جوائز فيلم فير Filmfare Awards 2024 للسينما الجنوبية الهندية
بقلم: جمال الدين بوزيان
يختلف فيلم Khamoshi خاموشي المنتج سنة 2019، عن النسخة الأولى التي تحمل نفس العنوان والمنتجة سنة 1996، و كانت رومانسية غنائية بامتياز، يختلفان في كل شيء، العنوان فقط فيه تشابه.
النسخة القديمة كانت من إخراج سانجاي ليلا بهنسالي، ونجحت كثيراً، جماهيرياً ومادياً، من حيث الإيرادات، كانت من بطولة مانيشلا كويرالا وسلمان خان.
النسخة الجديدة، كانت من إخراج وتأليف شاكري توليتي، وهو مخرج أمريكي هندي، قام بعمل نسخة هندية عن فيلم Hush الأمريكي، اقتباس قانوني وبإتفاق مع صانعي الفيلم الأمريكي، لكن للأسف الاقتباس لم يكن موفقا، حسب رأيي ومتابعتي للفيلم، والخطأ الأول، هو مدته القصيرة، ساعة ونصف فقط، عكس أغلب الأفلام الهندية التي نعرفها منذ صغرنا، وحتى الأفلام العالمية ذات الإنتاج الكبير والضخم حاليا، أصبحت تمدد ساعات الفيلم لكي تأخذ الحبكة والأحداث حقها من الإنجاز والإتقان، ولا تكون هناك ثغرات في القصة، أو نقائص واضحة ينتبه لها حتى المشاهد العادي.
بطل الفيلم الرئيسي، هو نجم سينمات الجنوب الهندي، الراقص الكبير برابهو ديفا، الذي أتقن دور القاتل المضطرب نفسياً، المصاب بانفصام في الشخصية، والمتأثر بتنشئة اجتماعية غير سوية، ومعاملة أبوية سيئة بسبب ميوله العدوانية المرضية التي ظهرت عليه منذ الصغر، مما تسبب في هجران والدته له، وقتله لوالده فيما بعد، و بقي طيف والده يلاحقه طيلة حياته، مثل الهلاوس والوساوس، التي تقوم بتسييره وتوجيهه نحو الانتقام و ارتكاب المزيد من الجرائم.
البطلة الرئيسية الثانية، هي الضحية في الفيلم، التي يلاحقها المجرم المضطرب (برابهو ديفا)، هي أيضاً ممثلة قادمة من سينمات الجنوب الهندي، اسمها Tamanna Bhatia وهي نجمة جديدة، تحاول أن تجد لها مكاناً في بوليود، وحالياً هي تتأرجح بين سينما مومباي وباقي السينمات.
الفيلم ناطق باللغة الهندية، ومصنف مع أفلام بوليود، شاركت فيه نجمة هندية أكبر من تامانا بهاتيا، هي بوميكا تشاولا، هي أيضاً منذ بدايتها، بقيت تتأرجح بين بوليود وباقي الأقاليم السينمائية الأخرى، لذلك لم تبرز كثيراً، ولم تكون قاعدة جماهيرية كبيرة، خاصةً في العالم العربي، مثل بنات جيلها، كاجول وراني موخرجي مثلاً، لأننا في الوطن العربي نتابع بوليود أكثر، وقليلون من يتابعون سينمات الأقاليم الهندية الأخرى، أو يعرفون نجومها، مع أن نوعية تلك السينمات تطورت وتحسنت كثيراً، وهناك الكثير مما يجب أن يقال حول هذا الموضوع.
دور بوميكا كانت مساحته صغيرة، تماماً مثل دور الممثل البوليوودي سانجاي سوري، حيث تم التركيز أكثر في الفيلم على البطلين الرئيسيين فقط.
والفيلم يمكن تصنيفه ضمن ما يعرف بأفلام الليلة الواحدة، لكنه يفتقد للكثير من التشويق، وعنصر المفاجأة، وانعدام التوقع من طرف المشاهد، المفروض أنه فيلم جريمة وتشويق، يلعب على أعصاب المشاهد، فيه مطاردة ليلية في قصر كبير وقديم، حيث تسكن البطلة.
تمر أحداث الفيلم بطريقة عادية، بدون حماس أو تشويق، حتى من لم يشاهد النسخة الأمريكية، كل حركات المجرم متوقعة، كما بقية الأحداث، رغم إتقان البطل لدور المجرم المضطرب، والبطلة لعبت جيداً دور الفتاة الصماء والبكماء، لكن الفيلم ينتهي، وكأنك لم تشاهد شيئاً، ليس هذا هو المتوقع من بوليود في 2019، فيلم جريمة تشويقي، غير نمطي، بدون غناء ورقص، المفروض أنه ينجز بطريقة أفضل.
بدا الفيلم كأنه نسخة عادية أو أقل من العادية، للفيلم الأصلي، ولبقية الأفلام المشابهة له، مثل هالوين والصرخة .......
الترجمة الحرفية لعنوان الفيلم، هي الصمت، حيث أن أجواءه ليلية صامتة، حيث السكون والترقب، والمطاردة الهادئة بين جدران قصر كبير يشبه المتاهة، وبطلته فاقدة للسمع والكلام، ومع ذلك لم ينجح المخرج في خلق جو يعكس العنوان، وينقل المشاهد ليعيش أجواء الترقب مع شخصيات الفيلم، خاصةً وأن الموسيقى التصويرية لم تستخدم كثيراً، ولم تستخدم كما يجب.
خاموشي Khamoshi ، هو نسخة هندية أخرى مقلدة وغير موفقة لفيلم غربي.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5319
تمت القراءة