جوائز فيلم فير Filmfare Awards 2024 للسينما الجنوبية الهندية
بقلم: جمال الدين بوزيان
قبل صدور فيلم Chhapaak و قبل عرضه الأول، كان الترويج له مشوقاً جداً، مع وجود النجمة ديبيكا باديكون في دور البطولة ومع الصور واللقطات المرافقة للعرض الترويجي، حيث يفهم المشاهد مباشرة منه أن الفيلم عن فتاة مشوهة الوجه، فكان التشويق في ذروته، ورأينا ديبيكا باديكون في لقاء وصور مع الضحية الحقيقية التي يحكي الفيلم قصتها، تساءلت وتساءل الكثيرون معي: كيف سيكون دور الحسناء ديبيكا باديكون في دور فتاة مشوهة بالحمض.
عند صدور الفيلم، حقق إيرادات معتبرة لكنها ليست بالكبيرة جداً مقارنة بالأفلام المنافسة له في تلك الفترة.
فيلم Chhapak المنتج سنة 2020، هو فيلم هادىء، قصته مقتبسة عن أحداث حقيقية لفتاة هندية تعرضت لهجوم برمي حمض الأسيد على وجهها، وهي جريمة شائعة ومتكررة الحدوث في الهند.
القصة جميلة وتسير أحداثها بهدوء بعيداً عن الصخب وعن الغرق في السوداوية، ربما هكذا أرادت المخرجة Meghna Gulzar أن يكون فيلمها، ربما لو تم إسناد الفيلم للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي أو كاران جوهر أو فرح خان، كنا سوف نرى الفيلم بطريقة مغايرة، حيث أنه لكل مخرج رؤية وفكرة وتصور للعمل.
شاءت المخرجة Meghna Gulzar التي كتبت القصة بمشاركة المؤلفة عتيقة شوهان أن يكون فيلمهما هادئاً محتشماً في الإبهار، يطرح القضية بهدوء ويسلط الضوء على واحدة من أخطر المشاكل التي تهدد المرأة الهندية في المجتمع، وهي الهجوم المفاجىء والمتكرر برمي الحمض على وجه الفتيات، خاصة بنات الطبقة الفقيرة والعائلات البسيطة والأحياء الشعبية.
يتعرض الفيلم لمشاكل الضحايا مع العلاج ومع المحاكم، ويطرح مشكل الثغرات القانونية والنقائص الحقوقية الموجودة في القانون الهندي في مثل هذه القضايا، كما نرى كفاح الضحية بطلة الفيلم وجمعيات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيون من أجل إحداث بعض التغيير لفائدة ضحايا جرائم حمض الأسيد.
اختيار ديبيكا باديكون لدور البطولة كان موفقاً جداً، فهي ممثلة موهوبة ولا تحتاج لجمالها وجسدها للنجاح في أي دور، في الفيلم كانت تتحدث بعينيها، كثير من اللقطات التي كان فيها التعبير بالعيون كانت ديبيكا مميزة جداً وموفقة، فالوجه المشوه المشدود بسبب الحروق لا تظهر عليه كثيرا ملامح الانفعالات والمشاعر إلا من خلال العيون في الغالب.
بقية الممثلات اللواتي أسندت لهن أدوار الضحايا كن أيضاً موفقات في تمثيلهن، وكان الماكياج ومؤثراته على وجوههن متقنا جدا تماما مثل ماكياج بطلة الفيلم، حيث تبدو وجوههن مثل الوجوه المشوهة في الواقع، وهو تطور كبير وصلت إليه بوليود في هذا الجانب على مدى سنواتها الطويلة في صناعة الأفلام.
بالفيلم، أغاني قصيرة استخدمت كخلفية للأحداث وتم دمجها مع الموسيقى التصويرية، ولا توجد أغاني و ستعراضات بالطريقة الكلاسيكية المعتادة في الأفلام الهندية، وهو اختيار موفق حتى يتماشى مع قصة الفيلم والقضية المطروحة، وهي قضية كبيرة جداً وخطيرة، أكبر من فيلم ديبيكا التي شاركت في إنتاجه مع شركة فوكس، وبمشاركة شركات أخرى.
جرائم رمي الحمض على وجوه النساء في الهند لا تزال مستمرة، رغم تعديل بعض القوانين في هذا الجانب وتشديد العقوبات، وهو ما تم عرضه في الفيلم، و Chhapaak هو خطوة فعالة تحسب لصناعه في طريق الطرح الإيجابي والمفيد للقضية وسط مجتمع كبير ومتناقض مثل المجتمع الهندي.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5004
Comentarios