيم وجندي آخر يجران الطفلين الأسيرين ادريس بو انتيشة وصديقه سعد محمد بوالعوامية .

فجاة يسقط ادريس على الارض وسعد يهوي علي ادريس ليري ما حدث له .

سعد بو العوامية ينظر الى ابراهيم الراكب على الحصان .

ابراهيم رافض لما يحدث .

سعد محمد بوالعوامية : الله ايربحك ياعمي .. إطلقنا انا وصاحبي .

ابراهيم ينزل من على الحصان .

ادريس يتألم من شدة الم ذراعه.

ادريس صالح بونتيشة : اه .. اه .. ياذراعي ..

ابراهيم بوسيف المقرحي (يستنهض ادريس ): لا تخاف .. لا تخاف انت شنو اسماك ؟

ادريس صالح بونتيشة: ادريس صالح بو انتيشة .. ؟

ابراهيم بوسيف المقرحي (وهو يلتلفت على صديق ادريس): وأنت؟

سعد محمد بوالعوامية : سعد بوالعوامية

ابراهيم بوسيف المقرحي : بسرعه يا سعد خود ادريس .. وروحو لنجعكم ..

الاولاد يبتعدون بخطوات .

ابراهيم بوسيف المقرحي : اسمع ياسعد ويا ادريس قولو للشيخ صالح بو انتيشا يفطن لروحه

راهو الطليان معش ايسيبوه في حالا .

محمد وادريس يواصلان المسير.

ابراهيم يراهم وهو سعيد .. ثم يحرك لجام فرسه ويغادر .

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد الخامس والعشرون : نهاري –داخلي– خارجي_ نجع صالح بوانتيشة

عودة إلى الشيخ صالح والمجتمعين

أصوات وهرج ومرج .

صالح بوانتيشه( متجهاً لسعيد) : يا سعيد! (متجهاً للجميع) ياجماعة أسمعوني ! .

الجميع يهدأ

صالح بوانتيشه : الطليان ايريدوني انا بطولي .. وانا انتوكل علي الله بكرة في الصبح ونعمد شورهم.

سعيد بوالقليلية : أبداً هالكلام ما يسير لو كان فنينا كلنا.

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

المشهد السادس والعشرون: نهاري – خارجي –نجع صالح بوانتيشة ( بير الراعي ميلاد ).

الراعي ميلاد جالس بجانب أغنامه ويضع رأسه اسفل في اتجاه الارض .

فجأة .. يرفع الراعي ميلاد برأسه وينظر أشباح قادمة في اتجاه النجع من بعيد .

الراعي ميلاد يقوم بفرك عينه براحة يديه .. وينظر مجدداً ويظهر له إنهما ادريس بوانتيشة المصاب في يده ومعه سعد محمد بوالعوامية .

ميلاد يقف مندهشاً وفرحاً.

الراعي ميلاد : ياربي نا في علم ولا حلم

الراعي ميلاد يصيح بأعلى صوته دون ان يسمعه أحد

الراعي ميلاد : ياشيخ صالح .. ياشيخ صالح .

ميلاد ينطلق مسرعاً لإخبار الشيخ صالح بوانتيشة والقبيلة, والكاميرا تتابع معه .

الراعي ميلاد يجري باتجاه الشيخ صالح.

الراعي ميلاد (وهو يلتقط الراعي ميلاد أنفاسه من شدة الجري) : يا سي ياشيخ صالح ! يا سي ياشيخ صالح

صالح بوانتيشة : كنك ياليد شنو فيه ؟

الراعي ميلاد(مابين البكاء والفرح) : إدريس .. إدريس و سعد محمد بوالعوامية روحو بطوالهم سالمين .

الشيخ صالح والجميع يقفون .

صالح بوانتيشة : روحو بطوالهم .. وين لحظتهم ؟

الراعي ميلاد : لحظتهم بعيني وهم خاشين على كرعيهم من شرق النجع .

صالح يخرج من بيته مندفعاً وخلفه الجميع.

صالح يرى ابنه فيتوقف وينظر اليه ثم يحضنه.

ادريس ينظر الى والده الشيخ صالح وهو يضع يده على كتفه .

الشيخ صالح بوانتيشة يندفع نحو ابنه ادريس, وادريس يندفع نحو والده صالح الذي يقوم بحضن ابنه بعناية والاخرين يتحلقون حولهم مباركين .

محمد بو العوامية يندفع نحو ابنه سعد ويحضنه ثم يلتفت نحو الشيخ صالح وابنه ادريس ليتعرف على اصابة ادريس

قـــــــــــطـــــــــــــــــــــــع

"نهاية الحلقة العاشرة "