فيلم " ليلة جمعة واحدة "ليلة القصاص

بقلم: جمال الدين بوزيان
في عمر الـ 52، تعود النجمة الهندية رافينا توندون لبوليوود، لتعلب دور البطولة في فيلم سينمائي بدأ عرضه مباشرة عبر منصة جيو سينما، بتاريخ 28 يوليو 2023، مثل أغلب الممثلات من جيلها، اللواتي وجدن في الأفلام المعروضة إلكترونياً مباشرةً، ملاذاً مضموناً، هروباً من الفشل في سباق شباك التذاكر، وضماناً لتوفر فرص اختيار أدوار بطولة وقصص تناسب سنهن.
لدى رافينا مسلسل ويب تم عرضه سنة 2021، عنوانه: أرياناك، وعودتها السينمائية كانت العام الماضي مع الجزء الثاني من الفيلم الشهير K.G.F من إقليم الكانادا، أما في بوليوود، وكبطلة، كانت آخر مشاركاتها سنة 2017، وفي 2019 لها ظهور شرفي في فيلم واحد.
يشارك رافينا بطولة فيلم One Friday Night الممثل وعارض الأزياء ميليند سومان، صاحب الأدوار الثانوية والمساعدة، أعماله السينمائية والتلفزيونية، متنوعة، ما بين بوليوود، والماراتهي، والجنوب، وأوروبا، والممثلة الصاعدة فيدهي شيتاليا، ممثلة معروفة بالدراما التلفزيونية الهندية المحلية، لديها بعض الأعمال السينمائية، آخرها Congratulations.
الفيلم من إخراج مانيش غوبتا، الذي شارك في كتابة الحوار والسيناريو، رفقة كتاب آخرين، أما الإنتاج فهو لشركتي Click on RM و Jio Studios.
فيلم "ليلة جمعة واحدة" هو استمرار لنوعية الأفلام التي تخصص فيها المخرج مانيش غوبتا منذ بدايته، فبينما كان فيلمه الأول رعب وخيال، نجد بقية أفلامه كلها تشترك في عناصر الجريمة، التحقيقات البوليسية، التشويق والغموض، وبإستثاء فيلمه الأول الذي ضم عدداً من نجوم الصف الأول البارزين في بوليوود، أفلامه الأخرى لجأ فيها لممثلي الأدوار المساعدة والصف الثاني.
الفيلم يصنف ضمن ما يعرف بأعمال "الليلة الواحدة"، حيث تدور كل أحداثه خلال ليلة واحدة، وتنتهي مع طلوع صباح اليوم التالي، تلعب فيه رافينا دور زوجة تكتشف خيانة زوجها، وكانت موفقة جداً في لعب دورها المركب، الذي يبرز قدرتها على الانتقال من حالة لأخرى، ومن مستوى شخصية لآخر، حيث أنها في الفيلم ضحية وجلاد في نفس الوقت، وكذلك البطلة الثانية للفيلم، فيدهي شيتاليا، بدأت الفيلم بشخصية الخائنة، وانتهى الفيلم وهي في وضع الضحية، ونفس الأمر بالنسبة للممثل ميليند سومان، زوج خائن، يعيش حياته كما يشاء، ينقلب في ثوان قليلة لجريح عاجز عن الحركة، ليحتار المشاهد أمام الموقف المعقد والمتناقض الذي يجمع أبطال الفيلم الثلاثة، من فيهم الطيب ومن هو الشرير؟
بالفيلم عدد قليل جداً من الممثلين الثانويين والكومبارس، محور الفيلم على مدى ساعة ونصف هو الزوجة وزوجها الخائن وعشيقته.
مع الفيلم، تعود بوليوود لطرح إشكالية الخيانة الزوجة ومعالجتها بالنظرة النمطية المعتادة في السينما الهندية غالباً، التي تقدس رابطة الزواج، وتجرم الخيانة، وتقطع أي سبيل لتبريرها.
المتداول حالياً، وباستمرار في الأعمال الهندية السينمائية والتلفزيونية، التي تكون فيها المنصات الإلكترونية الغربية شريكاً في الإنتاج أو العرض، أن قضايا الهوية الجنسية والمثلية والجندرية، والخيانة الزوجية، والمشاهد الحميمية الصريحة، يتم عرضها وتناولها بطريقة مغايرة تماماً لما كانت عليه بوليوود وسينمات الهند سابقاً، لكن فيلم "ليلة جمعة واحدة" إنتاج محلي (كل إنتاجات الهند محلية)، وعرضه كان على منصة إلكترونية هندية، لذلك من الأول، القصة لم تتضمن توابل نتفليكس وديزني، وسارت على خط بوليوود القديم.
وهذه من ميزات صناعة السينما الهندية عموماً، الاستقلالية في الإنتاج والعرض، وحتى قبل ظهور منصات العرض الإلكتروني، صالات السينما في الهند كانت بعيدة عن سباق البوكس أوفيس العالمي، لأن جمهورها المحلي له خصوصية مختلفة عن جهمهور السينما في بقية دول العالم المفتونة بهوليوود، لذلك الأفلام الغربية لا تستطيع منافسة الأفلام الهندية في عقر دارها، لأن المتلقي الهندي مفتون أكثر بنجومه الهنود، وكذلك شركات الإنتاج الهندية، نادراً ما تلجأ للإنتاج المشترك، وتدخل في سياسة فرض الأجندات الأجنبية، لأن صناعة السينما في الهند أصلاً لها أجنداتها المحلية الخاصة بها ولها ثوابتها، مثل الهندوسية، الصراع الهندي الباكستاني ...إلخ.
المقال نشر بجريدة الدستور العراقية/ العدد: 5651
Comments