Côté courtالدورة الـ 32 لمهرجان الأفلام القصيرة في "سِن سان دوني"

صلاح سرميني/باريس
في البداية، Côté court تعني "من جانب، أو من ناحية القصير" (المقصود بالفيلم القصير)، وهي مستعارةٌ بتعديلٍ طفيفٍ من مُصطلحٍ فرنسيٍّ Côté cour، ويعني "من ناحية فناء العمارة الداخلي".
أما "سِن سان دوني"(Seine-Saint-Denis)، فهي مجموعةٌ من المُدن/الضواحي من ناحية الشمال الشرقي لباريس، تنتمي إلى المحيط الصغير لمنطقة "إيل دو فرانس"، ويمكن القول "باريس الكُبرى".
والمهرجان معروفٌ باسم المدينة/الضاحية (بانتان)، حيث تدور فعالياته في مبنى قديم الطراز يضمّ ثلاث صالاتٍ مختلفة الأحجام، وهذه السنة ينعقدُ خلال الفترة من 7 وحتى 17 يونيو 2023.
***
"بعد أن أصبح على مرّ السنين أحد المهرجانات الفرنسية الثلاثة الأساسية للأفلام القصيرة، يفخر اليوم بأنه كشف عن العديد من صانعي الأفلام برؤى فريدة، وجريئة، بما في ذلك ميا هانسن لوف، وفرانسوا أوزون، وإيمانويل بيركو، وجاسبار نويّ، أو لويّ جاريل ...".
هذه فقرةٌ مُستعارةٌ من كلمة فاليري بيكريس رئيسة منطقة إيل دو فرانس (باريس الكُبرى)، وفلورنس بورتيلي نائب الرئيس المُكلف بالثقافة، والتراث، والإبداع.
وهي تُجسّد واحدةُ من الحقائق التي عشتُها بنفسي، وأنا أحرص كلّ عامٍ على متابعة هذا المهرجان منذ بداياته، وأضعه في قائمة اهتماماتي، تماماً كما أفعل مع المهرجان الدولي للأفلام القصيرة في كليرمون فيران (فرنسا).
الفارق الجوهريّ بينهما، أن الأول (بانتان) يهتمّ بالإبداع الفرنسيّ، والثاني (كليرمون فيران) ينفتح على فرنسا، والعالم، ولكن كلّ واحدٍ منهما يحتفظ بخصوصيةٍ لا تتوفرّ في الآخر، وهذه هي إحدى الميزات الكبُرى للمهرجانات الفرنسية مهما كان حجمها، طبيعتها، اهتماماتها، وشهرتها.
ومن ثمّ أستعير المُقدمة الافتتاحية التي كتبها المدير الفني للمهرجان، أو بالأحرى الدينامو الحقيقي جاكي إيفرار، والمُتوفرة في منصة المهرجان الإلكترونية، ودليل العروض الورقيّ المُبسّط بالمُقارنة مع دوراتٍ سابقة، وهي نفسها تقريباً التي شرحها بالتفصيل في سهرة الافتتاح الخالية من المظاهر الاستعراضية قبل أن نُشاهد ثلاثة أفلام قصيرة إحياءً لذكرى رحيل السينمائي السويسري_الفرنسي جان لوك جودار.

