My Armenian Phantoms

المتحف السينمائي:

اختارت أرمينيا الفيلم الوثائقي My Armenian Phantoms للمخرجة تمارا ستيبانيان، ليمثل أرمينيا في حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والتسعين عن فئة أفضل فيلم روائي.

الفيلم صور في العاصمة الأرمينية يريفان، ومدته ساعة و15 دقيقة، وهو ناطق باللغتين الأرمينية، والروسية، ويقدم رسالة مؤثرة  كتبتها تمارا لوالدها بعد وفاته، وهو الممثل السينمائي السابق في أرمينيا السوفيتية، ليتبع ذلك رحلة ساحرة، حالمة، عبر عوالم السينما والذاكرة الأرمنية.

في طفولتها، التقت تمارا بوالدها لأول مرة على شاشة التلفزيون، قبل أن تشق طريقها كمخرجة أفلام بوقت طويل، فقدمت من خلال My Armenian Phantoms رسالة همس بها الزمن، كُتبت إلى أب لم يعد قادراً على الرد. 

والدها، الذي كان ممثلاً سينمائياً في أرمينيا السوفيتية، لا يظهر فقط كحضور في ذاكرتها، بل كشخصية شكّلت أولى تجاربها مع السينما، فلا تقترب منه ستيبانيان بالحنين إلى الماضي فحسب؛ بل تنسج شظايا من تاريخ السينما الأرمنية، وذكرياتها الشخصية، وفعل صناعة الفيلم نفسه. والنتيجة حميمية وواسعة النطاق، بالرغم من أنها خاصة  إلا أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بذاكرة ثقافية جماعية.

يتحرك الفيلم بإيقاع شخص يتتبع خطوات قديمة في مشهد مألوف ولكنه متغير. لا يوجد تسرع، ولا خطية سردية مُجبرة. بل تجعل ستيبانيان رحلتها تتخذ شكل انجراف، يكاد يكون مشياً في النوم، عبر ماضي أرمينيا السينمائي. 

يرشدنا صوتها ومنظورها بلطف وحنان من يجمع أجزاء ليس مجرد قصة، بل سلسلة نسب، لتبدو مشاهدته أشبه بدعوة إلى حلمها، حلم لا ينفصل فيه والدها والأفلام التي عاشها عن مسيرتها كفنانة، أكثر من تلقيها معلومات.

إن ما يجعل فيلم "My Armenian Phantoms" ملفتاً للنظر هو توازنه بين الهشاشة الشخصية والتأمل الثقافي، فلا تدع ستيبانيان رسالتها إلى والدها تصبح شخصية بحتة، ومن خلال وضعها ضمن القصة الأوسع للسينما الأرمنية، تربط حزنها وشوقها بتاريخ ينتمي للكثيرين. 

يُذكرنا الفيلم كيف يُمكن للسينما نفسها أن تكون أرشيفاً للذاكرة الجماعية والتعلق الشخصي العميق، ملتقىً يلتقي فيه الأحياء والأموات.

يتناول الفيلم الإرث، ليس فقط من الدماء، بل من الصور والقصص وثقل التاريخ الذي يحمله. 

تُظهر ستيبانيان أن الذاكرة ليست جامدة؛ إنها شيء نُعيد تشكيله كلما استعدناه، هشّ ومُراوغ كالشبح. 

في كتابتها لوالدها، تُخاطب ستيبانيان السينما الأرمنية نفسها، مُقرّةً بجمالها وأشباحها، ليُخلّف "My Armenian Phantoms" فينا إدراكاً هادئاً بأن الفيلم يُمكن أن يكون أكثر من مجرد شكل فني، بل يُمكن أن يكون جسراً بين الماضي والحاضر، بين الأحياء ومن نحملهم في دواخلنا.

وصلت أرمينيا إلى القائمة المختصرة لأول مرة عام 2024 بفيلم Amerikatsi للمخرج مايكل أ. جورجيان، ويسجل My Armenian Phantoms دخول أرمينيا الخامس عشر لجوائز الأوسكار، وقد استبعدت مرتين، في عامي 1991 و2016، لعدم استيفائها لمعايير التقديم.

ترشيحات أرمينيا الكاملة لأوسكار أفضل فيلم دولي:

عام 1991 - The Voice in the Wilderness( استبعد عن المسابقة)
عام 2001 - Symphony of Silence
عام 2003 - Vodka Lemon
عام 2009 - Autumn of the Magician
عام 2012 - If Only Everyone
عام 2016 - Earthquake (استبعد عن المسابقة)
عام 2017 - Yeva
عام 2018 - Spitak
عام 2019 - Lengthy Night
عام 2020 - Songs of Solomon
عام 2021 - Should the Wind Drop
عام 2022 - Aurora's Sunrise
عام 2023 - Amerikatsi (ضمن القائمة المختصرة)
عام 2024 - Yasha and Leonid Brezhnev

عام 2025 - My Armenian Phantoms

كامل الترشيحات الدولية لأوسكار 2026