top of page
Crystal Salt
صورة الكاتبdjameleddine bouziane

ملكات الجمال في بوليود ورقة اليانصيب الرابحة أحياناً


ملكات الجمال

بقلم: جمال الدين بوزيان

الموضوع مستهلك، و كثير من المواقع الهندية تتحدث عنه، ومواقع أخرى أيضا بما فيها العربية.

أكثر سينما تستقطب ملكات الجمال وعارضات الأزياء هي بوليود، تقريباً لا توجد ملكة جمال هندية لم تتجه نحو التمثيل في السينما الهندية، و إن كانت أغلب مواقع النت تحصي 13 أو 14 ملكة جمال توجهت نحو التمثيل في بوليود، إلا أن الواقع يقول بأن عدد ملكات الجمال اللواتي مثلن في بوليود هو تقريباً بعدد سنوات إجراء هذه المسابقة تقريباً منذ ظهورها في الهند.

لأنه كل عام، وبعد انتخاب مكلة جمال الهند، يتم تقديم عروض كبيرة أو صغيرة للملكة المتوجة، ولو يتسع المجال هنا، أستطيع ان أعرض اسم كل واحدة منهن، والتحدث عن مسيرتها التمثيلية الناجحة أو الفاشلة، حيث أن الكثيرات منهن لا يستطعن البقاء طويلا أو إقناع المخرجين بقدرتهن على الاحتراف في التمثيل بعيداً عن الجمال الطاغي والجسد الفاتن.

لكن، في عالم بوليود، بعض من ملكات الجمال أثبتن أنه يمكن لملكة الجمال أن تصبح ممثلة محترفة، هي معادلة صعبة، لكن حققتها أيشواريا راي وبريانكا تشوبرا، هما أكثر الممثلات القادمات من عالم الجمال اللواتي أثبتن قدرتهن على التمثيل، حيث سيطرت الأولى على عرش التمثيل في العشرية الأولى من الألفية الثالثة، بينما سيطرت الثانية على العشرية الثانية.

أيشواريا راي هي أيقونة الجمال في العالم كله، لكن المتتبع لمسيرتها الفنية يرى بأن نجاحها لم يكن فقط بسبب العيون المميزة جداً والجسم الرشيق واللباس الأنيق الفاخر، لأن ملكة الجمال في السينما الهندية يجب عليها تعلم التمثيل والرقص وأداء الأغاني بطريقة البلاي باك، مثلا يمكن للاستعراض الواحد أن يتضمن تمثيلاً ورقصاً و أداءاً غنائياً أو تظاهراً بالغناء، وكل هذا يتطلب مهارة واحترافاً وإتقاناً للتحكم في تعابير الوجه حسب مضمون الأغنية وسيناريو الاستعراض والسياق الذي جاء فيه ضمن القصة ككل.

و هذا ما أتقنته أيشواريا راي (ملكة جمال العالم لسنة 1994)، و بريانكا تشوبرا (ملكة جمال العالم لسنة 2000)، جوهي تشاولا (ملكة جمال الهند لسنة 1984)، سوشميتا سن ( ملكة جمال الكون لسنة 1994): ممثلة جيدة لكنها قليلة الحظ مقارنة مع أيشواريا خاصة، لارا دوتا (ملكة جمال الكون لسنة 2000)، ضياء ميرزا (ملكة جمال آسيا لسنة 2000).

القائمة طويلة جداً جداً لملكات الجمال الهنديات اللواتي توجهن نحو التمثيل في بوليود خاصة، لكن حسب رأيي الشخصي، اللواتي ذكرتهن هن الأكثر نجاحاً واستمراراً ولفتا للانتباه، خاصة أيشواريا وبريانكا، مع أن هذه الأخيرة استعملت الإغراء والجسد كجسر لعبور العالمية وحتى في بعض أعمالها الهندية، عكس أيشواريا التي وضعت شروطا لتواجدها الأوروبي والهوليودي، فخسرت بعض العروض التي كان من المفروض أن تشارك فيها، واقتصر وجودها حالياً في الغرب على مشاركة سنوية دائمة في العبور على البساط الأحمر لمهرجان كان السينمائي، حيث أصبح مرورها السنوي هذا تقليداً شبه مقدس ينتظره المعجبون والصحافة الفنية و المهتمون بالموضة كل عام.

المتتبع لمسيرة الممثلات الناجحات في بوليود والقادمات من عالم الجمال وعرض الأزياء، يلاحظ مدى التطور والتجدد الذي يظهر في تمثيلهن و أدائهن في الأفلام، حيث أن أيشواريا التي رأيناها في أوائل أفلامها الناجحة في فيلم Hum Dil De Chuke Sanam سنة 1999، ليست هي نفسها التي تابعناها في فيلم Guzaarish مثلا، والمنتج سنة 2010، أو في فيلم Ae Dil Hai Mushkil المنتج سنة 2016، أو في الفيلم البريطاني Provoced المنتج سنة 2006، والذي يحكي قصة حقيقية لسيدة هندية تقتل زوجها بسبب تعرضها الدائم للتعنيف والضرب والإهانة، وتدخل بعدها في دوامة من المحاكمات والجلسات وتضارب الآراء بين كونها مجرمة أم ضحية.