المقدمة الافتتاحية بتوقيع مشترك من جاكي ايفرار (المدير الفني لمهرجان Côté court)، والممثل، والمخرج الفرنسي ماتيو أمالريك (رئيس جمعية Côté court).
"في مهرجانٍ للسينما، الأفلام هي التي تُحدد النغمة."
المهرجانات التي نُحبها جميعاً تعمل في نفس الاتجاه: "أظهر للجمهور ما لا يعرفون بعد ماذا يرغبون ".
كما عرّفها جان فيلار بخصوص مهرجان أفينيّون، اعرض جميع الأفلام، بدون قواعد حصرية، وبدون وضع قيودٍ، ماعدا أن نلتقط أين السينما في أكثر تنوّعها، ومكان السينمائيين فيها.
كثيراً ما يسألون عمّا يوجّه اختياراتنا.
اعتدنا الإجابة على السؤال بأنّ الأمر يتعلق بالسماح لأنفسنا بالتحليق، والاستغراق في الأفلام، واحداً تلوّ الآخر، دون مقارنتها، دون مقدماتٍ، ودون تهاون.
فقط، بعد وضع عشرات الأفلام جانباً علينا أن نختار، لإيجاد المكان المناسب حتى يتمّ وضع الأفلام الأكثر هشاشة - والتي يمكن أن تكون أجمل – في نفس مكانة الأفلام الأخرى.
اخترنا 118 فيلماً، من بين 2164 تمّ استلامها، مقسمةً إلى أقسامٍ مختلفة ...
دورةٌ تتميز بالتأنيث المُتزايد باستمرارٍ في اختياراتنا.
من بين 61 مخرجاً للأفلام الروائية، نحسب 52٪ نساء، 7٪ يعرّفون أنفسهم على أنهم بدون تحديد ذكريّ، أو أنثويّ، و41٪ رجال.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي 66٪ من صانعي الأفلام الروائية إلى المهرجان لأول مرة، ونحصي 48٪ من الأفلام الأولى من بين الأفلام الروائية المُختارة.
هذا الاتجاه يُسعدنا، إنه أمرٌ جميلٌ، ومشجعٌ لسينما المستقبل.
هذا العام، نقترح أيضاً، قضاء فترة بعد ظهر يوم الأحد (11/06/2023) بصحبة ميكائيل هيرس، ومشاهدة، أو إعادة مشاهدة أفلامه الثلاثة متوسطة الطول الجميلة جداً.
أخيراً، يتمّ التركيز على السينما اللبنانية التي تقاوم بقوةٍ لا حدود لها في مواجهة المحن في بلدٍ منكوبة.
في هذه المناسبة، نقدم أمسيةً رائعة حول عرض موسيقيّ حيّ مع شربل هابر، وفادي طبال على صور الثنائيّ اللبناني جوانا هاجيثوما/خليل جريج، وزميلهما نديم تابت.
الاكتشافات، اللقاءات، المفاجآت، التعايش، الفرح ...هذا ما يجعله مهرجاناً.

تتشعب فعاليّات المهرجان في عددٍ من المحاور/الأقسام الرئيسية:
سهرة افتتاح المهرجان.
مسابقة الأفلام الروائية القصيرة (8 برامج بمجموع 27 فيلماً قصيراً).
مسابقة الفيديو أرت/التجربة (5 برامج بمجموع 30 فيلماً قصيراً).
مسابقة سينما مُستقبلية (8 برامج بمجموع 13 فيلماً قصيراً).
شاشة حرّة (4 برامج بمجموع 7 فيلماً قصيراً).
بانوراما (8 برامج بمجموع 39 فيلماً قصيراً).
عروض خاصة (4 برامج بمجموع 11 فيلماً قصيراً).
الفنان الضيف: مايكل هيرس (1 برامج بمجموع 3 فيلماً قصيراً).
بؤرة الضوء على السينما اللبنانية ضيف المهرجان (3 برامج بمجموع 8 أفلام قصيرة).
جمهور الأطفال (3 برامج بمجموع 8 فيلماً قصيراً).
فعاليات CLIPS (أغاني، وموسيقى مصورّة) (برنامج واحد، 17 فيلماً قصيراً).
متابعة مسيرة المنتجين الشباب (خمس جلسات مع مناقشة 8 أفلام).
متابعة مسيرة المخرجين الشباب (خمس جلسات).
لقاءات المخرجين - مسابقة الأفلام الروائية القصيرة (3 جلسات).
سهرة اختتام المهرجان، وتوزيع الجوائز.
المقال نُشر في جريدة الدستور العراقية_ عدد الخميس 06/07/2023
عزيزي محمد، شكراً جزيلاً مع خالص تحياتي