Kidnapping Inc.

المتحف السينمائي:

اختارت هايتي الفيلم الناطق بالفرنسية والهايتية Kidnapping Inc. للمخرج برونو مورال، ليمثلها في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 98 عن فئة أفضل فيلم دولي.

مدة الفيلم 107 دقائق وهو من بطولة رولابتون ميركور، جاسموئيل أندري، آشلي لاراك، جيسيكا جينيوس، باتريك جوزيف، وتم تصويره في بورت أو برنس _ هايتي.

يقدم الفيلم رؤية جديدة لكوميديا الجريمة، مع الغوص في المشهد السياسي والاجتماعي في هايتي. 

تدور أحداث الفيلم في شوارع بورت أو برنس الصاخبة والفوضوية، ويجسد مغامرات خاطفين محبوبين لكنهما غير كفؤين، دوك وزوي، اللذين تتحول محاولتهما لتنفيذ عملية اختطاف تبدو بسيطة إلى فضيحة سياسية واسعة النطاق. 

بطاقم تمثيل نابض بالحياة ومشاهد حركة سريعة الوتيرة، يقدم فيلم "Kidnapping Inc." مزيجاً فريداً من الفكاهة والنقد الاجتماعي والإثارة.

تكمن إحدى أبرز نقاط قوة الفيلم في قدرته على مزج الكوميديا الخفيفة مع ملاحظات حادة ومناسبة لحالة النظام السياسي في هايتي والتفاوتات الاقتصادية. 

يتميز مورال بذكاء أسلوبه الساخر، وبينما لا يفقد الفيلم حسه المرح أبداً، فإنه ينتقد ببراعة الواقع الذي يواجهه العديد من الهايتيين. 

من خلال مغامرات زوي ودوك، يتناول الفيلم مشاكل البلاد المتعلقة بالفساد والانقسامات الطبقية وضغوط انعدام الأمن المالي، مقدماً هذه المواضيع بطريقة تبدو أصيلة للتجربة المحلية دون مبالغة. 

يُعدّ الأداء الفنيّ من أبرز نقاط الفيلم، لا سيما أداء البطلين، رولافتون ميركور بدور زوي شديد التوتر، وجاسمويل أندري بدور الطبيب الهادئ، فانسجامهما الساحر، والمزاح المرح بينهما يُضفي لمسةً فكاهيةً مميزةً على الفيلم. 

كما يُضيف الممثلون المساعدون، مثل جيسيكا جينيوس، التي تجسد دور امرأة حامل عنيدة تُجبر على الانخراط في مخططهما، وباتريك جوزيف بدور زوجها المرعوب، عمقاً للفيلم. 

ويُضفي التزام الممثلين بأدوارهم دفئاً وقرباً من الشخصيات، مما يجعل لحظات الفيلم الأكثر غرابةً أكثر متعةً.

في صميم النقد الاجتماعي للفيلم، تكمن قضية عدم المساواة الطبقية، التي لطالما كانت مصدر خلاف في هايتي. فالغالبية العظمى من السكان من السود ويعيشون في فقر، بينما تسيطر نخبة صغيرة مختلطة الأعراق على معظم ثروات البلاد وسلطتها. هذا الانقسام محوري في فيلم "Kidnapping Inc."، إذ تدور أحداثه حول اختطاف ابن مرشح رئاسي ثري، بنيامين بيرالت. 

زوي ودوك يمثلان العديد من الهايتيين الذين يكافحون من أجل لقمة العيش، وأفعالهما _وإن كانت كوميدية_ إلا أنها تعكس يأس أولئك الذين تخلفوا عن الركب بسبب نظام فشل في توفير فرص الترقي الاجتماعي. 

الفدية التي يطلبونها ترمز إلى فجوة الثروة الصارخة التي لا تزال تُعرف بها المجتمع الهايتي.

في جوهره، يبدو الفيلم أكثر من مجرد فيلم جريمة؛ إنه فيلم نابض بالحياة ومسلٍّ يُضفي منظوراً جديداً على هذا النوع السينمائي، ومن خلال مزج الكوميديا والأكشن والنقد الاجتماعي، صنع برونو مورال فيلماً مُحفزاً للتفكير ومسلياً في آن واحد. 

إنه أول عمل جريء يُشير إلى ظهور مخرج ذي صوت مميز، ويُذكرنا بثراء الثقافة الهايتية والإمكانات غير المستغلة لصناعة السينما. 

فيلم "Kidnapping Inc." عملٌ بارز يستحق الاهتمام، ومن خلال طاقته النابضة بالحياة والفوضوية، يقدم الفيلم نقداً فريداً وعميقاً على حالة هايتي اليوم.

دخلت هايتي بنفس الفيلم في العام الماضي ولكن لم يتم إدراجه ضمن القوائم الأولية للجائزة، لتعيدالدخول بنفس الفيلم هذا العام في دخولها الرابع للمسابقة، حيث كانت الإدخالات السابقة على النحو التالي: 

عام 2017 - Ayiti Mon Amour
عام 2021 - Freda
عام 2024 - Kidnapping Inc.( لم يتأهل للقائمة الأولية)
عام 2025 - Kidnapping Inc.

كامل الترشيحات الدولية لأوسكار 2026