بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
بقلم: جمال الدين بوزيان
بدأ عرض هذا الفيلم يوم 11 نوفمبر 2022، على منصة نتفليكس، لذلك كان من السهل جداً قرصنته، وعرضه على مواقع النت بسرعة.
مونيكا عزيزتي Monica, O My Darling إخراج Vasan Bala وهو نفسه من كتب الحوار رفقة الكاتب Yogesh Chandekar، وهذا الأخير هو من كتب السيناريو.
أما القصة فهي مقتبسة من رواية يابانية بعنوان Burutasu No Shinzou للكاتب Keigo Higashino.
البطولة تقاسمها كل من راج كـومار راو، هوما قريشي، وراديكا آبتي في مشاركة استثنائية.
راج كومار راو، ممثل ينجح تدريجياً وبسرعة بطيئة مقارنة مع بعض أبناء جيله، ممن برزوا في الأكشن أو في الميليودراما والرومانسية.
طبيعته الجسمانية العادية وملامحه الهندية البسيطة، جعلته يتجه نحو نوعية أدوار معينة، قد تكون مميزة جداً، لكنها لا تصنع له جماهيرية كبيرة بالسرعة التي ينالها النجوم الوسيمون أو أبطال أفلام الحركة.
هوما قريشي أيضاً، ليست من نجمات الصف الأول، رغم أنها تصنع لنفسها نجاحاً هادئاً بين السينمات الهندية والأجنبية.
في هذا الفيلم، تمثل دوراً غير معتادة عليه، وهو الفتاة اللعوب، التي تكون في متناول الجميع، حتى الاستعراض الرئيسي الذي شاركت فيه، من المعتاد في بوليود أن يتم أداءه من طرف ممثلة أكثر رشاقة وربما جمالاً، لكن لأن الفيلم يميل للواقعية، ويتحدث عن موظفة بسيطة، تتلاعب بالآخرين، ويتم التلاعب بها في نفس الوقت، لذلك كانت مناسبة للدور.
راديكا آبتي، كانت لها مساحة دور صغيرة مقارنة بزميلتها هوما قريشي، لكنه دور مؤثر، لعبت شخصية شرطية ذكية وفاسدة، في قالب ساخر وتهكمي.
الفيلم خال من المبالغات البوليوودية النمطية، والاستعراضات العشوائية بدون ضرورة درامية، بإستثناء الأغنية الرئيسية التي رقصت فيها هوما قريشي، بقية الأغاني استخدمت كخلفية موسيقة للأحداث، وهو أمر معتاد جداً في الأعمال الهندية الجديدة، خاصة التي يتم إنتاجها بالشراكة مع منصات العرض الإلكتروني.
كخلفية موسيقية أيضاً، تم استخدام بعض كلمات وموسيقى الأغنية القديمة Piya Tu Ab To Aaja من فيلم Caravan المنتج سنة 1971، وهي نفس الأغنية المعروفة بإسم Monica, O My Darling والتي تم اقتباس عنوان الفيلم الجديد منها.
مونيكا في الفيلم، هي ضحية لكثير من الأشخاص والظروف، تم استغلالها، وهي بدورها حاولت استغلال أغلب المحيطين بها، هي ضحية الطموح غير المشروع لبعض الطبقات البسيطة في الهند، أو ربما ضحية لاختصارها طريق النجاح، في مدينة لا ترحم الضعيف غير المدعوم، أو الفقير غير الموهوب.
ارتدت هوما قريشي التي لعبت دور مونيكا، في هذا الفيلم عدة فساتين وبذلات نسائية حمراء، ربما لأنها مصدر إغراء لجميع من في الفيلم، وكأنها رمز للمتعة السريعة والمؤقتة، التي قد تكون فيما بعد بمثابة عار، يخجل الجميع من اقترافه، ويحاولون تغطيته بمختلف الطرق.
الفيلم لا ينتصر للحق، وليس فيلماً حالماً، ونهايته ليست سعيدة، كوميديا بوليسية سوداء، تعرض الواقع كما هو، مع بعض البهارات السينمائية العالمية والهندية، التي لا تؤثر على واقعية أحداثه ومنطقيتها، وهي نوعية الأفلام التي يختارها في الغالب نجوم الفيلم (راج كومار، هوما، راديكا)، ولو أن راديكا هي الأكثر اختلافاً في اختياراتها وتنقلها بين مختلف سينمات الهند، وبين الأفلام القصيرة والطويلة والأعمال التلفزيونية والمسرحية.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 3974
Comments