بريانكا تشوبرا أثبت نجاحها في التمثيل بدون غناء و بدون عري أو رقص أو أي شيء أثنوي حتى، من خلال فيلم "ماري كوم" سنة 2014، والذي يروي القصة الحقيقية لبطلة الملاكمة الهندية الأولمبية ماري كوم، وتفوقت فيه بريانكا على جسدها وأقنعت المشاهد بأنها ماري الملاكمة، ونجح الفيلم حينذاك جماهيرياً وفنياً.

كما أثبتت قدرتها على التمثيل من خلال دور المعاقة ذهنياً والذي مثلته مرتين، مرة في فيلم What's Your Raashee سنة 2009 و مرة أخرى في فيلم Barfi سنة 2012 .

لارا دوتا، ملكة جمال الكون لسنة 2000، أيضاً كان أقل حظاً من زميلتها في نفس السنة، بريانكا تشوبرا، لا را موهوبة في الأدوار الدرامية والتي تتطلب تمثيلاً حقيقياً بعيداً عن الجسد والعري، أبدعت في دور القروية الفقيرة مع الراحل عرفان خان في الفيلم الناجح "بيلو" سنة 2009، و في فيلم Chalo Dilli سنة 2011، والذي أعتبره من أحسن أدوارها، حيث كانت بطولة مطلقة لها مع الممثل Vinay Pathak، الفيلم يحكي قصة سيدة أعمال ناجحة وبسبب تعطل سيارتها، تجد نفسها عالقة في الريف الهندي و تضيع وسط المواصلات للانتقال من منطقة نائية إلى منزلها بوسط المدينة، وتتعرف على مواطن بسيط يبدو لها في الأول إنسانا محتالا و استغلاليا من الطبقة الفقيرة في الهند، لكن مع سير أحداث القصة تصل في الأخير للوقوف على حقيقة شخصيته وعلى ظروف معيشته وكيفية تكفله بزوجته المقعدة في منزله بإحدى العشوائيات الهندية.

الفيلم يحتوي على بعض الأغاني لكن في السياق الدرامي لسير الأحداث، ولم يكن للبطلة أي استعراض أو تغيير للملابس أو تركيز على جسدها وجمالها.

ممثلة أخرى من الجيل الذي قبل أيشواريا، نجحت وكانت من نجمات بوليود خلال النصف الثاني من الثمانينات وطيلة التسعينات من القرن الماضي، وبدأت مشوارها كملكة جمال الهند لسنة 1984، جوهي تشاولا، أثبتت جدارتها و قدرتها على التمثيل، وكثير من المتابعين الجدد للسينما الهندية لا يعرفون بأنها ملكة جمال، برزت في عدة أفلام، مع شاروخان و مع غيره من الممثلين، في بداية الألفية الثالثة، أتذكر لها دورين مهمين رغم أنها كانت ممثلة مساعدة فيهما، دور الطبيبة في فيلم Dosti المنتج سنة 2005، ودور الزوجة التي تحاول إنقاذ زوجها من عشيقته، في فيلم Salaam-E-Ishq المنتج سنة 2007، حيث أتقنت الدور جيدا بجانب الممثل أنيل كابور، وكان بينهما انسجام كبير كزوجين في منتصف حياتهما الزوجية وفي مفترق طرق خطير، ملامح وجهها البريء وابتسامتها الشهيرة لا تمنعانها من إتقان الأدوار الحزينة أو الدرامية، وفي هذا الدور بالذات كنت أتمنى أن يكون لـ جوهي تشاولا فيلماً منفرداً، لأن فيلم Salaam-E-Ishq كان بطولة مشتركة بين أكثر من عشرة نجوم معروفين في الهند، و كان تجربة جميلة لا تتكرر كثيرا في السينما الهندية، حكايات وقصص منفصلة ومرتبطة ببعضها البعض، مثل فيلم Life in a... Metro المنتج سنة 2007 أيضاً.

ورغم قوة المنافسة وصعوبة ولوج الوسط الفني في بوليود خاصة، تبقى السينما الهندية هي قبلة ملكات الجمال والعارضات الهندية، وهي أكبر مستقطب لهن، سواء حققن نجاحاً عالمياً مثل أيشواريا راي وبريانكا تشوبرا، أو فشلن مثل سيالي بهاغات التي بدأت مشوارها التمثيلي بفيديو كليب هشام عباس "قول عليا مجنون" وبعدها شاركت في تمثيل بعض الأفلام لكنها بطولات ثانوية، و أخريات كثيرات فشلن و لا يتذكرهن أحد، ولعل أكبر مأساة حصلت لملكة جمال في الوسط الفني الهندي هي انتحار نفيسة جوزيف سنة 2004، والتي كانت ملكة جمال الهند لسنة 1997، وكانت لديها مشاركات قليلة في السينما والدراما والتقديم التلفزيوني، لم تحقق خلالها شيئاً يذكر، وللأسف كان انتحارها هو أكبر إنجاز لها تتحدث عنه الصحافة الفنية.

المقال نشر بموقع الحوار المتمدن في: 21-12-2020














١٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentarios