"ورشة المسلسلات"

المتحف السينمائي:

اختتمت اليوم فعاليات نسخة 2025 "لأيام القاهرة لصناعة السينما"، المنصة الصناعية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 46، مع نهاية عشر ورش عمل متخصصة تغطي مجموعة واسعة من المجالات السينمائية.

تهدف هذه الورش إلى تعزيز المهارات الإبداعية والمهنية لصناع السينما والدراما، وتتنوع موضوعاتها لتشمل: أفلام النوع، وبناء قدرات صناع الأفلام، وتطوير المسلسلات القصيرة، والارتجال في التمثيل، والخيال في المونتاج، وبرمجة المساحات السينمائية، ويوم القاهرة للصناعة للشباب، وإخراج المشاهد ذات العبء العاطفي، والترميم الرقمي، بالإضافة إلى ورشة "ما وراء الكادر: السرد التفاعلي (XR)" التي تقام لأول مرة في مصر لتسليط الضوء على أساليب السرد الجديدة التي تمزج بين الفن والتقنية.

وقد شهدت الورش إقبالاً كبيراً، حيث تلقى المهرجان أكثر من 900 طلب التحاق، تم اختيار نحو 330 مشاركاً من صناع الأفلام المصريين والعرب من السودان وتونس والأردن والمغرب. ويعد هذا العدد هو الأكبر للمشاركين في تاريخ ورش المهرجان، مما يعكس الثقة المتزايدة في دور مهرجان القاهرة كمنصة رائدة لتبادل الخبرات وتنمية المهارات السينمائية في المنطقة.

منصة"Film Museum" ترصد في هذا التقرير الخاص آراء أبرز كُتاب الدراما المشاركين في ورشة "مختبر المسلسلات" مع السيناريست محمود عزت؛ إذ تم اختيارهم مع الـ6 مشروعات المشاركين بالتطوير بالمهرجان في التصفية النهائية من وسط 120 عملاً درامياً،  من قلب فعاليات المهرجان الدولي المنعقد فعالياته ما بين 12 وحتى 21 نوفمبر الجاري.

الكاتب والسيناريست ميشيل وهيب

"ساعات الأحلام ممكن تتأخر… وتتحقق بعد ما يمر وقتًا لا بأس به من العمر... لكن المهم إننا نفضل نحلم حتى نرى تحقيق الأحلام".. هكذا يعبر ميشيل وهيب، الشاعر والسيناريست وأحد مؤسسي فريق الترانيم الشهير Elmes Edena Band، عن لحظة استقباله الخطاب الرسمي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي يخبرهم بقبول مشاركة مشروعهم الدرامي من بين منافسة قوية لكُتاب الدراما المحترفين.

ويقول: "فخور جداً إن أول تجربة لي في التقديم لمهرجان تحظى بالموافقة وأيضاً بعمل يتم اختياره من مهرجان عربي كبير عريق، سعيد إن أول مسلسل أقدمه يحصل على منحة تطوير المسلسلات في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خطوة بسيطة في الطريق، لكنها بالنسبة لي خطوة مهمة جداً".

يتابع واصفاً تجربته الأولى مع السطور المقروءة: "الكتابة كانت جزءاً مني طوال عمري. بدأت بكتابة الترانيم والحكايات التي لُحنت واتسمعت من الآلاف على مدار 19 سنة، لكن رسخت بداخلي رغبة إنني أحكي أكثر، أقول عن حكايات لم يسردها أحد… إلى اللحظة التي قررت أدرس بها السيناريو على أيدي أساتذة معهد السينما بالعاصمة المصرية القاهرة، ومن هذه اللحظة أبدأ مرحلة جديدة". 

 يضيف: "وبمجرد انتهاء الدراسة، قدمت المسلسل .. وكانت سعادتي كبيرة للغاية باختياره في المهرجان هذا العام، التجربة نفسها كانت مُلهمة ومختلفة. أول مرة أكون في هذه الأجواء الهايلة، وأحمل بطاقة انتماءي للسينما والصناعة Badge Industry وهو ما  فتح لي باب أكثر قربًا لمقابلة منتجين وشخصيات مهمة في الصناعة من خلال لقاءات Cairo Pro-meet… وأخوض عالم  صنّاع دراما وكتاب ومبدعين؛

تعرفت إلى خبرات كثيرة، واتعلمت من كل لحظة".

أمًا تجربة الكتابة في "ورش كتابة"، يتحدث عنها واصفًا: "سعيد للغاية بالمشاركة بالكتابة  مع أصدقائي خالد نصرالله وياسمين مصطفى، وممتن للغاية للكاتب محمود عزت، اتعلمت منه كثيرًا جدًا أثناء الورشة والتطوير 

على مسلسلنا بنقدّم فكرة جديدة في إطار اجتماعي لايت كوميدي، ونحكي خلال 10 حلقات عن شخصية تتسحب من عالمها المعتاد وتعيش وسط عالم وواقع مختلف تماماً…

واقع بيغيّرها وبيغيّر كل المحيطين بها...فخور بالخطوة أتضافت لنا، وسعيد إنها كانت البداية".

