بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
بقلم: جمال الدين بوزيان
هي واحدة من أهم ثوابت صناعة الأفلام الهندية في مومباي، قدسية الزوجة و الأم، ومكانتها الكبيرة في كل قصص الأفلام الهندية على مدى أكثر من مائة سنة من عمر السينما في الهند.
قدسية العلاقة الزوجية والأم والوطن والدين، هي من الثوابت الراسخة في السينما الهندية، والتي لا تكسر إلا نادراً، وإن حدث وحصل ذلك، سوف يكون مصير الفيلم الفشل أو يكون الفيلم نفسه سبباً في انتقادات الصحافة، أو حتى احتجاجات وأعمال شغب لو تعلق الأمر بثوابت دينية.
هي تابوهات لا يجب تغيير صورتها النمطية إلا من طرف مخرج جرىء ومنتج مغامر.
ثوابت بوليود تحدثت عنها في مقال سابق، لكني هنا، سوف أتعرض لبعض الأفلام الهندية التي كرست مفهوم قدسية الزوجة والأم ورفضت صورة الزوجة الخائنة.
لا يمكن حصر جميع الأفلام التي طرحت هذه القضية في مقال واحد، فالهند بكل سينماتها المختلفة (بوليود وسينمات الجنوب الأخرى) تنتج سنوياً حسب ما يقال ما يقارب أو يزيد عن ألف فيلم، وهي سينما عمرها يفوق المائة سنة، منذ ظهور السينما الصامتة لغاية يومنا هذا.
لذلك، سوف أتعرض هنا لبعض الأفلام البوليودية المعروفة والتي تم إنتاجها في فترات متقاربة حول نفس القضية.
- فيلم Fareb :
تم إنتاجه سنة 2005، غير معروف كثيراً مثل الأفلام التي نجحت في تلك الفترة، من إخراج Deepak Tijori و بطولة الأختين شيلبا شيتي وشاميتا شيتي، و Manoj Bajpai، شيلبا تلعب دور الزوجة الوفية التي تقتل الزوجة الخائنة (شاميتا)، وفي النهاية تنجو البطلة بفعلتها وتستمر في الحياة بصفة عادية، رغم قتلها لعشيقة زوجها، وهي نتيجة واضحة وتحصيل حاصل لنظرة بوليود النمطية المقدسة للعلاقة الزوجية و للزوجة خاصة.
تم إسناد دور الزوجة الخائنة للممثلة شاميتا شيتي لأنها و للأسف منذ بدايتها تم حصرها في دور الفتاة الدلوعة أو المرأة اللعوب، التي تلبس لباساً متحرراً وتحاول إغراء الجميع، وهو أمر قضى على مشوارها الفني، وجعلها أقل حظاً من أختها الكبرى شيلبا التي كانت من نجوم الصف الأول في بوليود لسنوات.
- فيلم Bewafaa :
المنتج سنة 2005 أيضاً، كان لافتاً لنظر جمهور بوليود أكثر من سابقه، من إخراج Dharmesh Darshan الذي شارك في كتابة القصة، ومن إنتاج المنتج المعروف بوني كابور، أخ بطل الفيلم أنيل كابور، وشاركته البطولة ملكة جمال الكون لسنة 1994 سوشميتا سن وأكشاي كومار، وكارينا كابور التي كانت في بداياتها، لكنها أتقنت دور الخالة التي تصبح زوجة الأب، بعد زواجها من أرمل أختها المتوفاة.
في الفيلم، كارينا كانت حبيبة أكشاي، لكن وفاة أختها (سوشميتا) بعد إنجابها لبنتين توأمين، جعلها تجبر على الارتباط بزوج أختها لتربية البنتين.
يغيب حبيبها بعد هذا الزواج، لكنه يعود بعد سنوات مصراً على استعادة حبه المسروق منه، لكنها (كارينا) تقول له عبارة هي ملخص الفيلم، وهي خلاصة رأي صناع السينما في الهند اتجاه الخيانة الزوجية: "المرأة ممكن تكون خائنة، لكن الأم لا يمكن أبداً أن تخون".
و هي نفس الخلاصة التي تنتهي بها إحدى قصص فيلم Life in a... Metro .
وهو فيلم يشبه الأنطولوجيا، حيث يجمع عديد القصص في فيلم واحد، أبطاله شخصيات منفصلة ومتصلة مع بعضها في نفس الوقت، بطريقة مباشرة وغير مباشرة أحياناً، من بين تلك القصص، قصة بطلتها شيلبا شيتي الزوجة والأم البائسة التي تعاني من إهمال زوجها ( الممثل Kay Kay Menon) وخيانته لها مع عشيقته (الممثلة كانغانا راينوت)، فتتعرف شيلبا بالصدفة على رجل (الممثل Shiney Ahuja) تجد عنده الحب المفقود في حياتها، وتقرر الهروب معه وترك منزلها وزوجها، لكنها تتراجع في الأخير، كموقف صريح وواضح يرفض أن تكون الأم و الزوجة خائنة.
الفيلم تم إنتاجه سنة 2007، من إخراج السينمائي المعروف: Anurag Basu و هو نفسه الذي كتب القصة والسيناريو.
- فيلم Jurm :
هو فيلم جريمة وإثارة وغموض، حبكته تعتمد على مفاجأة المشاهد بما هو غير متوقع، تم إنتاجه سنة 2005، من إخراج: Vikram Bhatt ، الفيلم نجح قليلاً جماهيرياً ولفت الانتباه لبطلته لارا دوتا التي كانت في بداياتها، بعد انتخابها كملكة جمال الكون سنة 2000، و هي التي لعبت دور الزوجة الخائنة لزوجها الطيب (الممثل بوبي ديول)، والتي تكون نهايتها سيئة جداً، السجن بتهمة قتل لم ترتكبها.
لا تزال بوليود في مجمل أفلامها محافظة على هذه النظرة للخيانة الزوجية، رغم جرأة القليل من السينمائيين على خوض تجارب مختلفة، لعل أشهرها عند الجمهور هي ما فعله كاران جوهر سنة 2006 في فيلمه الشهير Kabhi Alvida Naa Kehna الذي قدم فيه الخيانة الزوجية بطريقة مختلفة تماما، محاولاً إيجاد المبررات الواقعية الإجتماعية والنفسية لما فعله أبطال الفيلم، وهو ما جعله عرضة للكثير من الانتقادات من الجمهور و الصحافة الفنية في الهند، ومع ذلك نجح الفيلم، ويعتبر بصمة واضحة في تاريخ بوليود.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5178
Comentarios