آخر الأخبار


Walls - Akinni Inuk
يمثل غرينلاند في أوسكار 2026

المتحف السينمائي:
اختارت غرينلاند الفيلم الوثائقي Walls - Akinni Inuk إخراج نينا بانينجواك سكايدسبيرغ وصوفي روردام، ليمثلها في حفل توزيع الأوسكار الثامن والتسعين عام 2026.
تدور أحداث الفيلم الناطق بالغرينلاندية والدانماركية، على مدار ساعة و12 دقيقة، في سجن غرينلاندي، حيث يكشف لقاء بالصدفة بين مخرجة أفلام وسجينة، عن صدمات ماضيهما المشتركة، ويصبح مفتاحاً لتحريرهما.
فيلم Walls - Akinni Inuk صور في مدينة نوك، في غرينلاند، وتبدأ أحداثه بلقاء يكاد يكون غريباً لنينا بانينجواك سكايدسبيرغ وصوفي روردام، مخرجة أفلام وسجينة غرينلاندية تلتقيان داخل سجن.
ما يتكشف ليس مجرد قصة امرأتين تربطهما الظروف، بل كشف تدريجي لجروح وصمت يعكسان بعضهما البعض بطرق مفاجئة.
بدلاً من تصوير لقائهما كدراما سجن تقليدية، تعتمد المخرجتان على حوارات هادئة، ووقفات، وإيماءات تبدو وكأنها مُعاشة وليست مكتوبة. تقرّبنا حميمية الكاميرا، ولكن ليس بطريقة مُزعجة، بل تسمح لنا باستنشاق سكون وثقل وجودهما المُشترك.
أكثر ما يدهش هو كيف يتجنب الفيلم بحرص الثنائية المُتوقعة بين "الحرية" و"الحصار".
فالمخرجة، على الرغم من امتلاكها امتيازات مهنتها الخارجية، تحمل قيودها الخفية، النابعة من حزنٍ لم يُحل وألمٍ لم يعبر عنه، بينما في الوقت نفسه، تجسد السجينة الصمود في الحبس، وهي مُفارقة تُشكّل تحديًا لكيفية تفكيرنا في العقاب والبقاء.
تحمل تفاعلاتهم رقةً نادرة في أفلام السجن، حيث غالباً ما يُريد المجتمع تعريف الناس بجرائمهم فقط، بينما يصرّ "Walls - Akinni Inuk" على رؤيتهم كبشرٍ كاملين.
قد يبدو إيقاع الفيلم بطيئاً، لكن هذا جزء من قوته الهادئة، حيث تخلق سكيدسبيرغ وروردام مساحةً تتردّد فيها تفاصيل صغيرة، نظرة، ذكرى تُروى، صمتٌ مُكبوت، بعمقٍ لافت.
ثمة تأثيرٌ عميقٌ في مشاهدة هاتين المرأتين وهما تكشفان عن طبقاتهما الواقية، فبدلاً من إضفاء طابعٍ مُثيرٍ على معاناتهما، يُتيح الفيلم للطبيعة الإنسانية الخام لتبادلهما الحديث أن تتحدث عن نفسها.
الفيلم يذكر بأن التعافي نادراً ما يكون عظيماً أو صاخباً؛ بل غالباً ما يكون هشاً، مبنياً على أحاديث هادئة في أقلّ الأماكن توقعاً.
الفيلم يقدم أقلّ تركيزًاً على قضبان السجن، وأكثر على الجدران الخفية التي تسكننا جميعاً. المخرجتان تدعواننا إلى التفكير في كيف يُمكن للصدمة والعار والصمت أن تُقيّد الناس تمامًاً كما يُقيّد الفولاذ والخرسانة.
ومع ذلك، يكشف الفيلم أيضاً كيف يُمكن للتواصل أن يُهدم تلك الجدران، وكيف يُمكن للتعاطف أن يُخلق فجواتٍ صغيرة نحو الحرية، فينتصر الفيلم الهادئ، لنصل إلى قناعة أن التحرر لا يعني دائماً الخروج من الزنزانة، بل إيجاد طريقة للعيش بشكل أكثر اكتمالاً مع الذات ومع الآخرين.
يعتبر Walls - Akinni Inuk هو ثالث دخول لغريلاند إلى السباق الأوسكاري، بعد مشاركتين سابقتين عامي 2010 و 2012 دون أي إنجاز يذكر سواء على مستوى القائمة القصيرة أو على مستوى الترشيحات.
وقد جاءت الترشيحات السابقة على النحو التالي:
عام 2010 - Nuummioq
عام 2012 - Inuk
عام 2025 - Walls - Akinni Inuk
الأكثر قراءة