السيناريست ياسمين مصطفى

أمًا السيناريست ياسمين مصطفى، خريجة صيدلة، تتحدث عن سعيها وراء شغفها الحقيقي، وتصف: "الحكي والدراما وكتابة السيناريو. بعد دراسة السينما بنفسي من خلال كتب وورش اون لاين وبعد شغلي في الترجمة فترة، بدأت من خلال قناة أسستها في 2018 اسمها “في السيما سعادة”، إني أقدم محتوى يقرب الناس من السينما ومن العلاقات الإنسانية نجدها بها"..

وتضيف: "هذا بجانب انشغالي بتقديم أنشطة للأطفال والمراهقين أعرّفهم بها بأساسيات كتابة السيناريو وبناء الشخصيات والصراع. اتعلمت ودرست في ورش مختلفة للسيناريو بأماكن متعددة في القاهرة ثم التحقت بدبلومة سيناريو لمدة سنة، وهناك قابلت شريكيَّ "ميشيل وخالد" في الكتابة، ومن ساعتها بدأنا نكتب ونتطور سوا".

تتابع عن تجربتها الاستثنائية هذا العام: "كانت أول مرة نقدّم بها مشروعًا لمهرجان، وكانت لحظة مؤثرة للغاية عندما علمنا بالموافقة على مشاركة مشروعنا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الإحساس بوصول أفكارنا وحصول كتابتنا على validation حقيقي كان لحظة مميزة ولن أنساها، خاصة إنه من مهرجان بحجم وتاريخ مهرجان القاهرة — أحد أقدم وأهم المهرجانات السينمائية في المنطقة".

وفي السياق ذاته، تصف "ياسمين" تجربة الورشة الجماعية: 

"وجود السيناريست الكبير محمود عزت كمشرف على ورشتنا كان أحد أهم مكاسب هذه الرحلة، ليس بسبب خبرته أو طريقته المنظمة في التفكير فحسب، لكن وفقًا لمساحته الإنسانية واحترامه لأصواتنا واختلافنا؛ كان بيحب كل مشروع عنده كأنه مشروعه هو، وهذه خصيصة نادرة للغاية. كان يسمعنا بتركيز حقيقي، ويفهم دوافعنا ونحن نكتب، ويدخل معنا في رحلة كل بطل وبطلة كأنه جزء من العالم وليس مجرد مُشرفًا، قلبه على مشاريعنا جدًا، يريد وصولها لأحسن شكلاً وأحسن فرصة ممكنة. وطريقته في إنه يشجعنا، وفي نفس الوقت يوجّهنا بدون فرض رؤيته".

السيناريست خالد نصر الله 

فيما خالد نصرالله سيناريست مصري من مواليد محافظة دمياط. تخرج من كلية الهندسة بجامعة المنصورة في مصر، وعمل ما يقرب من عشر سنوات في مجالي التجارة والمقاولات، قبل أن يقرر العودة إلى شغفه الأول: "الكتابة".

يصف "خالد" مشواره المهني وعلاقته بالسيناريو: "بدأ اهتمامي بالكتابة مبكرًا أثناء المرحلة الإعدادية من خلال كتابة القصص القصيرة 

منذ أربعة أعوام، تفرغت لدراسة السينما متنقّلًا بين الإخراج والتصوير والتمثيل والكتابة. لاحقًا التحقت بدبلومة السيناريو في الجامعة البريطانية، والتي استمرت لمدة عام كامل، وهناك التقيت بشريكيّ في العمل "ميشيل" و"ياسمين" و كونا فريقاً متنوع الخلفيات و الأفكار . منذ ذلك الوقت وأنا أعمل على تطوير وكتابة مشاريع درامية وسينمائية".

ويضيف: "بالنسبة ليا  Cairo Pro-Meet، كان أحد أهم مكاسب المشاركة في المهرجان. الملتقى يوفّر فرصة حقيقية لصنّاع الأفلام والكتّاب الجدد إنهم يقابلوا منتجين وأسماء مهمة من داخل الصناعة—وهذا النوع من الفرص عادة يكون صعب للغاية بالنسبة لشاب موهوب يحاول يبدأ طريقه. إن كل هذا يحدث في مكان واحد، وبشكل منظّم، يميز التجربة للغاية ويوسمها بالنافعة جدًا خاصة وإننا استطاعنا فتح حوارًا معهم يتعلق بمشاريعنا".

ويختتم رؤيته تجاه ما يميز الدورة 46 للمهرجان السينمائي العريق: "كان منظمًا بطريقة محترفة: ورش قوية كثيرة، وفعاليات متنوعة ومثمرة، وكلها مقسمة على أكثر من مكان بطريقة تيسر الوصول والمشاركة المتميزة للجميع".