بغياب 10 دول قدمت ترشيحاتها العام الماضي، إدراج 85 فيلماً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي.
من أنجح أفلام الأكشن الهندية في الألفية الجديدة، ثلاثية دووم، نجحت بأجزائها الثلاثة في بوليود، و تخطى نجاحها القارة الآسيوية، ليصل تقريبا لكل العالم، خاصة الجزء الثالث، الذي وصل للبوكس أوفيس الأمريكي و صالات العرض الأمريكية، و نافس خلال عرضه أكبر الأفلام الأمريكية، و تصدر قائمة العشرة أفلام الأولى لبعض الأسابيع.
الجزء الأول منه كان سنة 2004، من إخراج: Sanjay Gadhvi، و الإنتاج للسينمائي الهندي المعروف أديتيا شوبرا، الذي كتب قصة الفيلم رفقة السينمائي Vijay Krishna Acharya، و كانت البطولة فيه لأبهيشك باتشان في دور الشرطي المحقق، وعدي شوبرا أخ المنتج، في دور مساعد المحقق، و هما الشخصيتان الحاضرتان في كل أجزاء الثلاثية الشهيرة.
شارك في بطولة الجزء الأول: جون ابراهام في دور المجرم، و إيشا ديول في دور المجرمة التي يغيرها الحب، و هي شخصية تتكرر في الجزء الثاني تقريبا لكن مع ممثلة أخرى (أيشواريا راي) تلعب الدور بإسم آخر و شخصية مختلفة، لكن يغيرها الحب هي أيضا.
من الأبطال المساعدين، الممثلة ريمي سن، التي لم يكن دورها محركا للأحداث أو ذو تأثير، لكن ظهورها المتحرر في استعراض وأغنية Shikdum، كان مميزا و لافتا، حيث كانت بوليود في تلك الفترة تدخل تجارب جديدة مع التعري غير المعتاد، و سلسلة أفلام أخرى سارت في طريق الإغراء، سواء من حيث المضمون كلية، أو على الأقل خلال تصوير الاستعراضات، و هي الفترة التي أصبح فيها مسموحا بالقبلة الفرنسية في بوليود، و مشاهد الفراش الساخنة، و ظهور البيكيني بكثرة في الأفلام، حتى دون ضرورة درامية لذلك.
اختيار جون ابراهام في دور المجرم في الجزء الأول كان موفقا، و كانت مشاهد الأكشن في الفيلم جيدة و احترافية، و هو ما يميز كل أجزاء الفيلم.
كما أن الأغاني عنصر مهم جدا في نجاح هذا الفيلم و الترويج له، مثل الكثير من الأفلام الهندية، و هو تقليد معروف جدا في بوليود، حيث يتم نشر الأغاني صوتيا في الشرائط والأقراص واليوتيوب و السوشيل ميديا، قبل صدور الفيلم، كسياسة ترويجية للفيلم، تزيد من حماس الجمهور للذهاب لدور العرض و متابعة الفيلم.
أغاني الجزء الأول مميزة جدا، تماما مثل أغاني كل أجزاء الثلاثية، تم اختيارها بعناية، و تم تصميم الاستعراضات بطريقة مبهرة و تصويرها بطريقة احترافية، وهو الأمر الذي أصبحت تبرع فيه بوليود كثيرا، وأصبحت بمثابة المدرسة في هذا المجال، التي يتعلم منها بقية السينمائيين في العالم، طريقة تصوير الاستعراضات بكل أنواعها، التقليدية والعصرية، في البلاتوهات الضخمة الواسعة، أو في الشوراع الضيقة.
الجزء الثاني تم إنتاجه سنة 2006، عامين بعد الأول، و كان ناجحا مثل الأول، تم فيه الحفاظ على دور المحقق و مساعده لنفس البطلين، مع إضافة هيريتيك روشن و أيشواريا في دور المجرمين، و بيباشا باسو في دور مساعد و مزدوج، حيث تلعب في الأول دور شرطية يتم قتلها، و بعد ذلك تظهر في دور أختها التوأم.
وطبعاً، لما تكون بيباشا حاضرة في أي فيلم، تتم الاستفادة من صورتها كنجمة إغراء معروفة في الهند، مع أن أيشواريا في هذا الفيلم ظهرت في مشاهد أقرب للأفلام اللاتينية منها للأفلام الهندية، خاصة وأن كثير من المشاهد الخارجية للفيلم تم تصويرها في البرازيل.
استعراضات الفيلم كانت أقوى من استعراضات الجزء الأول، بحكم وجود هيريتيك روشان، المصنف مع أحسن الراقصين في العالم، كما أن أيشواريا راي تم تدريبها جيدا على الرقص العصري واللاتيني في هذا الفيلم، وقامت بإنقاص وزنها كثيرا ليناسب شخصيتها في الفيلم، التي تتطلب لياقة بدنية عالية في التحرك و الأكشن و الهروب و كل ما يتطلبه الدور.
مخرج الجزء الثاني هو نفسه مخرج الأول، وكذلك المنتج، الذي كتب القصة مع نفس الكاتب السابق.
أما في الجزء الثالث، فقد تغير المخرج، حيث لم يكتفي Vijay Krishna Acharya بالمشاركة في كتابة القصة مع المنتج فقط، بل هو من أخرج الجزء الثالث، ليضع لمسته المميزة و يصل به لكل دول العالم.
تم فيه طبعا الحفاظ على دور المحقق و مساعده، لأبهيشيك باتشان و عدي شوبرا، مع ممثلة مساعدة أسترالية هي Tabrett Bethell.
بينما لعب دور المجرم في هذا الجزء أحد أكبر خانات بوليود، و أكثرهم تميزا، عامر خان، حيث لعب دوراً مزدوجاً_ دور توأم_ أحدهما ذكي وماكر، والآخر طيب وعنده ما يشبه التأخر الذهني.
أبدع عامر في تمثيل الدورين وكان مقنعا في الانتقال من شخصية لأخرى، إلى جانب الممثلة كاترينا كييف التي تم تدريبها جيدا هي أيضا على الرقص الغربي والعمل على تحسين لياقتها البدنية جيدا، لأنه بالفيلم استعراضات تشبه حركات السيرك والجمباز، وتم أحيانا اللجوء لاستعمال الخدع السينمائية في بعض الحركات والاستعراضات نظرا لصعوبتها، ومع ذلك كانت كاترينا ممتازة جدا في رقصها، وكأنها أخذت الشعلة من كاريسما كابور المصنفة سابقا كأحسن ممثلة هندية تتقن الرقص الغربي.
حالياً، الريادة في هذا المجال هي لـلممثلة شرادها كابور، و الراقصة المغربية نورة فتحي.
في الجزء الثالث سيكون الممثل المخضرم، جاكي شروف، ضيف شرف الذي يلعب دوراً مؤثراً جداً في الأحداث رغم مساحته الصغيرة.
تبقى ثلاثية دووم ليومنا هذا، أنجح أكشن هندي تمت صناعته بطريقة احترافية، بعيدا عن الصورة النمطية للأكشن الهندي التي بقيت عالقة في ذهن الكثير من المتابعين للسينما، لكنه أكشن مطعم بالكثير من التوابل الهندية (الرومانسية، الأغاني والاستعراضات).
بقلم: جمال الدين بوزيان
المقال نشر بموقع مجلة أجيال في 02 ديسمبر 2021
تمّت القراءة