آخر الأخبار


The Wolves Always Come at Night
مرشح استراليا لأوسكار 2026

المتحف السينمائي:
اختارت استراليا الفيلم الوثائقي الناطق بالمنغولية The Wolves Always Come at Night إخراج غابرييل برادي، كمرشح لها لأوسكار أفضل فيلم دولي 2026، وهو من بطولة دافاسورين داغفاسورين، أوتغونزايا دازيفيغ
مدة الفيلم ساعة و36 دقيقة، وتدور أحداثه في منطقة بايانهونغور النائية في منغوليا، حيث ينغمس الزوجان الرحّالان الشابان دافا وزايا في أجواء موسم ولادة الحيوانات، عندما يُحدث زلزال مفاجئ يُحطم روتين حياتهما، فيُجبران على السفر بعيداً عن موطنهما، ليواجهان ليس فقط قسوة الهجرة، بل أيضاً وطأة حياتهما الماضية.
صور الفيلم في مدينة بايانهونغور المنغولية، في سهول منغوليا القاحلة القاسية، ويبدأ بعلاقة حميمة تبدو هشة: دافا وزايا، زوجان بدويان شابان، يعتنيان بحيواناتهما خلال موسم الولادة.
إيقاعات الافتتاح هادئة، تأملية، وملموسة، تكاد تشم رائحة الأرض، وتسمع أصوات الحيوانات العاملة الخافتة، وتستشعر وطأة روتينها.
ثم، ودون سابق إنذار، يُحدث حدثٌ زلزاليٌّ تمزق هذا التوازن الهش. هذا التحول المفاجئ لا يتعلق بالمشهد بقدر ما يتعلق بتداعياته، وكيف تُزعزع صدمة طبيعية استقرار بيئتهما، بل فهمهما للوطن والبقاء والانتماء.
يتميز The Wolves Always Come at Night بنسجه بين اتساع محيطه وخصوصية قصته، حيث يمتد مشهد بايانهونغور بلا نهاية، مُقزّمًا الشخصيات، ومع ذلك غالباً ما تُركّز الكاميرا على أبسط الإيماءات: إحكام زايا قبضتها على الحبل، والإرهاق في وضعية دافا، والصمت المُشترك بينهما وهما يستعدان لترك ما يعرفانه.
تُولّد هذه الثنائية توترًاً يمتد طوال الفيلم، بين الاتساع والحميمية، والحتمية والقدرة على التأثير، فهو ليس مجرد قصة هجرة؛ إنما تأمل في النزوح كحالة جسدية وعاطفية.
ذئاب الفيلم ليست حيوانات مفترسة تُلاحق الزوجين، مع أن السهوب ليست غريبة عليهما. بل تُشعر بهما كحضور دائم: القلق والندم والذكريات التي لا تُزعزع التي تُلاحقهما أينما ذهبا دافا وزايا.
حتى وهما يتنقلان عبر أرض جديدة، يُلازمهما الماضي بثبات الظل. يُوحي الفيلم بأن ما يُطاردنا أكثر ليس مخاطر المشهد، بل تلك التي تحملها في داخلنا، تلك الأشياء التي لا يُمكن تجاوزها.
من خلال لقطات بطيئة ومتقطعة وحوارات متناثرة، يُحوّل المخرج الصمت والفضاء إلى قوتين ضاغطتين لا مُريحتين.
فيلم "The Wolves Always Come at Night" يتناول كيف تصبح الذاكرة نفسها شكلاً من أشكال السعي. تُصوّر رحلة الزوجين كمواجهة مع الماضي الذي لا يُمكن للهجرة محوه، أكثر من كونها هروباً من كارثة.
ربما يكون الحدث المُزلزل قد دفعهما إلى الحركة، لكن حساباتهما الداخلية هي التي تُشكّل الدراما الحقيقية. الفكرة الرئيسية للفيلم هي أن النزوح ليس جغرافيًا فحسب، بل نفسي، حالة من حمل التاريخ والأعباء التي تتبعنا بأمانة كذئاب السهوب.
بهذا المعنى، لا يُركّز الفيلم على الهروب بقدر ما يُركّز على السعي الحتمي وراء ما نتركه وراءنا.
بدأت أستراليا بتقديم ترشيحاتها منذ العام 2006، وهي تمتلك في رصيدها تواجد واحد ضمن القائمة المختصرة عام 2009 ووصول وحيد إلى الترشيحات النهائية عام 2016 من خلال فيلم Tanna.
أما الترشيحات الأسترالية لأوسكار أفضل فيلم دولي فجاءت على النحو التالي:
عام 2006 - Ten Canoes
عام 2007 - The Home Song Stories
عام 2009 - Samson and Delilah (ضمن القائمة المختصرة)
عام 2012 - Lore
عام 2013 - The Rocket
عام 2014 - Charlie's Country
عام 2015 - Arrows of the Thunder Dragon
عام 2016 - Tanna (ترشح للجائزة)
عام 2017 - The Space Between
عام 2018 - Jirga
عام 2019 - Buoyancy
عام 2021 - When Pomegranates Howl
عام 2022 - You Won't Be Alone
عام 2023 - Shayda
عام 2025 - The Wolves Always Come at Night
الأكثر قراءة